• ١٦ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٤ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

القومية (national)

حسن خليل غريب

القومية     (national)

توجد تعريفات متعددة للقومية، وكل منها يخضع لزاوية نظر واضعها، وهو أمر شائع في العلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث يمكن لتعريفات متعددة أن تتوافق من دون أن تنفي بعضها. وفي الدراسات الأكاديمية تغلب التعريفات المنطلقة من منظور غربي، أو المنطلقة من واقع وخبرة التجربة الأوروبية، وتنحصر في خمس نقاط:
- المنطقة الجغرافية الموحدة (الوطن التاريخي).
- الأساطير والذاكرة التاريخية المشتركة.
- الثقافة الشعبية المشتركة.
- الحقوق والواجبات المشتركة بين أعضاء المجتمع القومي.
- الاقتصاد المشترك المرتبط بمناطق معيّنة.
إنّ العناصر الثلاثة الأولى ضرورية لتكوين مفهوم ثقافي للهوية القومية بينما المكونان الرابع والخامس يخصان الوجود السياسي للأُمّة ويشترطانه.
في المنظور الغربي كان يتم إهمال العامل الذاتي في تكوين الهوية، لكن في أواخر القرن الماضي بدأ التحوّل مع تقدم علم النفس الاجتماعي وظهور نظريات (الهويّة الاجتماعية). والذي تؤكده النظرية هو أنّ الاختيار الواعي يلعب دوراً في تشكيل الهوية.
توضح الدراسات أنّ الهوية الاجتماعية نظرية نفسية تحوَّلت إلى نظرية معرفية اجتماعية للجماعة بحيث أنّ الأفراد مدفوعون لتحقيق هوية اجتماعية إيجابية من دون التقليل من أهمية مفهوم الذات الذي هو جزء من الوظيفة النفسية للفرد. فعندما يكون التعامل مع العالم من حولنا نحتاج إلى أن نشعر بأنّ لذاتنا قيمة، لذلك تزداد قيمتنا إذا كنا أعضاء في مجموعة لها ماهيتها، وكلما كانت الجماعة الاجتماعية نضرة بوعيها وانفتاحها وسعة معارفها استطاعت الذات المتماهية بها أن يساوي معرفتها ومعرفة تلك الجماعة أيضاً. وقد فرضت نظرية الهوية الاجتماعية نفوذها على علم النفس الاجتماعي والتنظيمي والإكلينيكي والصحة النفسية والعلوم السياسية واللغوية.
المصدر: كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية أو شروق العصر القومي العربي

ارسال التعليق

Top