• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

اجعل إجازتك ممتعة

اجعل إجازتك ممتعة

الإجازة فرصة للاستمتاع، ودعوة لتحقيق الراحة والطمأنينة التي ينشدها الإنسان في حياته، لكن هل كل إجازة تضفي هذه المعاني في حياة الإنسان؟!

كلا! الإجازة التي تمنح الإنسان ما يريد هي الإجازة التي نخرج فيها من مشكلاتنا وهمومنا، ونقرّر أن نعيش لحظتها التي نعيشها دون أدنى مؤثرات.

رأيتُ كثيرين يخرجون من أماكنهم يبحثون عن الراحة التي تمنحهم الإجازة، ولكن في ذات الوقت يخرجون كلّ همومهم ومشكلاتهم وأزماتهم، ولم يتغير عليهم شيء سوى المكان، ومثل هؤلاء لا يستفيدون من الإجازة بالقدر الذي يريده من يبحث عن الاستمتاع.

نحتاج في أحيان كثيرة أن نقرر أن لا تخرج أجسادنا من البيئة التي نعيش فيها، بل تخرج أفكارنا أولاً، وتأخذ فسحتها الكاملة من الإجازة، وقد نحتاج أن نقرر ترك الجوال بالكلية، وحجب وسائل الاتصال ولو لفترة معينة، أو نستبدل أرقامنا لحظة الإجازة لنستفيد منه في حدود الضرورات، فلعلنا بذلك نعيد بعض معاني الهدوء الغائبة عن حياتنا منذ زمن طويل...

يحدثني أحد الزملاء أن صديقاً له خرج في الإجازة إلى دولة خارجية، وخرج بجواله وشريحته المعتادة فما أن وصل للبلد ودخل الفندق واستلقى على السرير إلّا والجوال يرنُ؛ قريب له يخبره عن وفاة بعض أبناء مجتمعه، وعاد وهو في حرج شديد؛ إن لم يعد فقد يتحدث من اتصل أنه بلغه ولم يأت، وإن عاد كلفه ذلك رحلة عودة بكل مشاقها، ولم يجد بدّاً من الرأي الآخر، فرتب للعودة وعاد!.

إن الإجازة تضل ممتعة حين نخطط لها، ونقرر أولاً أن تخرج عقولنا من أسر المشكلات التي تواجهها.

 

المصدر: كتاب أفكار تصنع الحياة

ارسال التعليق

Top