• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ليكن النجاح شعار العام الجديد

عمار كاظم

ليكن النجاح شعار العام الجديد

قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة/ 105). يعرّف العمل الناجح على أنّه الإنجازات التي يتمّ تحقيقها في فترة زمنية محدّدة وبعوامل محدّدة، كما يُطلق النجاح على إكمال الهدف أو الوصول إلى الهدف المراد، سواء كان هذا الهدف مشروعاً بأكمله أم مهمّة بسيطة، أو تمّ تحقيقه أثناء العمل أو ضمن الحياة الشخصية للفرد، وبصفة عامّة هو وصف الفرد الذي استطاع تحقيق أهدافه الشخصية، أو المهنية، أو المالية، كما يشار إلى أنّه تحقيق النتائج الإيجابية، والمأمولة، والمرغوبة تحت المظلة الربّانية.

فلتكن السنة الجديدة بداية للتخطيط والنجاح والعمل من خلال استثمار الوقت، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه». فالإنسان تحكمه مسؤولية استثمار وقته في العمل الصالح، وتوظيف كلّ لحظة في أحسن الأعمال، ولما كان الزمن هو أثمن ما يملك الإنسان فإنّ الله عزّوجلّ تمنن بالعمر الذي منحه للإنسان، قال تعالى: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (فاطر/ 37)، عن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): «اغتنم خمساً قبل خمس؛ شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك». هي دعوة من رسولنا العظيم إلى استثمار حياتنا بكلّ مراحلها، فالعمر يمضي ولا يتوقّف، وعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، مهما كثرت الأمنيات.

ومن المهم أن تدرس جيِّداً حساباتك التي قدمتها في كتابك - أي حياتك - عندما يقدم إليك الكتاب (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) (الإسراء/ 14). فلابدّ لنا، فيما يريد الله لنا أن نتحرك، أن نقدم للغد شيئاً، قد تكون الكلمة واردة فيما قدّمت لنفسك: (وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ) (البقرة/ 110). ولكنّك كنت شخصاً تعيش مع الآخرين، ومندمجاً مع الآخرين فأنت لم تعش وحدك بل أنت جزء من عائلة، جزء من محلّة، جزء من مجتمع، جزء من أُمّة.. فمن الواجب في كلّ سنة أن نسعى للتغيير في ذواتنا ونعمل ونغتنم الفرص في الحياة فالإنسان محاسب على كلّ دقيقة يعيشها.. فمن المفضّل الاحتفال بهذه السنة وفي كلّ سنة بالإنجازات التي حقّقنها خلال سنة كاملة وبعد ذلك نخطط لأيّام قادمة أُخرى.. لنكلل الحياة بتاج العمل المثمر. وأيضاً السنة الجديدة هي فرصة للعمل الصالح من خلال زرع علاقات طيِّبة مع الآخرين بعيداً عن التنازع والتشاحن، لإنهاء الحروب وإحلال السلام في شعوب العالم الإسلامي. إنّ الله تعالى يحبّ لنا أن نعيش متماسكين، يساعد بعضنا بعضاً، وهنا يتجلّى الدور الفعّال للتآخي في الحياة الاجتماعية، إذا قام كلّ فرد بما توجبه عليه أخوّته الإيمانية تجاه الآخرين.

ختاماً، إنّ من أهم الموارد البسيطة المتوفّرة لأي شخص كان هي الوقت، حيث يُعتبر المادّة الأولية الوحيدة المشتركة بين البشر وبالتساوي، ولكن يظهر الفرق بين الإنسان الناجح والإنسان العادي في كيفية استغلال الوقت وإداراته، ومن هنا وجب علينا أن نتعلّم كيف ندير وقتنا بالشكل الأمثل والصحيح ونخطط لذلك في بداية كلّ عام. من هنا ندرك أهمّية إدارة الوقت في تفعيل جوانب النجاح في حياتنا لأنّه يُعتبر من أهم عناصر النجاح في إدارة أو استثمار، فالقيادة المميزة تحتاج لمدير مميز يحسن استغلال جميع الموارد المتاحة له لاتمام عمله بأفضل صورة ممكنة، هذا من جهة ومن جهة أُخرى وببساطة لأنّنا مسؤولين عن حُسن استهلاك وقتنا أمام الله عزّوجلّ.

ارسال التعليق

Top