• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

شهرُ الإسلام

عمار كاظم

شهرُ الإسلام

العنوان الثالث: «شهر الإسلام»، وقد فسّر البعض كلمة الإسلام بمعناها اللُّغوي، أي الطاعة والانقياد لكثرة الطاعات في هذا الشهر... ولكنَّ هناك تفسيراً آخر، وهو دين الإسلام، لكون افتراض صومه من خصائص هذه الامة، فقد ورد في الحديث عن الإمام جعفر الصادق (ع) قال: «إنَّ شهر رمضان لم يفرض الله صيامه على أحد من الأمم قبلنا، وقيل له: فقول الله عزّ وجل: (يا أيُّها الذينَ آمَنُوا كُتبَ عَلَيكُم الصِّيام كَمَا كُتبَ على الذينَ من قبلكُم) (البقره/ 183). «قال: إنما فرض الله صيام شَهر رمضانَ على الأنَبياء دون الأمم، ففضّل به هذه الأمة وجعل صيامه فرضاً على رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وعلى أمته». ورُوي عن النبيّ محمّد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أنَّه قال: «رمضان شهرُ أمتي»، وقيل عن التشبيه في الآية إنَّه بلحاظ مطلق الصوم.

وقد نلاحظ على ذلك أنّ الظاهر من إضافه الشهر إلى الإسلام، أنَّ للشهر علاقه بالإسلام بمجمله، لا بلحاظ فريضةٍ من فرائض الإسلام المفروضة فيه، مما قد يوحي إلينا بأنّ ذلك مرتبطٌ بنزول القرآن فيه الذي يمثّل الوجه البارز للإسلام في عقيدته وشريعته، وبالحشد الروحيّ من الصيام والصلاة والدعاء و تلاوة القرآن، الذي أُريد له أن يقوم بدور كبير في إعداد الإنسان المسلم في هذا الشهر للسنة كلِّها، من خلال ما يمكن أن يحقّقه البرنامج الرمضاني من تعبئةٍ فكريةٍ وروحيّةٍ تترك تأثيراتها على حركة الإسلام في الحياه كلّها في جميع فصول السنة... الأمر الذي يجعل منه شهر الإسلام الذي يتحرّك فيه الإسلام بكل أبعاده.

ارسال التعليق

Top