◄لكل منّا.. عوالم ثلاثة، هناك عالمنا الفكري الواقعي وعالمنا الفكري الافتراضي، وعالمنا الفكري المثالي. وكما تتصادم السيارات المسرعة في الطرق ليلاً سواء في النور أو الظلام فتحدث الكوارث بسبب الحوادث المرورية القاتلة، كذلك في عوالم الأفكار والخيالات والرؤى، تتصادم أحياناً الأفكار بداخلنا مع واقعنا أو مع خيالنا أو مع توقعاتنا، فتحدث انفعالات عصبية وتوترات نفسية وأزمات عاطفية وانزعاجات معنوية، وأعراض جسدية عصبية وأمراض سيكوسوماتية عديدة يحتار في فهمها الأطباء والحكماء، وإليكم رأي مجموعة من الشباب والفتيات في ذلك:
- فاتورة الولع بالمظاهر الجاذبة باهظة التكاليف:
الولع بالمظاهر والجمال نتيجته التورط في عمليات خطيرة:
تذكر فتاة في الخامسة والعشرين.. بأنها جميلة، لكنها قصيرة، كانت تحلم بأن تكون طويلة، فكرت في إجراء عمليات تطويل القامة، وسافرت إلى عدة بلدان وعيادات العظام، ولكنها خافت من مضاعفات العملية الجراحية وعادت، ثمّ اشترت عشرات الأحذية الأنيقة الملونة ذات الكعب العالي لأكثر من 15 سم، وذات مساء وهي تمشي على رصيف المدينة التوت قدماها فأصيبت بكسر في الكعب وانقطع وتر كعبها بسبب حبها للشعور بالجمال وبسبب إدمانها عالم الفكر الخيالي بأن تصبح محط أنظار الجميع.
- تحذير من زيارة طبيب "شفط الدهون":
تقول سيدة متزوجة، في الثلاثين من عمرها، بأنّها بعد الحمل والولادة ترهلت بطنها وزاد وزنها، واشترت جميع أنواع حبوب الرشاقة، وذهبت إلى معاهد التخسيس لعلها تفقد زيادة وزنها، لكنها فشلت في استعادة وزن 58 كجم قبل الزواج، وأصبح وزنها 65 كجم، فتهورت عندما أقنعتها سيدة الصالون بالذهاب إلى عيادة طبيب شفط الدهون، فأجرى لها عملية شفط وعملية تدبيس للمعدة وفقدت الشهية والطاقة والرغبة في الحياة، بسبب أوجاعها والغثيان والأنيميا، ذلك لأنّها كانت تعيش على أفكار عالمها المثالي لا الافتراضي، لا العالم الواقعي، وهي أنّ الزيادة بالوزن لا تحتاج لعمليات تكميم للمعدة وتدبيس وتحويل المجرى خاصة إذا كانت بسيطة 5 أو 6 كجم، لكنها بحاجة للرياضة والايروبيكس.
- احذر الإصابة بفيروس الطمع في الثراء الزائد:
ضربة النحس بدلاً من ضربة الحظ:
رجل أعمال لديه أسرة وشركة وعالم جميل من الواقع، لكن فيروس الطمع (الثراء الزائد) جعله ذات مساء يفكر في المضاربة في البورصة ليكسب الملايين، فدفع عشرات الآلاف من الدولارات في عملية مضاربة خيالية، ففقد كلّ ثروته في ضربة نحس بدلاً من أن تصادفه ضربة الحظ الخيالية.
- لكل زوجة مهملة في زينتها:
رجل متزوج ولديه طفلان يعيش في استقرار ووئام، ذات مساء زارته في شركته حسناء مطلقة فأدارت عنقه ولفتت انتباهه، وقارن بينها وبين زوجته المهملة لزينتها ولرشاقتها، فقرر الزواج سراً من هذه المطلقة الحسناء عساه ينعم بالمتعة الخيالية، وبعدما تم الزواج، اكتشف أنّه تزوج من امرأة طماعة تريده 24 ساعة، وتستنزف ثروته بطلب الهدايا (السيارات والعطور والسفر والبخور)، ثمّ ذات ليلة اتصلت بزوجته من هاتفه النقال وقت أن كان مشغولاً في الحمام، فجاءت زوجته لشقة الزوجة الثانية واكتشفت زواجه السري، وطلبت الطلاق، ففقد حياته الأسرية بسبب أفكار العالم الخيالي.
- التصالح الفكري هو الحلّ:
عندما تأملت في سر شقاء بني البشر وجدته بسبب الصدام المستمر بين الأفكار وعدم الرضا بالواقع، والحلم بالعيش في عالم خيالي، أو عالم مثالي، مع أنّ التصالح الفكري بين الإنسان ورغباته وحدوده والتوافق النفسي والتوازن العقلي كفيل بأن يحقق الصفاء النفسي والارتياح العائلي المعنوي والتخلص من التهافت على الأماني.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق