أ. عبير الرحباني
إنّ قضية الأخلاق من الإشكاليات البارزة التي تثيرها الأنترنت بخاصة في العمل الصحفي، حيث انّ الإعلام الإلكتروني لا يحكمه قوانين ولا رقابة مباشرة أو غير مباشرة، وقد أصبح حراس البوابة الإعلامية الإلكترونيون هم الذين يتحكمون في جمع الخبر وانتاجه ونشره عبر الشبكة من غير استناد على معايير ثابتة تحكم عملهم، مما أدّى لسعي الكثيرين من الباحثين وخبراء الإعلام في محاولة البحث عن طرق للسيطرة على آلية العمل الصحفي الإلكتروني عبر شبكة الأنترنت.
وهناك مشاكل وقضايا عدة تثار حول أخلاقيات التعامل مع الأنترنت عموماً على النحو الآتي:
1- التدفق المعلوماتي: انّ التدفق الحر للمعلومات والبيانات بشكل زخم وسريع قد آثار قضية فيما يتعلق بالأخلاقيات، من حيث حماية الأخلاق والقيم والمبادئ والخصوصية أيضاً مما أدى لتأثر الشعوب والمجتمعات من هذا التسارع.
2- النشر الإلكتروني: آثار النشر الإلكتروني عبر شبكة الأنترنت قضية أيضاً فيما يتعلق بأخلاقيات الأنترنت عموماً والصحافة خصوصاً، فقد أصبح المواطنون بمختلف فئاتهم وأعمارهم ينشرون ما يريدون على الأنترنت من خصوصيات الآخرين والصور الإباحية ومعلومات تثير الفتنة والتفرقة بين الأشخاص وبين المجتمعات وحتى بين الدول أيضاً.
3- حقوق الملكية: إنّ مسألة حماية حقوق الملكية تلعب دوراً كبيراً أيضاً في مجال الأخلاقيات فهناك أناس قد ينسخون ما يريدون عبر الشبكة وبإمكانهم تدوين المعلومات باسمائهم، عدا عن عملية سرقات البحوث والكتب والأدب والفنون وغيرها.. ما يستدعي وضع قوانين وتشريعات خاصة بها ومرعاة الأمانة العلمية.
4- التحريض: هناك جماعات عنصرية تقوم باستغلال شبكة الأنترنت للتحريض ضد أفراد، أو جماعات ما، أو ضد شعوب، أو دول بصورة مباشرة، أما عن طريق النصوص أو الفيديو أو الصوت أو حتى الصور مما يستلزم وضع قوانين رادعة لهذه الجماعات.
5- فوضوية الاستخدام والعشوائية: معظم الناس يستخدمون شبكة الأنترنت بطريقة عشوائية وفوضوية، إذ لا يقومون باختيار الأفضل وانتقاء المعلومات الصحيحة التي تهمهم في مجالات حياتهم، وقد يقومون بالدخول لمواقع تسبب لهم الفيروسات في أجهزتهم، عدا من انّ دخولهم لمواقع غير أخلاقية تتعارض ومبادئنا وقيمنا وغيرها من أمور تتعارض مع الأخلاقيات.
6- القانون: حتى الآن ما يزال الخبراء والباحثون في مجال تكنولوجيا الاتصال يجدون صعوبة في وضع قوانين واضحة ورادعة لكلِّ من يسيء استخدام الأنترنت، وعدم إيجاد آلية لضبطها.
7- الرقابة: لا شك انّ مسألة الرقابة عبر شبكة الأنترنت أمر أشبه بالمستحيل، فما زلنا نعاني حتى الآن من صعوبة إيجاد آلية لمراقبة كلّ جهاز وكلّ مستخدم ومعرفة هويته، فالحرية المطلقة الموجودة في الأنترنت وغياب مقص الرقابة اتاحا الفرص لاستخدام الشبكة من قبل الكثيرين بطريقة غير أخلاقية قد تؤثر على الأشخاص والمجتمعات، وتضر بأمن الدول واستقرارها.
8- القرصنة: تواجه شبكة الأنترنت ما يسمى "بالقرصنة" من قبل بعض الجماعات التي تؤمن بالحرية المطلقة في الرأي والتعبير والاستخدام أيضاً. وهي جماعات تستطيع أن تدخل عبر طرق خاصة تخترق أجهزة الحاسوب الأرقام السرية للأشخاص وبريدهم الإلكتروني، ما يؤدي إلى معرفة أسرار الناس وخصوصيات أعمالهم وحياتهم الشخصية. وهذه أيضاً مسألة هامة أثارات أخلاقيات الالتزام باستخدام الأنترنت.
ومن أهم المبادئ التي لابدّ أن يتحلى بها الصحفي سواء أكان صحفياً تقليدياً أم صحفياً أنترنتياً (الإلكترونياً):
· المصداقية في نشر الخبر
· مصداقية ودقة المصدر
· الموضوعية
· البعد عن التحيز
· الرقابة الذاتية
· المسؤولية تجاه نفسه والأفراد والمجتمع
· التمتع بالاستقلالية
· الحرية المسؤولة
· الالتزام إن أمكن بالعناصر الست
· محاولة استخدام سؤال (كيف ولماذا) في تحليل الخبر
· التوازن الإخباري في نشر الخبر.
المصدر: كتاب الإعلام رسالة ومهنة
ارسال التعليق