العطلة الصيفية إحدى الفترات التي ينتظرها الكثيرون طوال العام، وذلك للاستراحة من التعب والإرهاق الذي يتعرّض إليه الفرد طوال فترة السنة. الفراغ يعد من أكثر الأُمور التي تعرّض الفرد للانحراف الاجتماعي والسلوكي، كما أنّ الأمر قد يتطوّر ويحوّل الشخص لشخص عدواني يعاني من مشاكل عدم القدرة على التعامل مع الآخرين، ولذلك فانشغال الفرد في عطلته الصيفية، والتخطيط لها مسبقاً من الأُمور الهامة التي يجب الاهتمام بها.
إنّ دور الأسرة يُعدّ كبيراً للغاية في التشجيع على القيام بتنمية المهارات وتنظيم الوقت في الإجازة الصيفية لأبنائهم، وذلك كي لا تضيع هدراً بدون الاستفادة منها بالشكل المطلوب، كما يجب أن يتعاون أفراد الأسرة في التخطيط لتنظيم العطلة الصيفية من خلال تنظيم وقت للاستمتاع بقضاء عطلة سياحية متميزة، وأيضاً الاهتمام بمزاولة بعض من التمارين الرياضية التي يفضلها البعض، ولم يتمكّن من ممارستها، وأيضاً استكمال الجانب المفقود في حياة كلّ شخص سواء كان إحدى الجوانب التعليمية والثقافية التي يرغب في الاطلاع عليها أو غير ذلك من تلك الأمور الأخرى المتنوّعة.
من المهم إعداد برامج وأنشطة مفيدة للاستفادة من أجواء العطلة الصيفية بشكل سليم، إنّ جميع هذه الأنشطة مهمّة ومطلوبة للأطفال والشباب في هذه السن المبكرة، ومن ثمّ يجب أن تسير كلّها متوازية مع بعضها بعضاً في وقت واحد حتى يمكن بناء شخصية الشباب المسلم ليكونوا أهلاً لتولي المسؤولية والمحافظة على الدِّين والوطن ومسايرة التطوّر العالمي في مختلف مجالات الحياة. إنّ الأنشطة سواء كانت ثقافية أو رياضية أو اجتماعية، يجب أن تتم بالتعاون بين الأسرة والمدرسة أو الجامعة، كما يجب على الأسرة أن تهتم باشتراك الأبناء في الأنشطة المختلفة، وعلى المدارس والجامعات أن تفتح أبوابها للطلاب خلال العطلة الصيفية لممارسة كلّ هذه الأنشطة، حتى تستوعب معظم وقت فراغ التلاميذ والطلاب. وهذه فرصة لتنمية مداركهم وإبراز مواهبهم، باستخدام الوسائل الحديثة المتاحة الآن مثل الكومبيوتر الذي أصبح وسيلة تعليمية بالإضافة إلى استخدامه في الترفيه والترويح عن النفس، وهذه فرصة كذلك ليتردّد الطلاب على المكتبة الموجودة في المدرسة أو الكلّية أو المكتبات العامّة التي قد لا تُتاح لهم الفرصة للاستفادة منها خلال العام الدراسي.
تكمن أهمية دور اشراف الأسرة والتربويون وسعيهم الجاد نحو توجيه أبنائهم الطلبة لاستثمار العطلة الصيفية بشكل هادف ومفيد من خلال إشغال العطلة الصيفية والمحافظة على أوقاتهم من الضياع. ولهذا يجب تحفيز الشباب على القراءة لإثراء معلوماتهم وتغذية عقولهم، وهناك مَن يسعى لتنمية قدراته ومواهبة في شتّى المجالات، فمن منّا لا يملك موهبة قد لا يعيرها الوقت والاهتمام الكافي لصقلها وإبرازها وتطويرها.
وبهذا تحقّق العطلة الصيفية أهدافها من منظور تربوي لإعداد جيل منتج يساهم في تكافل المجتمع وخدمته وإعداد أبنائنا الطلبة للمستقبل. حاول أن تعيش في اللحظة واستمتع بالتجربة. أن تعيش اللحظة وسيلة هامة لكي تستفيد من عطلتك إلى أقصى حدّ وتجعلها تبدو أطول لا تتوقّع الكثير. فالإجازة الصيفية ينبغي أن تكون فرصة جيِّدة للتزوّد بالذخيرة الإيمانية والأنشطة ذات التأثير التربوي التي تبقى فائدتها مدى الحياة، ويزيد رسوخها يوماً بعد يوم.
من المهم أن تحرص الأُسر على تهيئة برامج مفيدة في الصيف، فهي خطوة ومحطة مهمّة جدّاً من أجل بناء الأطفال والشباب. وفي الختام، إنّ العطلة والأسرة هي محطة مهمّة فيها امتحان لعمق ووعي الوالدين وكفاءتهم وفيها اختبار للفاعلين الحريصين على الشباب لوضع برامج فعّالة تستوعب هذه الشريحة.مقالات ذات صلة
ارسال التعليق