• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

د. الشيخ ميثم السلمان

فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

◄الإسلام ليس مجرد تفكير وتدبُّر، وليس مجرد خشوع وتذلُّل لله تعالى، وليس مجرد التوجُّه إلى الله تعالى للفوز بالجنان والنجاة من النيران، بل هو مع ذلك العمل الإيجابي الذي ينشأ عن هذا التفكير وعن هذا الخشوع وهذا التوجُّه، ليكون كلُّ ذلك واقعاً حركياً ملموساً، ولا يتحقّق ذلك إلّا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي يُهيِّئ الأجواء لتحويل النظرية والمفاهيم العقائدية والقيم التشريعية والسلوكية إلى واقع.

ومن هنا، ففضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مساوقة للدور البارز والإيجابي المهم الذي يقوم به.

ففي وصية رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع)، قال: «يا عليّ، لأن يهدي الله على يديك نمسة خير ممّا طلعت عليه الشمس» (مجمع البيان في تفسير القرآن 3: 75).

وقال (ص): «أفضل الأعمال بعد الصلاة المفروضة، والزكاة الواجبة، وحجة الإسلام، وصوم شهر رمضان: الجهاد في سبيل الله، والدُّعاء إلى دين الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (مسند الإمام زيد: 314).

وبنحو ذلك، قال أمير المؤمنين (ع): «الأمر بالمعروف أفضل أعمال الخلق» (تصنيف غرر الحكم: 331).

وبما أنّ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دوراً كبيراً في خلق الأجواء لإقامة الفرائض والسنن بما في ذلك الجهاد، فقد وصفه أمير المؤمنين (ع) بالقول: «... وما أعمال البرّ كلّها والجهاد في سبيل الله، عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلّا كنفثةٍ في بحر لُجِّيّ، وإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يُقرِّبان من أجلٍ، ولا ينقصان من رزقٍ، وأفضل من ذلك كلّه كلمة عدلٍ عند إمام جائر» (نهج البلاغة: 542، الحكمة 374).

ومن أجل إثبات فضيلته، نرى الإمام الحسين (ع) يتوجّه إلى العراق تاركاً مراسيم الحجّ، فيخرج في يوم التروية، ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

وبما أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أعمدة الإسلام، جعله رسول الله (ص) مساوقاً للصلاة، فقال: «أمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر صلاة» (الترغيب والترهيب 3: 224).

ومن الفضائل أن جعله رسول الله (ص) صدقة، فعن أبي ذر (رض)، قال: إنّ أُناساً قالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور يعني المال الكثير بالأجور، يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون بفضول أموالهم.

فقال (ص): «أوَليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون به؟ إنّ بكلِّ تسبيحة صدقة، وبكلِّ تكبيرة صدقة، وبكلِّ تحميدة صدقة، وبكلِّ تهليلة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة» (الترغيب والترهيب 2: 224).

وتتجسَّد فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن جعله الله تعالى باباً إلى الرحمة والفلاح، وجعل تركه سبباً لنزول العقاب والعذاب في دار الدُّنيا، وفي دار الآخرة.►

 

المصدر: كتاب إستراتيجية النهي عن المنكر

ارسال التعليق

Top