• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مصر تتوعد بملاحقة مرتكبي هجوم سيناء

رويترز

مصر تتوعد بملاحقة مرتكبي هجوم سيناء

وصفت مصر المسلحين الذين قتلوا 16 من أفراد حرس الحدود المصريين قرب الحدود الإسرائيلية بانهم "كفرة" وتوعدت بملاحقتهم في اعقاب الهجوم الذي تسبب في توتر علاقات مصر مع إسرائيل والفلسطينيين.
وقال مسؤول مصري إن "عناصر جهادية" عبرت الحدود من قطاع غزة إلى مصر قبل شن الهجوم على النقطة الحدودية يوم الأحد وبعد ذلك سرقوا مركبتين وتوجهوا إلى إسرائيل حيث قتلوا بنيران إسرائيلية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك يوم الاثنين إن ما يصل إلى ثمانية من المهاجمين قتلوا مضيفا انه يأمل أن يكون الحادث "إشارة تنبيه" لمصر التي تتهمها إسرائيل منذ وقت طويل بانها فقدت السيطرة على شبه جزيرة سيناء.
ويأتي الهجوم اختبارا دبلوماسيا مبكرا للرئيس المصري الجديد محمد مرسي الذي تولى السلطة في نهاية يونيو حزيران بعد الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي في انتفاضة شعبية.
وزار مرسي المنطقة الحدودية يوم الاثنين برفقة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي. وأرسل الجيش تعزيزات إلى المنطقة وكثف نقاط التفتيش.
وكان مبارك يتعاون بشكل وثيق مع إسرائيل في قضايا الأمن وقمع حركات إسلامية مثل جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي والتي كثيرا ما أبدى زعماؤها العداء لإسرائيل.
ووصف الجيش المصري في بيان في صفحته على موقع فيسبوك المهاجمين بأنهم "كفرة فجرة" وقال إنه توخى الصبر حتى الآن في مواجهة الاضطرابات في سيناء.
وقال البيان "لكن هناك خطا أحمر غير مسموح بتجاوزه وحذرنا منه مرارا وتكرارا ولن ينتظر المصريون طويلا ليروا رد الفعل تجاه هذا الحدث."
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مسؤول عسكري قوله ان جنازة عسكرية ستقام في القاهرة اليوم الثلاثاء لتكريم أولئك الذين لقوا حتفهم خلال الهجوم.
وتعد سيناء المنزوعة السلاح إلى حد بعيد حجر الزاوية في معاهدة السلام التاريخية التي أبرمتها مصر وإسرائيل عام 1979 لكن خلال العام الأخير زاد ضعف سلطان القانون في سيناء وملأت عصابات من البدو والجماعات الجهادية والنشطين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة الفراغ الامر الذي زاد توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل.
وتعهد مرسي باحترام معاهدة السلام مع إسرائيل ولم يفعل ما يشير إلى تحول كبير في العلاقات. وتواصل أيضا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة لكن هجوم الأحد اثار توترا فوريا في العلاقات بينهما.
وقالت جماعة الاخوان المسلمين في بيان في موقعها الالكتروني إن الهجوم الذي استهدف نقطة حرس الحدود "يمكن أن ينسب للموساد" وكان محاولة لاحباط جهود الرئيس مرسي.
وقال البيان إن جهاز المخابرات الاسرائيلي يحاول "اجهاض الثورة" المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي وإن ما حدث "يحتم علينا إعادة النظر في بنود اتفاقية" السلام بين مصر وإسرائيل.
ونفت إسرائيل زعم جماعة الاخوان المسلمين.
وقال ايجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية "حتى من يقول هذا عندما ينظر إلى نفسه في المرآة لا يصدق الهراء الذي يقوله."
وفي واشنطن عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن تشككها في احتمال تورط الموساد في المسؤولية عن الهجوم وحثت مصر على تعزيز الأمن في سيناء.
وسئل المتحدث باسم الوزارة باتريك فينتريل هل من المتصور أن يكون الهجوم من فعل جهاز المخابرات الإسرائيلي فقال للصحفيين "هذا لا يبدو صحيحا في نظري".
وقالت صحيفة الاهرام الرسمية إن عشرات المتظاهرين تجمعوا أمام مقر إقامة السفير الإسرائيلي في القاهرة مساء الاثنين ورددوا هتافات "ارحل ارحل" للمطالبة بطرده.
وأغلقت مصر المعبر الحدودي مع غزة "إلى أجل غير مسمى" مما يعني قطع طريق الخروج الوحيد لأغلب الفلسطينيين في شهر رمضان.
وأغلقت حماس التي أدانت قتل حرس الحدود المصريين أنفاق تهريب بعد أن قالت مصر إن المسلحين استخدموا الانفاق في الوصول إلى أراضيها.
وتمر بضائع رئيسية بما في ذلك الوقود عبر تلك الأنفاق وأي إغلاق لها لفترة طويلة قد يصعب الحياة في القطاع.
وقالت حماس إنها تعمل مع مصر لمحاولة التعرف على الجناة.
وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس في غزة "لا أحد من قطاع غزة ممكن أن يتورط في هذه الجريمة البشعة وقتل أشقائنا وأحبتنا من أبناء الجيش المصري بهذه الطريقة البشعة."
ونقل التلفزيون المصري يوم الاثنين عن مصدر طبي قوله ان ست جثث وصلت الى مشرحة مستشفى العريش في سيناء قد تكون جثث بعض المهاجمين. إلا أنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وفي أغسطس آب الماضي قتل ثمانية إسرائيليين في هجوم عبر الحدود من سيناء اتهم بارتكابه نشطاء فلسطينيون من غزة. وفي يونيو حزيران قتل عامل إسرائيلي في هجوم آخر على الحدود.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن هجوم الأحد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معبرا عن تعازيه لمصر في مقتل الضحايا "أعتقد أنه من الواضح أن إسرائيل ومصر لهما مصلحة مشتركة في الحفاظ على هدوء حدودهما."
وحثت اسرائيل مواطنيها الأسبوع الماضي على مغادرة سيناء مشيرة إلى احتمال وقوع هجوم. وأسفرت ضربة جوية إسرائيلية صباح الأحد عن مقتل مسلح فلسطيني من جماعة إسلامية متشددة وإصابة آخر في جنوب القطاع قرب الحدود المصرية.
وبعد ساعات هاجمت مجموعة المسلحين أفراد حرس الحدود الذين كانوا قد تجمعوا لتناول الإفطار وفتحوا عليهم النار مما أسفر عن مقتل 16 منهم وإصابة سبعة على الأقل.
وقال الجيش المصري ان 35 متشددا شاركوا في الهجوم مضيفا ان قذائف مورتر اطلقت من غزة وسقطت في المنطقة خلال الهجوم.
وبعد ذلك استولى بعض المسلحين على مركبتين وانطلقوا بهما وانفجرت احداهما قرب الحدود بينما ضرب سلاح الجو الإسرائيلي الأخرى وهي مركبة مدرعة بصاروخ بعدما عبرت الحدود وتوغلت نحو 2.5 كيلومتر داخل اسرائيل.
وقال قائد القوات المسلحة الإسرائيلية اللفتنانت جنرال بيني جانتس "منعنا كارثة كبيرة جدا" مضيفا أنه "كان هجوما معقدا للغاية ارتكبه إرهابيون مترابطون من غزة وسيناء."
وتعد المنتجعات السياحية على الشواطئ الجنوبية لشبه جزيرة سيناء وقناة السويس التي تمتد على حافتها الغربية من اهم شرايين الاقتصاد المصري لكن إسرائيل تقول ان سيناء اصبحت ايضا مرتعا لإسلاميين متشددين تربطهم صلات بجماعات جهادية في غزة وبالقاعدة.

ارسال التعليق

Top