• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

تعزيز قيم المواطنة

تعزيز قيم المواطنة

◄المواطنة هي...

الجانب السلوكي الظاهر لمشاعر الفرد بحبه لوطنه والمتمثل في الممارسات الحية التي تعكس حقوق الفرد وواجباته تجاه مجتمعه ووطنه، والتزامه بمبادئ المجتمع وقيمه وقوانينه، والمشاركة الفعّالة في الأنشطة والأعمال التي تهدف إلى رقي الوطن والمحافظة على مكتسباته.

 

المواطنة... والمجتمع:

إنّ استمرارية المجتمع ونهضته مرهونة بمدى نجاح البناء الاجتماعي الذي يعتني بالفرد ويرفع من مستواه وكفايته، وذلك انطلاقاً من مسلّمة أساسية مفادها أنّ الفرد هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وكلما كانت اللبنة قوية كان البناء قوياً في مضمونه وشكله وحاضره ومستقبله.

فلا تتحقق المواطنة والولاء للوطن إلّا باحترام الدستور وقوانين البلاد وممارسة أدب الحوار الديمقراطي الواعي، وتأصيل العمل وتنمية إحساس الفرد بمسؤولياته، فكلّ فرد منا سواء كان رجلاً أو امرأة، شاباً أو كبيراً في السن له دور في بناء المجتمع كلّ في مجاله.

 

ميادين تعزيز المواطنة:

1-  الأسرة:

تعتبر الأُسرة المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تغرس الروح الوطنية وحب الوطن في نفوس الناشئة من خلال تنمية شعور الطفل بشخصيته وتعويده على تحمل المسؤولية وترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية، مثل الصدق وآداب الحديث والعمل والاجتهاد والمحافظة على الوقت واحترام النظام العام ومساعدة الآخرين.

2-  المدرسة:

تبني المدرسة وتنمي مشاعر الولاء والانتماء لدى الأبناء تجاه المجتمع من أجل لحفاظ على وحدة الوطن وثرواته، فالمناهج الدراسية وطريقة التعليم والتقييم من ركائز التربية الأساسية القادرة على تعبئة المتعلمين على حب الأرض التي يعيشون فيها وينتمون إليها ليكون لهم دور فاعل في بناء الوطن.

ويكمن دور المدرسة في تفعيل دور الناشئة وحثهم على تطبيق معاني الوطنية من خلال تزويدهم بالمهارات القيادية اللازمة كي يمارسوا دورهم في إبراز احتياجاتهم والتعبير السليم عن تطلعاتهم، فالمواطنة تشمل النجاح في المدرسة والمشاركة في بناء المجتمع من خلال الأعمال التطوعية وممارسة الهوايات المفيدة.

3-  الإعلام:

وسائل الإعلام المختلفة هي إحدى أهم القنوات التي يستقي منها الأفراد خبراتهم وقيمهم المعرفية من خلال البرامج الحوارية والوثائقية والمسلسلات الهادفة التي تقدمها، حيث باتت تحتل المراتب الأولى بين المجالات الأُخرى المؤثرة في تنشئة الأجيال.

4-  المساجد:

تقوم المساجد بدور عظيم في بناء المجتمعات الإسلامية من خلال نشر الفكر الوسطي السمح، ونشر ثقافة التسامح والمودة والرحمة وقبول الاختلاف وتعميق الصلاة الاجتماعية، والفهم الصحيح للدين الذي يقيهم شر الانحراف والغلو والتطرف والفتن.

الابن الذي يتعلّم النظام والتعاون وسائر القيم النبيلة لا شكّ أنّه بصورة عفوية وبلا أدنى مشقة سيترجم ذلك السلوك المنضبط في شخصيته عندما يكبر فيمارس دوره كمواطن يحترم قوانين البلاد ويبذل جهده في الذود عن البلد ومصالحه.

 

خطوات عملية نحو تعزيز المواطنة:

-         تقبل الاختلافات الشخصية التي لا تخل بالتزامات المجتمع.

-         العمل الجماعي والمشاركة التطوعية في المجتمع والتعاون لحل المشكلات.

-         احترام الاختلافات المتعلقة بالعرق والثقافة.

-         حماية البيئة والمحافظة على الممتلكات العامة.

-         العناية بذوي الاحتياجات الخاصة وتشجيعهم على العمل المنتج وتحقيق الذات والنظر إليهم بكلّ تقدير لدورهم الحيوي في المجتمع.

-         غرس الفضائل مثل الشجاعة والتضحية والتسامح واحترام الرأي والرأي الآخر.

-         استثمار التراث الوطني والأمثال والقصص التي تبني الأخلاق والأدب الرفيع.

-         احترام القانون وإشاعة العدل والتكافل الاجتماعي ونبذ الإشاعات.

-         الالتزام بالأخلاق الحسنة والتأكيد على أهميتها في المجتمع

-         احترام كلّ المهن والحرف، ورسم الابتسامة على وجهك مع كلّ مَن تتعامل معه مهما كان عمله أو منزلته.

-         استذكار سيرة النبيّ (ص) وتطبيق مبادئ الدين الإسلامي.

-         عدم القبول بالظلم أو السكوت عنه أو التستر عليه.

-         رصد الإيجابيات وعدم تصيد الأخطاء والثقة بقدرات وطاقات الفرد في خدمة مجتمعه.

 

عقبات في طريق المواطنة:

إنّ غياب أو ضعف التكاتف والتعاطف والتكافل دليل انحسار الحس الوطني. ومن أهم العقبات التي تعترض طريق المواطنة الصالحة وتهدد سلامة الوطن:

1-  انتشار المحسوبية والواسطة والرشوة والروح الاتكالية.

2-  إتلاف مرافق الدولة.

3-  الفساد الإداري والتسيب في العمل وتدني مستوى الإنجاز.

4-  التعصب القبلي والطائفي والغلو الديني.

5-  العنف وتجاوز القانون.

6-  تغليب المنفعة الشخصية على المصلحة العامّة وغياب المبادئ الأخلاقية.

7-  تهميش دور المرأة والنظرة الاستعلائية تجاه الوافدين وبعض أصحاب المهن.

8-  تشويه سمعة الطرف المخالف للرأي ونعته بأوصاف غير صحيحة.

المواطنة بلا قيم باعثة على العمل وبلا ولاء يصدقه الفعل كلمة جوفاء خادعة ومزيفة، فليست الوطنية شعاراً نرفعه دون تطبيق ولا قماشاً نحييه في الصباح الباكر من دون وفاء بل مشاعر صادقة تستلزم ممارسات في غاية النبل. ►

ارسال التعليق

Top