هو رابع أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. جدّه أمير المؤمنين، إمام المتقين علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وجدّته فاطمة الزهراء، بضعة رسول الله الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيدّة نساء العالمين (عليها السلام). وأبوه سيّد شباب أهل الجنّة، وسبط الرسول العظيم، وريحانته الذي استشهد في كربلاء، دفاعاً عن كرامة الإسلام وعزّة المسلمين.
كُنّي بأبي محمد، وأبي الحسن، وأبي عبدالله. ولُقّب بزين العابدين، وذي الثفنات، وسيّد العابدين، وقدوة الزاهدين، والسجّاد، وسيّد المتقين، والأمين، والزكي، وزين الصالحين، ومنار القانتين، والبكّاء، واشتهر بالسجّاد وزين العابدين.
لقد سلك الإمام (عليه السلام) الطريقة المثلى في القيادة السياسية والاجتماعية والفكرية في أصعب الظروف التي مرّت بها الأمة الإسلامية، طوال مدة إقامته المباركة.
برز على الصعيد العلمي والديني إماماً في الدين، ومناراً في العلم، ومرجعاً في الحلال والحرام، ومثلاً أعلى في الورع والعبادة والتقوى، وآمن المسلمون جميعاً بعلمه واستقامته وأفضليته، وانقاد الواعون إلى زعامته وفقهه ولم تكن ثقة الأمة بالإمام زين العابدين (عليه السلام) على اختلاف اتجاهاتها ومذاهبها مقصورة على الجانب الفقهي والروحي فحسب، بل كانت تؤمن به مرجعاً وقائداً ومفزعاً في كلّ مشاكل الحياة وقضاياها، بوصفه امتداداً لآبائه الطاهرين.
لقد قام الإمام (عليه السلام) بنشاط فكري ثقافي لتأصيل الشخصية الإسلامية من خلال زرع بذور الاجتهاد، كما أنّه جعل من الدعاء أساساً لعلاج الانسياق مع ملّذات الحياة، فكانت الصحيفة السجادية تعبيراً صادقاً وبليغاً عن عمل اجتماعي وتربوي عظيم، قد فرضته طبيعة المرحلة التي عاشها الإمام (عليه السلام). ربّى الإمام (عليه السلام) أجيالاً واعية لخط الإسلام المحمّدي الخالص الذي يمثّله الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام). وتولّى هؤلاء مهمّة الحفاظ على هذا الخط والدفاع عنه وتعميق وجوده في المجتمع.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق