• ٣ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

رغبات الشباب في العكوف على الإنترنت

عبدالوهاب الحاجي

رغبات الشباب في العكوف على الإنترنت

◄الإنترنت هو وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة تتيح لمستخدميها فضاءً واسعاً للإعلام والتواصل والتعلُّم والبرمجة..

وهو وسيلة عصرية وأداة من أدوات المعرفة، لعبت دوراً كبيراً في إزاحة الحدود الفاصلة بين القارات والدول والشعوب وقرّبت المسافات الزمنية والمكانية إلى الحدّ الأدنى..

وهو سلاح ذو حدّين يمكن للإنسان أن يوظّفه توظيفاً إيجابياً، كما يمكنه أن يستخدمه استخداماً سلبياً، ففيه الخير والشرّ معاً.

ولعلّ الآفة التي أصبحت تؤرق مَن له غيرة على شباب الأُمّة هي ما اصطلح عليه مؤخراً بالإدمان على الإنترنت، وهي حالة مرضية تصيب مَن يفرط في استخدام الإنترنت إلى درجة أنّه يصبح لا يستطيع مفارقة شاشته والابتعاد عنها، حتى وإن كان ذلك على حساب صحّته النفسية أو البدنية أو دراسته أو أُسرته.. فالمدمن يصبح يعاني من اضطرابات نفسية تدفعه إلى العزلة والعدوانية ويؤثر ذلك على صحّته البدنية فيصاب بأمراض خطرة كالسمنة والأعصاب.

وإذا كان المدمن يتابع دراسته أو يشتغل أو له أسرة يتحمّل مسؤوليتها، فإنّه يتحلل وينسحب من جميع هذه المسؤوليات إرضاءً لرغباته الجامحة في العكوف على الإنترنت.

وتعدُّ العزلة والقلق والملل والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية أبرز الأسباب التي تدفع الشباب إلى ركوب أمواج الإنترنت غير مبالين بالمصير الذي قد يصلون إليه.

هذا وتؤكد الإحصائيات أنّ تصفُّح المواقع الإباحية يؤدّي إلى الانحطاط الأخلاقي والتأثير السلبي على العلاقات الزوجية، كما وجدوا أنّ نسبة جرائم العنف والاغتصاب تزداد عند متداولي المواد الإباحية بنسبة 30%.

وأظهرت دراسة في السعودية أنّ نسبة 4ر57% من الذكور و63% من عينة النساء من مرتادي المواقع الإباحية أو غرف الدردشة أو المنتديات قالوا إنّ ارتياد تلك المواقع كان السبب الرئيسي الذي أدّى إلى الطلاق. أمّا نسبة الانحطاط في العلاقات الزوجية والقدرة الجنسية مع الزوجة، فتتدنى بنسبة 32%، ونسبة تقبُّل جرائم الاغتصاب وعدم المبالات بها تزداد بنسبة 31%.

إحصائيات عامّة عن عدد المواقع الإباحية على الإنترنت:

-           يبلغ عدد المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت 2ر4 مليون موقع.

-           إجمالي عدد الصفحات الإباحية على الإنترنت يبلغ 420 صفحة.

-           25% من المواقع تحاصر زوّارها عند الخروج منها.

-           عدد مرّات البحث عن المواقع الإباحية بمحركات البحث 68 مليون طلب يومياً.

-           عدد الرسائل الإلكترونية الإباحية 5ر2 مليار رسالة يومياً.

-           نسبة زوّار المواقع الإباحية من مستخدمي الإنترنت 7ر42% من إجمالي زوّار الشبكة.

-           يبلغ إجمالي عدد الزوّار الشهري للمواقع الإباحية على الشبكة أكثر من 72 مليون زائر.

-           أكثر من 28 ألف مستخدم إنترنت يتصفّح مواقع إباحية في كلّ ثانية.

وأيّاً كانت درجة صحّة ودقّة هذه الأرقام والنسب المئوية، فإنّه لم يعد خافياً على أحد أنّ الوجه الآخر المظلم للإنترنت له روّاد كثر، ويتزايد عددهم في كلّ لحظة بشكل يصعب السيطرة عليه والتحكُّم فيه.

وهذا يجعل الباحث في هذا الموضوع الظاهرة يتساءل: هل الله تعالى خلق الإنسان ليعبده أم خلقه ليمارس الجنس؟ وهل الحيوانات خير من البشر في موضوع الجنس؟

وإذا كان الصهاينة يعملون لاستخدام أجهزة تفرض على مستخدمي الإنترنت لتنقية المواقع الضارّة، فماذا نحن فاعلون؟!►

 

المصدر: كتاب كيف نكسب الرهان من أجل شباب ناجح؟

ارسال التعليق

Top