• ٧ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٥ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

سنة جديدة.. رسالة سلام ومحبة

عمار كاظم

سنة جديدة.. رسالة سلام ومحبة

نستقبل سنة جديدة تحمل معها أملاً جديداً بمستقبل يملؤه النجاح والتقدم، وأيّام آتية ترفرف بتفاؤل وإصرار، تطوي كلّ ما خلفها من آلام وفشل، فننظر لها بعين مشرقة متلألئة بأنّ الآتي أجمل. رأس السنة الميلادية (اليوم الأول للسنة الجديدة) هو أول يوم في السنة والذي يحل في الأول من كانون الثاني. ومن المفروض إنّنا نعيش لحظات أخيرة من نهاية السنة الحالية وبدء سنة جديدة، والميلاد مرتبط برسول المحبة والسلام عيسى (ع). فالسلام هو روح الديانات وغاية الرّسالات السّماوية والشّرائع الربانية، فالسلام هو من أسماء الله تعالى الحسنى، كما جاءت جميع رسالات الله المبلّغة عن طريق رسله إلى النّاس بمعاني السّلام والمحبّة بين النّاس. في هذه السنة ترتفع الأصوات التي تنادي بالسلام والحب التي كانت سمتا سيدنا المسيح (ع)، فلا يمكن أن يحل السلام على العالم إن لم تدخل الروحانية إلى قلوب الناس. ومن جهة أخرى فالمحبة هي رأس مال المجتمع، وأجمل صُوره تلك التي تُنبِئُ عن الوئام والتلاقي بين أفراده المؤمنين، وهي أغلى من لقمة الخبز وجرعة الماء، إنّها طبيعة العلاقة المنشودة. نعم، الحب أساس العلاقات السوية بين بني البشر، وأقوى من روابط الدم والنسب، الحب إنكار للذات، وتحرر من قيود النفس. يسمو به الإنسان إلى كلّ ما هو خير وجميل، هو نبض الحياة والأمل، ومتحف المشاعر الجميلة، والأحاسيس الرقيقة، والشعور الخفي الذي يعطي الإنسان الإحساس بالوجود. فهذا ما أراده سيدنا عيسى (ع) وكلّ الرُسل الكرام، وكان (ع) من بين أولي العزم من الأنبياء، فقد كان مولده آية ربانيّة ورحمة إلهيّة للبشر أجمعين. ولابدّ أن تكون نهايات السنين كنهايات الشهور وكنهايات الليالي والأيام فرصة للتفكر وفرصة للحساب، لأنّ مشكلتنا أنّنا قد نعرف كلّ الناس من حولنا ولكننا نجهل شيئاً أساسياً إنّنا نجهل أنفسنا، فلو سألك أي سائل عن صديقك أو قريبك فإنّك تقضي اليوم في الحديث عنه ولا تنتهي، ولكنه لو سألك إنسان نبذة عن نفسك؟! ما هي أفكارك؟ ما هو خط عاطفتك؟ ما هي خطوط انتمائك؟ ما هي أُسس علاقتك؟ ما هي نظرتك لمستقبلك؟ هل تملك أن تجيب؟ الكثيرون منّا لا يملكون أن يجيبوا لأنّهم لا يحدقون بأنفسهم والله يريد لنا دائماً أن نحدق بأنفسنا "مَن عرف نفسه عرف ربّه" علينا أن لا نؤمن فيما يخوض به الخائضون لتكون بداية السنة فرصة؛ لأنّ على الإنسان أن يكون أكثر وعياً في نهايات الزمن، فقد تكون نهايات الزمن نهاية عمرنا، عليك أن تستعد للزمن. لذلك، لابدّ أن يكون الزمن نابعاً منّا، حياً، منفتحاً، مسؤولاً، متحركاً، وأن لا نشعر بالزمن كعبء.. وإنما فرصة للعيش والعمل بحب وسلام نابع من نفوسنا ولا ننسى التغيير الذي يجب أن نجريه في دواخلنا ليكون عامنا الجديد عام مملوء بالانتاج العاطفي والعملي.. عام مفعم بالحيوية والنشاط لنحقق أهداف ونصنع أمل جديد لحياة جديدة بخطط نحن مَن يضعها ونحن مَن يطبقها بحلول عامنا المبارك.

ارسال التعليق

Top