كشف المقدم الدكتور جاسم ميرزا عن دراسة علمية أجريت على عينة من 134 طالباً وطالبة تبين فيها أن 60% من العينة يستخدمون النت ساعتين في اليوم و40% يستخدمونه ساعتين إلى أربع ساعات.
وتوصلت الدراسة إلى أن جميع المبحوثين يستخدمون الإنترنت لغرض الألعاب الإلكترونية والمراسلة عبر الفيسبوك والشات والمنتديات، مشيراً إلى أنّ الجرائم الواقعة على الأطفال في عام 2012 وصل عددها إلى 7 حالات وأغلبها محاولات ابتزاز واستغلال واتجار بالأطفال، ومنها ما دخل في الأعراض ووصل إلى التشهير والتهديد بنشر صور فتيات على الإنترنت بهدف الإساءة إلى سمعتهنّ.
وذكر الدكتور جاسم أن هناك الكثير من البلاغات الأمنية التي ترد، ومنها ما نشرته بعض الصحف مؤخراً عن أم اكتشفت أن طفلها يتعرض للتحرش الجنسي على الهاتف النقال، وكان المتورط في ذلك عامل النظافة الذي يعمل داخل منزلهم، وحث الدكتور جاسم أولياء الأمور على ضرورة الاطلاع على ما يتعرض له أطفالهم في أثناء استغراقهم في الإنترنت.
وأكد أنّ الإدمان على الإنترنت يعد مرضاً ومؤشراً خطيراً بالنسبة لما يتعرض له الأبناء الذي يقضون ساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب، ويعتبر الطفل الذي يقضي أكثر من 4 ساعات متواصلة على النت "مدمن نت"، وينبغي على الأهل في هذه الحالة التأكد مما يشاهده وتدارك الأمر قبل أن يقع طفلهم في خطر، فيتعرض لاستغلال جنسي أو لحالة استلاب لطفولته وسلوكه وبراءته.
واقترح المقدم جاسم ميرزا أن يتم وضع أجهزة الحاسوب في مكان عام داخل المنزل، والجلوس مع الأطفال ومشاركتهم ما يتصفحونه في مواقع الإنترنت، ومحاولة تعليمهم مهارة الاستخدام الأمثل بما يفيدهم وينفعهم، مع ضرورة إلزامهم بوقت محدد للاستخدام.
وأضاف أنّ الإنترنت أصبح متاحاً ومتنقلاً ويتجول معنا في كل مكان، ويمكن أن يضخ فيديوهات وصوراً إباحية ويصدر قيماً وسلوكيات خاطئة تهدم العقل والوعي، ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع فرض رقابة مباشرة على أطفالنا أو نمنعهم بالقوة من التعامل معه، لذلك ينبغي على أولياء الأمور ضرورة توعية أبنائهم بعدم منح الثقة الزائدة للغرباء، وبالذات لمن يدخلون إلى المنزل بحكم عملهم كالسائق وعامل النظافة وغيرهما. وأشار إلى أن معظم المشكلات الاجتماعية التي تهدد نسيج الأسرة الإماراتية الواحدة نجمت عن الثقة الزائدة في الغرباء والأشخاص مجهولي الثقافات والمعتقدات.
أما فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي، فقالت موزة الشومي، مديرة إدارة الطفل بوزارة الشؤون الاجتماعية: ينبغي نشر الوعي لدى أولياء الأمور لتعريفهم بكيفية القيام بحماية أبنائهم من مخاطر الإنترنت، مضيفة أن سن الطفولة المعتمد عالمياً وهو 18 سنة يكون فيها الطفل تحت مسؤولية الأُم والمجتمع ويحاكم محاكمة الأحداث، ولكن عندما يتجاوز عمر 18 سنة ولو بيوم واحد فإنّه يحاكم محاكمة البالغين.
وقالت إنّ الأسرة تتحمل المسؤولية في حماية أبنائها من مخاطر الإنترنت، حيث رأت أن انعزال الأبناء عن محيط الحياة الاجتماعية يؤدي لمشكلات صحية مثل الإرهاق الجسدي وضرر بالعيون والعمود الفقري والمفاصل والأعصاب واضطرابات في الوزن.
وأشارت الشومي إلى المواقع غير الأخلاقية والإباحية التي تجتذب الأطفال والمراهقين إلى سلوكيات منحرفة، قائلة إنها ربما تسبب لهم صدمات نفسية وتفقدهم الثقة بأنفسهم وبمن حولهم وحذرت من التحرشات والبذاءات التي تضخها غرف الشات والدردشة لاختراق مداركهم وخصوصياتهم وتفسد سلوكهم وتنتهك براءتهم، وربما تصل أحياناً إلى مواعدتهم وإغرائهم بالخروج من المنزل وبالتالي، استغلالهم جنسياً، مما قد يعرض حياتهم للخطر.
تعليقات
فضيلة الجزائر
فضيلة سعيد محموش - الجزائر 05 - جماد ثاني - 1433 هـ| 27 - ابريل - 2012 السلام عليكم ورحمة الله في ظل غياب دور الآباء التربوي والتوجيهي يبقى الطفل رهين قراراته الفردية.فلآباء لم يعودو يقدمون النصح ولا التوجيه مثلما كان الأمر في السابق..بعد أن استقال الآباء من وظيفتهم الأولى وهي تربية،رعاية وتوجيه الطفل لتنشئته تنشئة اجتماعية صالحة وسوية..قليل هم الأولياء الذين يخصصون وقتا لمراقبة أبنائهم ومعرفة مايفعله هؤلاء أثناء تعاطيهم للانترنت.فغياب الرقابة في ظل مخاطر ما تنشره الشبكة العالمية يتحمله الأولياء بالدرجة الأولى.. أما القوانين لن تغير من الأمر شيئا إذا ما لم يتخذ المربون والمسؤولن كامل مسؤوليتهم تجاه الأطفال..تجربة: عملت في بداية التسعينات وأنا طالبة في إحدى أولى محلات النت.وفي أحد الأيام دخل 03 أطفال دون 12 عشر من العمر طلبا مني أن أبحث عن موقع بعدما سلماني عنوان الموقع.أنا شخصيا لم أكن أعلم طبيعة الموقع أو مايحوي من مواضيع فسألتهم أهو بحث مدرسي فأجابني أحدهم لا ولكن صديق لهم أوصاهم بمشاهدة الموقع وأنه موقع ألعاب مثير لكن لما بحثت في جهازي عرفت أن الموضوع يتعلق فعلا بموقع ألعب لكنها كلها تدور حول الجنس..أذكر ان منعتهم من دخول الموقع بحجة ان العنوان خاطئ وسالت هل وليائكم على دراية بما تقومون به فاجابو نعم وهم من أعطونا المال حتى نبحث في النت..إنا مارست سلطتي في الرقابة لكن أصحاب المحلات الأخرى هل سيأبهون فالمهم الربح.. إلا من رحم رب..أصبح الأولياء يفكرون بمنطق حتى لا يزعجنا الأبناء فضاع الأبناء بسبب صنيع الآباء وتخليهم عن مسؤوليتهم في التوجيه في التواصل والرقابة أيضا.