لَيتكَ تَدري ما وجعَ القلب الحَزين
وَكأنَكَ طُعنتَ بِألفِ سكين وَسكين
طفلٌ يتيمٌ بِلا أبوين
تَراهُ مُكباً عَلى وجهه ليَخفيَ دَمعةَ العَين
تائِهاً عَلى أرصفةِ الشوارع لا يعلم طَريقَهُ إلى أين
وَفي رحلتِهِ خطوةٌ وَدمعةٌ وَسكين
مشهدٌ تراهُ يقسم القلبَ لِقسمَين
كَأن الجُرحَ باتَ جرحين
بُعثرَت حُروفي وَلا أجدُ أي حَرفين
صَمتٌ رَسمَ وَجهي الحَزين
أنا اليتيم
نَسجتُ ثَوبَ الليل مِن أَحزاني
وَحدَثتُ النسيجَ عَن حكايتي فَكساني
طَفولتي ذَبُلت مِن قَسوةِ الحرمانِ
وزهورها أصبَحت شوكاً يقتلُ كَياني
يا حسرتي عَلى شَبابي الفاني
وَكأنَ الشتاءَ رَسَم ضَبابه بِعَيني
لِيبعدَ عَني كُلَّ الأحلامِ وَالأماني
تنَهدتُ وَجَعاً رَسمتهُ أجفاني
وَابتَلعتُ الحسرةَ في وِجداني
أنا اليتيم
مَن فقدت حَنان أمٍ بِالأحضانِ
كَمثلِ رَبيعٍ بِرَوضة الريانِ
سَألتُ البدرَ عَن أمي التي رَحلت وَهي تَرعاني
تَركتني وَحيداً ألعنُ ما بَقي مِن زَماني
حُرِمتُ مِن لَمستِها وَجنونِ خَوفها الإنساني
سَألتُ الأحلامَ عَن أمي التي عَلى صَوتِها عَشقتُ المنامَ بِالأغاني
أيا سَماءُ أجيبي أين أَبي وَدفء الأحضانِ
أين أبي الذي اذا رآني أتعَذبُ لَفداني
أنا اليتيم
مِن شدةِ الحُزنِ غادَرت الضحكةُ شَفتاي إلى شَواطئِ النيرانِ
وَمِن شدةِ الوحدة نَسيت بأن لي صَوتاً أحسُ لَحنَه بلساني
وَلَو يَعلمُ الكونُ المُعج بِفضائِهِ بِحالي لجاءَ وَرَثاني
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق