• ١٦ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٤ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

موقفنا من ثقافة الآخرين

اسرة

موقفنا من ثقافة الآخرين

يتميّز عالمنا المعاصر بتوفّر وسائل الثقافة والمعرفة، وتراكم الإنتاج الثقافي..

فالكتاب والمجلة والصحيفة والراديو والتلفزيون والإنترنت والفيديو والفاكس وغيرها من وسائل نقل الثقافة والمعلومات.. إنّ كلّ هذه الوسائل وفّرت للإنسان مادّة ثقافية واسعة، وبسرعة هائلة، يصله بعضها بسرعة الضوء والصوت، ولم يعد هناك من حاجز بين الشعوب والأُمّم، يحجز هذا اللون من الثقافة أو ذاك عن الآخرين، كما كان قبل عشرين عاماً مثلاً.

ووسائل الإعلام المتطوّرة، المسموعة والمرئية والمقروءة، تنقل لنا ألواناً مختلفة من الثقافات والأفكار..

بعضها يشكّل ثقافة بنّاءة وصالحة، تُساهم في هداية الإنسان وتوثيق علاقته بالله سبحانه، وإصلاح المجتمع، وتنمية الوعي، وبناء الشخصية، ومكافحة الفساد والجريمة والعادات السيِّئة..

وبعضها يعمل على نشر الإلحاد والانحطاط الأخلاقي، وإبعاد الإنسان عن الإرتباط بالله سبحانه خالق الوجود، ويُشجّع على التربية المنحرفة، وفصل شخصيتنا وثقافتنا عن حضارتنا وعقيدتنا وتأريخنا الإسلامي، أو نشر الخرافة والأساطير باسم الإسلام، فتسيء إلى الثقافة الإسلامية، وتُشوِّه الفكر الإسلامي..

فكثير من الكُتُب والمقالات والأفكار تطعن بفكرنا الإسلامي، وتحاول هدمه، وإثارة الشبهات في أذهاننا، والتشكيك بعظمة الفكر الإسلامي النيِّر الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور، أو تعرض الإسلام عرضاً خرافياً، أو متخلِّفاً مشوّهاً..

إنّنا نلتقي بألوان مختلفة من الثقافة، ولا نتقبّلها جميعاً..

إنّ لدينا أُسس ومقاييس ثقافية.. إنّنا نقيس صحّة الثقافة بالعقيدة والأحكام والأخلاق الإسلامية، وبما توصّل إليه العلم والعقل السليم.. فما وافق هذه المبادئ، فهو ثقافة سليمة نؤمن بها ونتلقّاها، وما خالف هذه المقاييس فنحن نرفضه ولا نتقبّله.

وإذاً فنحن نتعامل مع ثقافة الآخرين وهم غير الإسلامين.. نتعامل مع الثقافة غير الإسلامية تعاملاً انتقائياً، أي نأخذ منها ما هو نافع وسليم ومتوافق مع أُصولنا الإسلامية، ونرفض ما يُخالف عقيدتنا وشريعتنا، ويضرّ بشخصية أُمّتنا..

ارسال التعليق

Top