◄يعتقد كثيرون أنّ الشباب في المراهقة يرغبون في الابتعاد عن كلّ رموز السلطة، من الأهل أو المعلمين. وأنّ الرفاق فقط هم من يستحق الثقة. ولكن في الواضع إنّ الشباب يحتاجون في هذه المرحلة المضطربة تحديداً وأكثر من ذي قبل إلى الحب والانتباه من قبل الراشدين.
إنّ الدراسات الحديثة بيّنت أنّ التركيز على مكامن القوّة والعزم عند الشباب أكثر من نقاط الضعف والوهن، يساهم في تربيتهم وتطوّرهم. ومن خلال تشجيعهم على نسج العلاقات وإبراز كفاءاتهم، وتحميلهم المسؤولية.
بإمكان الأهل والمربين أن يتوقّوا الكثير من المشاكل من خلال مساعدة الشباب على مواجهة التحدّيات في شكل خلاق. وقد تبيّن أنّ المراهقين المرتبطين بعائلاتهم، ويشعرون بالأمان في بيوتهم وفي مدارسهم وفي الجماعات التي ينتمون إليها، هم في صحة ممتازة، ويعرّضون أنفسهم لقدر أقل من المخاطر، ولديهم تطلّعات إيجابية في الجانب التربوي.
ومن المهم أن يوفر الراشدون في البيت أو في المدرسة مناخاً من الإطمئنان للشباب. وأن يرفعوا مستوى توقعاتهم منهم، وأن يتيحوا لهم الفرص لإظهار كفاءتهم والمشاركة التامة على أوسع نطاق في الحياة المدرسية والجماعية.
لماذا تبدو المراهقة في هذه الأهمية؟
لأنّ المراهقة في الفترة الممتدة بين 10 إلى 24 سنة هي مرحلة حاسمة في الحياة. ففي هذا السن يمكن أن نتبنى وفي شكل نهائي بعض أنواع السلوك التي قد تسيء إلى مرحلة الرشد. وفي خلال هذه السنوات تتشكل قاعدة العلاقات المميزة والثابتة والاتجاهات التي ستحدّد النجاح أو الفشل المدرسي والمهني.
· دعوهم يخالطون رفاقهم:
إنّ تطوير علاقات الصداقة ضروري لتفتح شخصية الشباب. فلا نتعجل الحكم على أصدقائهم من خلال مظهرهم أو شكلهم أو طريقتهم في التعبير أو في تمضية الوقت.
· قلّلوا النزاعات بين الراشدين:
لأنّ الشباب يتعلّم التواصل من خلال الراشدين. ولديهم حساسية تجاه النزاعات التي تؤدي إلى التوتر والعداوة في العائلة، تعلّموا التواصل في شكل سليم، لحل التعارض في وجهات النظر باحترام متبادل ومثمر.
· أخبروا مراهقيكم بتوقعاتكم:
اطلبوا من المراهقين أن يقوموا بأعمال في داخل البيت مثل تحضير الطعام وترتيب الغرف، وخارجه مثل العمل في الحديقة.
· أخبروهم أن نجاحهم المدرسي أمر مهمّ بالنسبة إليكم:
وإنّ المسألة ليست مجرد علامات مرتفعة ينبغي الحصول عليها في كلّ المواد، بل عليهم أن يقوموا بواجباتهم يومياً. واسألوهم ماذا تعلّموا، وتحدّثوا عمّا هو مطلوب منهم.
· اشركوهم في القرارات التي تعنيهم:
يرغب الشباب في المشاركة في القرارات التي تخصّ العائلة وخصوصاً تلك المتعلقة بهم مباشرة، وهم يريدون أن يعرفوا إذا كان ثمة مشكلة عائلية (صعوبات مالية، طلاق، مرض خطير، مشاكل في العمل...). وهم أكثر اهتماماً بوقائع ما يجري مما يعتقد الأهل. وعندما يحصل أي أمر في محيطهم أو في العالم، فإنّهم يتحدّثون عنه. ناقشوا معهم، بدلاً من صدّهم بالقول "ما زلت شاباً"، أو "إنّ الأمر صعب عليك".
· امضوا وقتاً معهم:
كونوا حاضرين. إنّ العلاقات الحميمة والمباشرة هي الضمانة الأفضل التي يقاوم بواسطتها المراهقون الضغوط السلبية من أقرانهم، وهي التي تساعدهم على اختيار الأصدقاء الذين يقبل بهم الأهل.
ولا تعتقدوا أن مراهقيكم لا يحتاجون إليكم. خذوا الوقت الكافي لتتعلموا معرفتهم... إذ أثبتت البحوث أنّ اللقاءات المتواصلة في البيت تمتّن العلاقات العائلية.
علاقات مدرسية سوية: شبيهة سوية:
إنّ الشباب الذين ينظرون إلى مدرستهم إيجاباً هم أكثر انفتاحاً نحو التعلم الأكاديمي والاجتماعي وأكثر استعداداً لاكتساب السلك السوي. إنّ الشعور بالإطمئنان في المدرسة يقلّص السلوك المتهور بين الشباب، ويولد أفضل صحة جسدية وعاطفية.
وهذا الأمر هو نتيجة مناخ مدرسي إيجابي يقوم على الأسس الآتية:
· مشاركة معقولة من الشباب.
· مناخ مدرسي مبني على الصداقة.
· وضوح الأنظمة والقوانين.
· التأكد من السلوك الإيجابي والمسؤول للراشدين.
· توقع النجاح من التلاميذ.
· إتاحة الفرصة للتلاميذ لإقامة علاقات صداقة وإيجابية ومسؤولة.
إنّ المراهقين الذين يشعرون بالانتماء إلى مدرستهم، ويعاملون بالعدل، ويحاطون براشدين لا يطلقون الأحكام عليهم، على استعداد لنسج أفضل العلاقات. من المهم الإشارة إلى أنّ المعلمين ذوي الاتصال الدائم مع الشباب يؤدّون دوراً مهماً في بناء تلك العلاقات.
تواصل المعلمين – المراهقين:
· اشركوا المراهقين في أنشطة التخطيط، وفي حل المشاكل وفي تقويم البرامج المدرسية.
· شجعوهم على التعاون بدل التنافس. قدموا لكل تلميذ في الصف الفرصة لبلوغ أقصى طاقته من خلال المشاركة في الأنشطة.
· اعطوا لكل تلميذ مسؤولية ومهمّة في غرفة الصف.
· اجعلوهم يدركون بالطريقة المناسبة (غير اللفظية) أهمية التعلّم والحماسة له.
· ادخلوا مفاهيم الانضباط والاحترام في دروسكم.
· استخدموا مصطلح "نحن" عند تقديم أي نشاط في الصف.
إذا اعتقدتم أن لا مكان لكم في حياة شبابكم، فتذكّروا أهمية العلاقات الإيجابية بين الراشدين والمراهقين في البيت، وفي المدرسة. وفي وسط الجماعة. من المهم أن يكتسب الشباب المعارف العملية والوقائية ليكونوا متفائلين، وليطوّروا شعورهم بالأمل وبالانتماء.►
المصدر: مجلة الملف التربوي
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق