السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لي صديق تربطنا علاقة جيدة منذ أربع سنوات تقريباً فكان صديقي بالكلية والآن صديقي بالعمل تربطنا دائما علاقه عمل فنحن نعمل في مجال واحد ويحتاج كل منا استكمال عمله بإنتهاء الطرف الاخر فهو مبرمج و أنا مصمم نعمل في ذلك المجال في شركات رسمية مع بعض و من خارج العمل شغل خاص بنفس المجال لحسابنا لكن تعيبه بعض الصفات التي قد حزرته منها من سنين عندما لاحظتها فيه ولكن لا فائدة من الكلام, فهو حساس جدا لأي إنتقاد أو نصيحة.
صفاتة التي لاحظتها أنا ومن حولي أيضاً أنه يصبح مغروراً ومتعالي عندما ينال منصب أو يتمكن من عمل مركزه أو مستواه كبير ويشكك دائماً في من حوله وغالباً ما ينتقد الأشخاص, وعندما يتم نقده يفضل الانسحاب.
ضاق بي الامر وما عدت أستطيع التحمل لطباعه و أرغب بشدة في الابتعاد عنه لما به من صفات لم استطع ان اغيرها كلما أصبحت آراه فلا أحدثه و أريد أن أتركه وأرحل ولكننا نعمل في بلد اخر غير بلدنا و نعيش مع بعض في المنزل ونحن بغربة عن الأهل فما يصبرني وجودي مع شخص من بلدي صديقي ولكني لا أحب التعامل معه من معاملتة لي. أرجوا النصيحة
الأخ العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
الناس معادن، ولذا فمن الطبيعي أن يختلفون في الأفكار والآراء والأمزجة والسلوك، وهذا الاختلاف ينتج عن عوامل كثيرة منها الوراثة والبيئة التي عاشها الإنسان، خصوصاً في طفولته، وهي عوامل لا دخل للإنسان فيها.. نعم على الإنسان بعدما كبر ووعى أن يعمل لتغيير نفسه نحو الأحسن.
ولكن على أي حال علينا أن نعذر الآخرين، إلى حد كبير، لإختلافهم عنّا وأن لا نتوقع أن يكون الناس بلون واحد، وإلاّ نعيش العذاب دوماً ولا يبقى لدينا خيار سوى العيش بمعزل عن الناس، قال الشاعر:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً*****صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فإذا علمت هذا، فإنك سوف تتحمل طباعه وتتعامل معه بمرونة أكثر وتواجه أخطاءه من دون غضب أو عصبية.
نعم، يمكن لنا أن نتعامل مع الآخرين بمداراة وحكمة لكي نحصل على المزيد من حسناتهم ونتجنب قدر الإمكان سيئاتهم ومحطات السوء عندهم.
وأول خطوة هو أن لا نقترب كثيراً منهم بحيث تلغى المسافات وتسقط الإحترامات.. بل نعايشهم مع احتفاظنا بخصوصيتنا، أي أن تكون لكل شخص مساحة خاصة به من الوقت والتصرف ما يشاء دون أن يشرك الآخرين فيها، فلا يكون هناك تدخل وفضول مستمر يؤدي حتماً إلى انتهاك الخصوصيات والتقاطع والتشاجر.
ولذا اعمل وبشكل تدريجي على أن تكون لك أوقاتك الخاصة بك، لتخرج لوحدك أو مع آخرين غيره، وتجلس لتطالع وتشاهد التلفاز لوحدك، واعمل على احترامه ليحترمك، فلا تأخذ منه حاجة إلاّ بإستئذان، ولا تدعوه لأمر إلاّ بإحترام.
الخطوة الثانية: غيّر أسلوب تعاملك معه فلا تدخل معه في شجار وجدال ولا تواجه أخطاءه بنقد ولوم وتقريع وإنما اترك الفرصة له ليحس بخطئه من خلال سلوكك الصحيح معه، وهذا سيوفر له الجو ليقبل منك ملاحظاتك بشكل سلس عندما يشعر أنك بجانبه وأنك تحبه وتوده، وتريد منفعته، فلا يتخذ منك موقفاً عدائياً.
قال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (فصلت/34).
وعن الرسول (ص) قال: "ما أخذ شيء بالخرق إلاّ وأخذ بالرفق مثله أو أفضل منه".
وعنه(ص): "أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بتبليغ الرسالة".
وأخيراً: حاول أن تجد فاصلة بين أجواء العمل وأجواء الصداقة، فكل منهما عالمه الخاص.. فربما تعيش في العمل الجدية والالتزام والمتابعة والمحاسبة.. ولكن عندما ينتهي وقت العمل، عش مع نفسك الراحة والاستجمام والاسترخاء، وعش مع صديقك المرح والتسلي، وهذا أمر مطلوب في كل الأحوال.
والجو الثاني يساعد على تلطيف وترطيب الأجواء في العمل وأن يتعامل الإنسان فيه كذلك بحيوية ومرونة.
واعلم أخيراً بأن من الصعب الحصول على شريك مأمون وموثوق وصديق مقرّب فلا تخسر صديقك بسهولة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق