"المراهق هو مشروع رجل الغد، ويتوقف نجاح وقوة المجتمع على إنتاجه، وهو بالتالي يعتبر بمثابة عصب المستقبل الحساس، إذا صح يصح المجتمع بأكمله، لذلك تسعى بعض الفئات إلى التأثير وضرب هذه الفئة، من خلال استهداف عقولها والبدء بتفريغها والتأثير في اهتماماتها، وبالتالي عندما يخضع الشاب لرغباتهم وأهوائهم، يستطيعون التحكم بمستقبل البشرية". هكذا يتحدث الدكتور محمد النحاس، مشيراً إلى أنّ التدخين هو بداية الوقوع في فخ الإدمان والتعاطي، لذلك يجب على أولياء الأمور مراقبة سلوكيات أبنائهم في سن المراهقة، ومحاولة مصاحبتهم والتكيف مع سلوكياتهم.
ويقول الدكتور النحاس: "في الغالب يعتمد المراهقون على التمرد على السلطة، وإثبات الذات، وبالتالي يلجأ معظم المراهقين إلى إثبات الذات من خلال هذه الطريقة التي يشعرون من خلالها بأنهم أصبحوا كباراً وأصحاب قرار وسُلطة، ويلجأ العديد من المراهقين إلى التدخين، ويرون أن السيجارة تعطيهم نوعاً من الثقة والرجولة، من هنا أشير إلى دور الأب الواعي الذي يلعب دوراً كبيراً في مراقبة ابنه والتحكم في سلوكياته، حتى لا يقع في فخ الإدمان والتعاطي، من خلال محاولة مصاحبة ابنه وإرشاده ونصحه بعيداً عن رفقاء السوء، وشغل وقته ببعض الهوايات مثل، الرياضة، ومحاولة إعطائه بعضاً من المسؤوليات التي يثبت من خلاله ذاته، وتعطيه ثقة في نفسه بأنه صاحب قرار وأهمية في المجتمع".
- لغة الحوار:
يفسر د. النحاس المعنى المقصود من (الحوار) مع الأبناء قائلاً: يجمع الحوار، أربعة أحرف، في كلّ حرف قيمة جوهرية، على الآباء الالتزام بها، للوصول إلى الهدف المطلوب في تنشئة وتربية المراهق، وهي كالتالي؛ حرف الحاء، والمقصود به الحب والحياة والحرِّية، من المهم أن يعطي الأب ابنه هذه الخصال في تعاملاته معه، ليعبر عن ذاته، حرياته دون خوف أو خجل، ويتحقق ذلك بالحوار الإيجابي والصريح بين الأطراف. حرف الواو، ويعني الوصال، حيث يجب أن يكون هناك وصال بناء بين الأم والابن، وبين الأُم والابن، ويتحقق ذلك من العلاقة القائمة على أساس الحبّ والتقدير في العلاقة الزوجية بين الأب والأُم، والتي بدورها سوف تنعكس على الأبناء، فمن المستحيل أن تقام علاقة إيجابية بين الأب والابن في حال وجود خلافات زوجية، والتي بدورها ستنعكس سلباً على سلوكيات الأبناء وعلاقتهم بالوالدين. حرف الألف، ويعني الإصرار، من المهم جدّاً إصرار الأب على التواصل مع ابنه، لبناء علاقة متينة، تقوم على الاحترام والصراحة، ويأتي حرف الراء، ويعني الرؤية، ويجب على كل أب وأُم وضع رؤية مستقبلية، لمستقبل أبنائهم، وأن يضعا هذه الرؤية أمامهما والسعي جاهدين إلى تحقيقها سوياً.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق