كان أبو طالب نوراً يستضاء به لدعم الرسالة الإسلامية ووقف مواقف بطولية لنشر هذه الرسالة الحقّة على يد رسول الله محمد (ص) فالسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيّدَ البَطحَاءِ وابنَ رَئِيسِهَا، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ الكَعْبَةِ بعدَ تأسِيسِهَا، السَّلامُ عَلَيْكَ يا كافِلَ الرّسُولِ وناصِرَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عمّ المُصطَفى وأبَا المرتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيضةَ البَلَدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الذّابُّ عن الدِّينِ والبَاذِلُ نفسَهُ في نُصرَةِ سَيِّدِ المُرسَلينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ولَدِكَ أميرِ المؤمنِينَ ورَحمَةُ الله وَبَركاتُهُ. ورد عن الإمام الصادق (ع) قوله: "إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الإيمان، وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين". اسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، وكنيته أبو طالب، ولد قبل مولد النبي (ص) بخمس وثلاثين سنة، وكان سيد البطحاء وشيخ قريش ورئيس مكة .عن الإمام علي (ع) قال: كان والله أبو طالب بن عبد المطلب بن عبد مناف مؤمناً مسلماً، يكتم إيمانه؛ مخافة من بني هاشم أن تنابذها قريش. هذا هو أبو طالب نسباً شريفاً يباهى به يعتبر بيت أبي طالب من البيوتات العريقة في مكة عموماً وفي قريش على وجه الخصوص. تزوج أبو طالب فاطمة بنت أسد، وهو أول هاشمي يتزوج بهاشمية، فولدت له أكبر أبناءه من الذكور وهو (طالب) وبه يكنى. وكانت فاطمة بنت أسد بمنزلة الأم لرسول الله (ص)، رَبَى (ص) في حجرها، فكان يناديها أمي، وكانت تفضـله على أولادها في البرِّ، وكان له زوجات أُخَرٌ غير فاطمة بنت أسد. مات عبد الله بن عبد المطلب والنبيّ (ص) حمل في بطن أمه، وحينما ولد (ص) تكفله جده عبد المطلب. ومن مواقفه البطولية التي يشهد لها الداني والقاصي حين أدخلت قريش بني هاشم الشعب إلّا أبا لهب وأبا سفيان بن الحرث، فبقي القوم بالشعب ثلاثة سنين، وكان رسول الله (ص) إذا أخذ مضجعه وعرف مكانه، جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع ابنه أمير المؤمنين (ع) مكانه. ولما حضرت الوفاة عبد المطلب أوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله (ص) وحياطته وكفالته، وكان عمره (ص) ثماني سنين .فكفله أبو طالب وقام برعايته أحسن قيام. وكان أبو طالب يحب النبيّ (ص) حبا شديداً، وفي بعض الأحيان إذا رأى النبيّ (ص) يبكي ويقول: إذا رأيته ذكرت أخي عبد الله، وكان عبد الله أخاه لأبويه. ولما بعث النبيّ محمد (ص) إلى البشرية مبشراً ومنذراً، صَـدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله، ولكنه لم يظهر إيمانه تمام الإظهار بل كتمه ليتمكن من القيام بنصرة رسول الله (ص) ومن أسلم معه .فإنه لم يكن يعبد الأصنام، بل كان يعبد الله ويوحده على الدين الذي جاء به إبراهيم (ع). لم يمهل القدر سيد قريش ورئيس مكة الذي ساد بشرفه لا بماله، فمات في السابع من رمضان سنة عشرة للبعثة النبوية الشريفة، وكان عمره آنذاك ست وثمانون سنة، وقيل تسعون سنة .نعم مات المربّي والكافل والناصر حينها فقدَ النبي محمد (ص) سنده القوي، وملجأه الأمين من عتاد قريش. وروي لما مات أبو طالب جاء الإمام علي (ع) إلى رسول الله (ص) فآذنه بموته، فتوجع عظيماً وحزن شديداً، ثم قال: امض فتول غسله، فإذا رفعته على سريره فأعلمني، ففعل فاعترضه رسول الله (ص) وهو محمول على رؤوس الرجال. فأبنه قبل دفنه، بقوله (ص): " وصلتك رحم، وجزيت خيراً يا عم، فلقد ربيتَ وكفلتَ صغيراً، ووازرت ونصرت كبيراً ". ثمّ أقبل على الناس وقال: "أنا والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب لها أهل الثقلين".
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق