2- المرونة (Flexibility): ويقصد بها القدرة على التكيف السريع مع المواقف أو المشاكل الجديدة، وهي بهذا على النقيض من التصلب أو الجمود والوقوف عند فكرة أو طريقة بعينها، ومن المرونة ما يتعلق بقدرة الشخص على إنتاج – وبشكل تلقائي – عدد متنوع من الاستجابات لا تنتمي إلى فئة أو مظهر بعينه، ومنها ما يتعلق بالسلوك الناجح لمواجهة موقف أو مشكلة بعينها.. وتصنف المرونة إلى عدد من الأقسام منها: أ- المرونة التلقائية أو العفوية: ويقصد بها قدرة الفرد على إعطاء استجابات متنوعة تنتمي إلى فئة أو مظهر بعينه مثل لو كانت قائمة الاستعمالات المحتملة لكوب الشاي هي في شرب الماء، شرب العصير، شرب الشاي، شرب.. إلخ، كل هذه الاستعمالات تنتمي إلى مفهوم الشرب. ب- المرونة التكيفية: وهنا يقوم الفرد بتغيير فئة الاستعمال أو طريقة الاستعمال أو بناء أساليب جديدة في التعامل مع المشكلة. 3- الحساسية للمشكلات (Sensitivity to Problems): إنّ الشخص المبدع لديه الحساسية المرهفة للتعرف على المشكلات في الموقف الواحد، فهو يرقب الثغرات ونواحي القصور في الأفكار الشائعة ويرى في الأشياء ما لا يرى الفرد العادي كالشخص الذي يقرأ ما بين السطور وينظر بعين ثالثة!
4- الأصالة (Originality):
وتعني أنّ الشخص المبدع لا يكرر أفكار الآخرين وينفر من حلولهم التقليدية للمشاكل، فأفكاره جديدة مميزة غير مألوفة. وتمثل الأصالة أعلى درجات سلم الإبداع، وإذا نظرنا إليها في ضوء كل من الطلاقة والمرونة نجد أنها تختلف عن كل منهما، فهي: أ- لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد كما في الطلاقة، بل تعتمد على قيمة تلك الأفكار، ونوعيتها، وجدتها، وهذا ما يميزها عن الطلاقة. ب- لا تشير إلى نفور الفرد من تكرار تصوراته وأفكاره هو شخصياً، بل تشير إلى نفوره من تكرار ما يفعله الآخرون، وهذا ما يميزها عن المرونة. الذكاء أو العبقرية: 1% منه إلهام ووحي، و99% عرق وجهد وكفاح.. إديسون 5- الاحتفاظ بالاتجاه (Maintaining of Direction): يشير د. عبدالستار إبراهيم إلى أنّ الدراسات العربية للإبداع اكتشفت قدرة أخرى من قدرات التفكير الإبداعي، وهي مواصلة الاتجاه؛ أي أنّ الشخص المبدع لديه القدرة على التركيز لفترات طويلة في مجال اهتمامه بالرغم من المشتتات والمعوقات التي تثيرها المواقف الخارجية، أو التي تحدث نتيجة للتغير في مضمون الهدف، وتعدُّ القدرة على مواصلة الاتجاه من القدرات الأساسية التي تسهم في أداء المبدع لعمله خصوصاً في مجال العلوم؛ حيث يحتاج فيها العمل الإبداعي لامتداد زمني طويل للانتهاء منه، فعلى سبيل المثال يقال إنّ "آينشتاين" ظل معنياً بمشكلته العلمية الرئيسة لمدة سبع سنوات، وأن أفكار "بافلوف" عن الفعل المنعكس الشرطي ترجع جذورها إلى سن مبكر عندما كان في الخامسة عشرة.► المصدر: كتاب لمحات عامة في التفكير الإبداعيمقالات ذات صلة
ارسال التعليق