ولا شكّ في أن علاقات الحب والارتباط هذه الأيّام تحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت لإنجاحها. لكن هناك بعض الأشخاص غير المستعدّين لبذل كلّ هذا الجهد. وقد أشارت دراسة ميدانية إلى أن اعتماد الجيل الشاب من الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك، يمكن أن تسبّب المزيد من الفوضى في العلاقات العاطفية نتيجة ميل البعض لمراقبة ما ينشره شركاؤهم على "النت". كما اختلفت نظرة المجتمع إلى مسألة الارتباط والانفصال، إلى درجة أنّ الناس أصبحوا يتقبّلون الانفصال بهدوء ومن دون انزعاج، ويعتبرونه الحل المناسب في كثير من الأحيان. إلّا أنّ الأسلوب المفاجئ لإنهاء العلاقة غالباً ما يُفقد الطرف الآخر القدرة على الثقة بالناس، وبالعلاقات التالية التي يمكن أن يبدأها مع شخص آخر. ولعل المشكلة هي أننا كلما كبرنا نضيف معايير جديدة إلى لائحة الطلبات التي نتطلع لتوافرها لدى الشريك، ونصبح أكثر فهماً للموضوعات التي ترتبط بالصفات الشخصية، وكذلك المسائل المالية، والمصالح، ما يزيد من صعوبة العثور على شريك مناسب يحظى بالشروط المطلوبة. ومع ذلك لابدّ من الحفاظ على "معايير عالية" لاختيار الشخص المناسب من كلّ النواحي، ولكن ليس من الذكاء التمسك بكل المعايير المطلوبة حتى لا يصبح الارتباط.. بعيد المنال!
وبما أنّ الباحثين عن الزواج هم من الفئات العمرية الشابة، فإن عليهم السعي نحو إقامة علاقة حب صحيحة تعتمد على الصفات المهمّة للشريك، بغض النظر عن العوامل الخارجية، كوفرة المال واقتناء سيارة جديدة وامتلاك منزل فخم، فالأساس هو العيش في سعادة ورومانسية.. قدر الإمكان، والأمور الأخرى يمكن توفيرها مع مضي الوقت وتحسن الأحوال المادية. وبالتالي، لابدّ من الارتباط بشخص يشاركك الرأي في الأوقات الجيّدة والسيئة، فقد تطرأ بعض الظروف التي لا تجعل الحب ضمن أولويات الحياة، فهناك عوامل أخرى ترتبط بمواصلة التحصيل العلمي والسعي إلى الاستقلال الذاتي قبل الالتزام بعلاقة طويلة الأمد. ►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق