◄- محوران خالدان:
قال الإمام جعفر الصادق (ع): «إنّ الله لم يَبعث نبياً إلّا بصدقِ الحديثِ وأداءِ الأمانة».
شرح موجز:
(عادة ما يستند المجتمع السليم إلى عدّة مقومات، ومن أهمّها عنصر الثقة والاعتماد العام.
الثقة بالقول والثقة بالعمل، وبالطبع فإنّ العدو اللدود لهذه الصفة النفيسة هو الكذب والخيانة.. فالأفراد في المجتمعات التي ينتشر فيها الكذب والخيانة يخشى بعضهم البعض، كما يشعرون جميعاً بالغربة، وعلى كلّ شخص أن يتحمّل بمفرده العبء الثقيل للحياة.
ومن هنا كانت الدعوة إلى الصدق وأداء الأمانة من المحاور المهمّة لرسالة جميع الأنبياء.
أجل، هؤلاء العظماء قد تحرّكوا في سلوكهم الاجتماعي ودعوتهم الإلهية من موقع التأكيد على هاتين الفضيلتين: صدق الحديث وأداء الأمانة، لضمان سلامة المسيرة الإنسانية في خط الإيمان والصلاح والمسؤولية).
- الحياة الطيِّبة:
قال الإمام جعفر الصادق (ع): «لو أنّ الناس أدّوا حقوقهم لكانوا عايشين بخير».
شرح موجز:
(الحديث المذكور ورد بشأن زكاة المال وقضاء حاجة المحتاجين في المجتمع، وهو يحذر الجميع من أنّ أداء حقوق الآخرين ليس مسألة أخلاقية وإنسانية فحسب، بل مبدأ اجتماعي يختزن سلامة المجتمع وأمنه.
وما ردود الفعل الخطيرة للأرباح الظالمة والاستغلال الطبقي الذي يهدد المجتمعات المعاصرة ويعكر صفو استقرارها وأمنها إلّا شاهدٌ حيّ على هذه الوصية الإسلامية العظيمة، ومادام الناس يرون "الحق" مساوياً للقوّة!! وأنّ الأقوياء يتمرّدون على أداء هذه الحقوق الواجبة الملقاة على عاتقهم، فالخطر محدق بهم، وهم سيلقون بالمجتمعات البشرية إلى الهاوية).
- أمارات الصالحين:
قال جعفر الصادق (ع): «لأهلِ الجنّة أربعُ علامات: وجهٌ مُنبسطٌ، ولسانٌ فصيحٌ لطيفٌ، وقلبٌ رحيمٌ، ويدٌ مُعطيةٌ».
شرح موجز
(أعظم المدارس الإنسانية هي التي ترى الفرد في أجواء المجتمع، والمجتمع مربّ الأفراد، وذلك لأنّ المجتمع أساس البركات المعنوية والمادّية.
فالحديث المذكور يتحدّث عن علامات السعداء من الأفراد أصحاب الجنّة ليذكر أربعة أُمور تنفع في ترسيخ الروابط الاجتماعية وبث بذور العواطف الإنسانية في أرض المجتمع: فالوجه الطلق المفعم بالرأفة والمحبّة، واللسان الناعم الشفيق وفي ذات الوقت الصريح والبليغ، والقلب الذي ينبض بالخير، واليد التي لا تتوقّف عن العطاء.. نعم، هذه هي علامات أهل الجنّة.
هؤلاء يعيشون النفس المفتوحة على الخير واللسان الفصيح والقلب المليء بالعاطفة واليد الكريمة).
- الموعظةُ درس:
قال أمير المؤمنين علي (ع): «إتَّعظوا بمن كان قَبلَكُم قبل أن يتّعظ بكم مَنْ بَعدَكُم».
شرح موجز
(التأريخ مليء بالدروس والعِبَر، مملوء بالمواعظ والإرشادات، وبالتالي فإنّ الظلم والاختلافات، والتشتتات، والجمود، والتحجر والجهل بمقتضيات المكان والزمان كلّ ذلك ينعكس في مرآة التاريخ.
وهنا يُحذِّرنا علي (ع) الزعيم التأريخي الأبرز بعد النبي (ص) بالاعتبار، بوضع الماضين ومصيرهم، وعدم الابتلاء بالمصير المشؤوم، ليعتبر به الآخرون في المستقبل، فهذه البحار الهائجة للزمان تجرف كلّ شيء معها، وسعادة الشخص بتأمل الماضي والتطلع إلى المستقبل).►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق