• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

النبوة.. ضرورة لإصلاح الحياة

أسرة

النبوة.. ضرورة لإصلاح الحياة
أ- ضرورة النبوة لإصلاح الحياة: قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (البقرة/ 213). التطبيق الحياتي: خُلق الناس ولهم صفة الجماعيّة والتجمّع: (الإنسان اجتماعي بالخلقة، الإنسان مدنيّ الطّبع). وكذا الفطرة وحدها لا تصلح سبيلاً للهداية، ولا العقول لتسيير شؤون الحياة، فهي متفاوتة مضطربة، وقاصرة عن إدراك الحقائق. من هنا كان التبليغ الذي يأتي به الأنبياء، تشريعاً من الله، موافقاً لما يحكم به العقل. وبالتالي فإن طبيعة التفاعل الإجتماعي تقتضي نظاماً مستقيماً يحقِّق العدل في العلاقات الإجتماعية، وفي جميع السلوك الإنساني. فكان بعث الأنبياء (ع) إلى الناس لطفاً إلهيّاً استدعته الحكمة الربانية واقتضته المصلحة الإنسانية. سأل رجلٌ الإمام الصادق (ع): من أين أُثبتُ الأنبياء والرسل؟ فأجابه (ع): "إنّا لمّا أثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا، وعن جميع ما خلق، ولمّا كان ذلك الصانع حكيماً، متعالياً، لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسوه فيباشرهم ويباشرونه، ويحاجّونه، ثبت أنّ له سفراء في خلقه، يعبِّرون عنه إلى خلقه وعباده، ويدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم، وما به بقاؤهم، وفي تركه فناؤهم. فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه، والمعبِّرون عنه عزّ وجلّ، وهم الأنبياء"[1].   ب- رسائل الأنبياء – عليهم السلام – واحدة: قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) (المؤمنون/ 23). التطبيق الحياتي: دعوات الأنبياء (ع) واحدة؛ لأنّ مصدرها واحد، ولذلك كانت المشتركات بينها كثيرة، وقد جاءت الرِّسالة الخاتمة لتكمِّل مكارم الأخلاق. فطبيعة مهمّة كلّ قيادة نبويّة هي: الدعوة إلى عبادة الله، وعدم الإشراك به، واقتران الدعوة بالخوف عليهم والرّأفة بهم مرّة، وبالإنذار والتحذير مرّة. إنّها دعوات إصلاحية يُراد بها صلاح المجتمع وسعادة الناس، ولذلك كان المستجيبون لدعوات الأنبياء – على طول تأريخ الدعوة النبوية – أكثر الناس للحياة، وأنفع الناس للمجتمعات. وقال عزّ وجل: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف/ 157). التطبيق الحياتي: مهمّة النبي – وضمناً أيّة قيادة إسلامية – هي: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحلال الطيِّبات مما تستطيب به الحياة، فلا يُنغِّصها جسدي بأكل المحرّمات، ولا ألم نفسي باقتراف المعاصي، ورفع التكاليف والأحكام الشاقّة التي خضعت لها الأُمم السابقة. قال تعالى: (طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) (طه/ 1-2). وقال (ص) لكلِّ الدعاة إلى الله: "بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تُعسِّروا". ورُوي عنه (ص): "بعثتُ بالحنيفيّة السّمحة".   ت- مهمّات الأنبياء – عليهم السلام –: قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة/ 128). التطبييق الحياتي: إنّ مجال دعوات الأنبياء – عليهم السلام – وساحات عملهم، هي: القبائل التي ينتمون إليها، والقرى التي يسكنون فيها، وحيثما ترد كلمة (أخوهم) في دعوة نبي، فإنّها تعني الأخوّة في النسب، أي أنّ النبي منبثق عن مجتمعه، ولهذا أكثر من دلالة ومغزى: أ‌-                           إنّ درجة تأثيره في الأُمّة أكثر ممّا لو كان غريباً عنها؛ لأنّها أعرف بعاداتها وتقاليدها وأعرافها، ونقاط القوّة والضغط فيها، وطريقة تفكيرها، وهذا ممّا يحتاجه أي مغيِّر أو مصلح اجتماعي. ب‌-                       إنّ صاحب الرسالة عندما ينطلق في مجتمعه، فإنّ من أهله أقرباءه الذين يلوذ بهم عندما تضيق الأمور وتوصد الأبواب، فضلاً عن أن يكونوا أرضيّة صالحة لتقبّل الأفكار والمبادئ. وحيث لكلِّ مجتمع ثقافته وقوانينه ومزاجه الذي يُميِّزه، فمن الطبيعي أن تنفعل كلّ دعوة بتلك الخصوصيات وتصطبغ بها، ممّا يؤثِّر على نجاح الدعوة ومصيرها[2].   ث- المقوّمات القياديّة للأنبياء (ع): قال تعالى مخاطباً نبيّه محمّد (ص): (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) (آل عمران/ 159). التطبيق الحياتي: عرّف الباحثون في الشأن القرآني خصائص القيادة النبوية، بما يلي: 1- المعرفة التامّة بأحوال الأُمّة: فأيّ مجتمع هو كيان متحرِّك يقوم على نظم وعلاقات تسبغ عليه صفات تميِّزه عن المجتمعات الأخرى، والتغيير الذي ينشده النبي ويسعى إلى تحقيقه هو استبدال وضع قائم سيِّئ بآخر صالح. وعلى ضوء الاستيعاب الشامل، يمكن تصوّر خطّة عمل ناجحة، تتضمّن برنامجاً اجتماعيّاً، تنظيميّاً، وسياسيّاً، يأخذ بنظر الاعتبار الخصوصيات التي يتمتّع بها هذا المجتمع أو ذاك. ولقد امتازت قيادات الأنبياء (ع) بمميّزات منها: أ- العقلانية عند اتخاذ المواقف، والوضوح في الإجراءات. ب- نزاهة الوسائل ووضوح الأهداف. ج. قوّة الإرادة ومواصلة السير. 2- الكفاءات الشخصية والاجتماعية: لقد تناول القرآن الكريم جوانب مضيئة من شخصيات الأنبياء (ع) تصلح أن تكون معالم مفيدة للقادة السائرين في دربهم، منها: أ- الرعاية الإلهية الخاصّة: بسبب الأدوار الخاصة المسندة إليهم، والمهمات الشاقّة التي تتطلب قدراته استثنائية. وهذه الرعاية تجعل منهم – عليهم السلام – قوة صالحة ومثلاً أعلى حقيقيّين. وتتمثّل في الاصطفاء والتفضيل والإعداد والحفظ الإلهي. واللافت في القرآن أنذه يفتح باب هذه الرعاية للمؤمنين المخلصين أيضاً، لِكُلٍّ بحسب درجة قربه من الله تعالى. ففي نجاة النبي يونس (ع) من الحوت – مثلاً – يقول تبارك وتعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء/ 88). ب- الخصائص الذاتية العالية: من الإخلاص والصلاة والأمانة والإلتزام الكامل بأحكام الله وتوجيهاته، وهذا يتحقّق عندما تتوفّر فطرة سليمة، ونفس طاهرة، فضلاً عن علمهم وحكمهم وتقواهم وصبرهم واحتمالهم، وهذه الخصال درجات ومستويات أعلاها ما اتّسم به الأنبياء (ع)[3]. ج- أوصياء الأنبياء (ع): قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة/ 124). التطبيق الحياتي: الإمامة – بتصريح الآية الكريمة – لا تكون لأحدٍ إلا بجعلٍ من الله تعالى، أي بتعيين منه، فهي عهد الله، ومسؤولية ربّانية لا تُناط إلا بمن لديه أهلية القيام بها، وهي أن يكون غير ظالم لنفسه أو لغيره، وهذا لا يتحقق إلا إذا كان الإمام معصوماً. منزّهاً من الخطايا والذنوب. و(العصمة) غير (العدالة). تلك مَلَكَة ثابتة، وهذا التزام قابل للتغيّر. ولئلّا يُترك مصير الدعوة التي ضحّى من أجلها الأنبياء رهناً للظروف والأهواء والأمزجة، كان الأنبياء (ع) يوصون مَن بعدهم – بأمر من الله – لخلفاء يواصلون مسيرة الدعوة من بعدهم مُبلِّغين عن الله (بما بلّغ أسلافهم من الأنبياء)، ومعلِّمين للناس. قال تعالى مخاطباً نبيّه محمّداً (ص) في أخريات حياته: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة/ 67).   - الاهتمام بالسنّة المطهّرة: قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر/ 7). التطبيق الحياتي: أوامر النبي (ص) إلهية، فهي لا تصدر عن هوى أو رغبة شخصيّة، وإنّما هي تعليمات سماوية: (إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم/ 4)، ولذلك فكلّ ما أمر به (ص) يستوجب الأخذ والعمل به لأنّه لم يأمر إلا بصلاح، وبكلِّ ما يُقرِّب من الجنّة ويُبعِّد عن النار، وكلّ ما نهى عنه (ص) يستلزم التّرك والإمتناع والإنتهاء عنه، لأنّه ما نهى إلا عن الفحشاء والمنكر والبغي، وكلّ ما يُبعِّد عن الجنّة ويُقرِب من النار. وسنّته (ص) – الصحيح منها طبعاً – صالحة لكلِّ زمانٍ ومكان، وهي عِدْل القرآن، ولذلك فإنّ ثقافة المسلم لا تكتمل بالقرآن وحده، بل لابدّ له من المصدر الثاني للتشريع وهو السنّة النبوية المطهرة. وأفضلُ مصدر للسنّة والسيرة النبويّة هو القرآن الكريم؛ لأنّه سجّل للإنسانية، كلّ هذه الثروة الضخمة من مسيرة النبوّة لتكون مرجعاً للأُمّة بعده وإلى يوم الدِّين. قال عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/ 24). التطبيق الحياتي: ليس هناك طبيب يكتب وصفةً لمريضٍ ليؤطِّرها ويُعلِّقها على الجدار، إنّما يكتبها ليُعالج بها مرضه، وتعاليم النبي (ص) وَصْفات لعلاج، فإذا دعا النبي (ص) إلى حياةٍ طيِّبة مشتملة على سعادة الدنيا والآخرة، وفيها صلاحك وخيرك، وفيها كلّ حقّ وصواب ينفعك، واعتبرت نفسك غير معنيٍّ بما دعا إليه، فأنتَ كمَنْ قال: سمعتُ وهو لم يسمع، وكالمريض الذي يُعلِّق الوَصفة على حائط غرفته، فلا تُسمّى مستمعاً حتى تنفِّذ ما يقول، ألم يقل تعالى عمّا أعرض عنه (ص) بأنّه ميِّت: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا) (الأنعام/ 122). وقال جلّ جلاله في اقتران طاعة رسوله بطاعته: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) (النساء/ 80). التطبيق الحياتي: إذا طلب معاون المدرسة من التلاميذ أمراً نقلاً عن مديره، فهل يرفض التلاميذ تنفيذ الأمر؛ لأنّهم لم يسمعوه من المدير مباشرة؟ إنّهم ينسون أنّ المعاون ممثِّلٌ للإدارة وهو لا يتصرّف من عنده، وإنّما هو مأمور بنقل الأمر، فهو وكيل المدير وسفيره الناطق باسمه. ولذلك فالمُعرِض عن طاعة الرسول متّبعٌ لهواه، مُنقاد لشهواته، مُضيِّع لمصلحته، فهو إذ يعصيه إنّما يعصي الله الذي أمره بالتبليغ، ولذلك فإنّ طاعة الرسول، فيما صحّ عنه، هي طاعة لله بلا أدنى خلاف، لأنّه الأمين على الوحي والحفاظ لسرِّ الله. ولهذا قال (ص): "ألا إنِّي أوتيت القرآن ومثله معه"، يعني السنّة[4]. وروي عنه (ص) أيضاً: "إنِّي ما أحللتُ إلّا ما أحلّ القرآن، وما حرّمتُ إلّا ما حرّم القرآن". إنّ الدساتير تحتاج عادة إلى مَن يشرحها ويوضِّحها، على اعتبار أنّ القرآن هو بمثابة الدستور الذي يرسم الخطّ العام للإسلام، كانت علاقة السنّة به علاقة بيان وشرح وتفصيل. قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل/ 44). وقد وصلتنا السّنّة النبوية عن طريق الأئمّة الطاهرين من أهل بيته، والرواة المنتجبين من أصحابه، ولابدّ من التأكّد من صحّة السند وسلامة المتن في كلِّ ما يصلنا من روايات للتحقّق من صدورها عن المعصوم وورودها لنا كما صدرت عنه.   3- المعاد: قال تعالى: (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) (يونس/ 4). التطبيق الحياتي: هدف العودة إلى الله تعالى بعد الموت إعطاء قيمة للحياة ولما بعد الحياة، فلابدّ بعد الامتحان من يوم يُفصل فيه بين المحسن والمسيء، ذلك أنّ العقل يقرّ أنّ: وجود التكليف يستلزم البعث، فلو لم يكن المعاد لقبيح التكليف، والتكليف مشقّة، والمشقّة من غير عوض ظلم. أما رأيت لو أنّ طالباً مُجِداً سوِّي مع طالب كسول، هل كان يجدّ ويجتهد في العام المقبل، بل هل كان يجدّ في العام المنصرم؟ وصّى الإمام علي (ع) ابنه الحسن (ع)، فقال: "إعلم أنّ مالكَ الموت هو مالكُ الحياة، وأنّ الخالق هو المُميت، وأنّ المُفني هو المُعيد"[5].
[1]- خلاصة علم الكلام، ص 266. [2]الثوابت والمتغيرات في مسيرة الأنبياء :19-21 [3]- المصدر السابق بتصرّف. [4]- تفسير البرهان: 2/176. [5]- نهج البلاغة، كتابه (ع) لولده الحسن (ع).

ارسال التعليق

Top