◄إنّ العالم أصبح قرية كونية، وأدّى ذلك إلى تبادل الحضارات والمعارف، وبدأ البحث عن طريقة للتواصل بين أفراد المجتمع، فظهرت قنوات عديدة للإتصال والتواصل بينهم وأهمها مواقع التواصل الاجتماعي ومنها (الفيس بوك، تويتر...) وغيرها.
فهناك العديد من المجتمعات تتواصل فيما بينها مع التطور الذي حدث ظهرت العديد من المشكلات الاجتماعية وبالتالي جاءت مؤسسات المجتمع المدني لحلّ هذه المشكلات بالتعاون طبعاً مع المؤسسات العامة. هناك أهمية كبيرة لمؤسسات المجتمع المدني إذ أنّ هدفها يصبّ في وضع حلول لتلك المشكلات. ولمّا كانت غاية تلك المؤسسات إيصال أهدافها إلى جميع أفراد المجتمع اعتمدت على ما يسمّى الإعلام الاجتماعي وذلك للترويج عنها وإشهارها لجذب أكبر عدد من المستهدفين الداعمين.
فالهدف الأساسي من الإعلام الاجتماعي هو خلق هوية ووجود على شبكات الإنترنت وتعزيز طاقات المجتمع المدني في مجال الإعلام الرقمي – الاجتماعي، فالقنوات المبتكرة هي مثالية للاستخدام للوصول إلى الجماهير المستهدفة.
والإعلام الاجتماعي قد بسط سلطته بحلول القرن الحادي والعشرين وبدأ يسحب البساط من تحت الإعلام التقليدي الصحافة الورقية والإذاعة والتلفزيون وهذا هو الحدث الأهم في الحياة العامة في هذه الأيّام والأيّام القادمة.
إذ الإعلام الاجتماعي الرقمي هو عبارة عن شبكات اجتماعية بها أعضاء من مختلف دول العالم، وتهدف إلى ربطهم والتعارف بينهم حسب التخصص، والمكان، وطبيعة الأهداف الخاصة والاهتمامات.
أو بمعنى آخر هو خلق وجود إلكتروني وبناء علاقات اجتماعية عن طريق استعمال الأدوات الإلكترونية المتواجدة. وتكمن أهمية الإعلام الاجتماعي بالتأثير والوصول إلى أكبر عدد من الأفراد من خلال خلق صورة صحيحة وصحية لكسب دعمهم.
فأهميته من الناحية الاجتماعية:
1- جذب أعداد كبيرة من الناس
2- توصيل رسائل معينة.
3- إحداث تغيير على الصعيد الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي والثقافي.
وإذا نرفع شعار الإعلام الشامل في ضوء الإعلام الجديد لابدّ أن نسلط الضوء على هذا الإعلام الذي أصبح يمثل السلطة الخامسة متحدياً السلطات الأربعة ولكونه يرمز إلى مؤشرات كونه إعلاماً بديلاً للإعلام التقليدي الذي أصبح يعاني تحدياً كبيراً يفوق كلّ التحديات بما فيها التحدي الاقتصادي وهو تحدي الإعلام الإلكتروني Digital media الذي بدأت خارطته تتسع يوماً بعد آخر في المشهد الإعلامي من عدد المواقع الإلكترونية إلى عدد الزوار والمستخدمين لهذه المواقع التي لا تستطيع أيّة إحصائيّات أن تؤكد عدداً للمواقع والزوار بشكل دقيق حيث سرعان ما تتغير هذه الإحصاءات شهرياً.
وإذا كان لابدّ من الحديث عن الإعلام الجديد فحرى بنا أن نتحدث عن عينة ممثلة بشكل متميز لهذا الإعلام وهي مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت محطة لالتقاء القاصي والداني في هذا العالم الذي كان يسمى عالماً افتراضياً ليتحول إلى عالم واقعي يفرض نفسه بالحقائق سواء كانت هذه الحقائق أرقام ونصوص وصور ومقاطع فيديو ورسائل وحوارات للدردشة وغيرها والتي من الممكن استخدامها لإرسال الرسائل إلى المتلقين بمختلف أنواعها.
وإذ لا تختلف وظيفة مواقع التواصل الاجتماعي ومنها الفيس بوك عن الوظيفة التي تنهض بها وسائل الإعلام المختلفة الأخرى إلا أنها تحاول أن تجمع كلّ هذه الوظائف بموقع واحد وإن اختلف توظيف هذا الموقع اجتماعياً.. سياسياً.. اقتصادياً.. ثقافياً.. دينياً.
وتعد مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، مثل "الفيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، من أحدث منتجات تكنولوجيا الاتصالات وأكثرها شعبية. ورغم أنّ هذه المواقع أنشأت في الأساس للتواصل الاجتماعي بين الأفراد فإنّ استخدامها امتد ليشمل النشاطات المختلفة من خلال تداول المعلومات الخاصة بالأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية.
وقد أثارت مواقع التواصل الاجتماعي في الأشهر الأخيرة انتباه جل المتتبعين بعد نجاح مستخدميها في تحويلها إلى أداة احتجاج بحشد الشباب للتظاهر الفعلي سخطاً على الأوضاع الاجتماعية والسياسية في بعض البلدان العربية.
وهذه الإمكانيات رفعت عدد مستخدمي مواقع التواصل إلى مئات الملايين مما دفع القنوات الفضائية ذات الشهرة إلى المبادرة بفتح صفحات لها فيها سعياً منها لاستقطاب الشباب إلى برامجها.
إنّ الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي يدعونا إلى طرح سؤال مهم: هل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة إعلامية وظفت سياسياً؟►
المصدر: كتاب دراسات في الإعلام الإلكتروني
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق