• ٧ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٥ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

خجولة وقليلة كلام

أسرة

خجولة وقليلة كلام

أنا فتاة مخطوبة من حوالى 10 شهور، مشكلتى باختصار أنني قليلة الكلام وخجولة ،عندما ياتى ليجلس يتكلم معي هو الذي يفتح المواضيع وارد عليه لكن في الحدود، لا أعرف أتكيف مع المواضيع أو أفتح أنا موضوع جديد، إنني خجولة معه حتى إنني لا أنظر اليه كثيراً، والآن هو بدأ يزعل وخائفة أن يمل مني، وخائفة أن اظل هكذا بعد الزواج، ما هي المواضيع التي يمكن أن اتكلم معه فيها علماً اننا الحمد الله ملتزمان خلقاً وديناً ونتكلم في مواضيع عامة حتى المواضيع الشخصية فيّ مثلاً الطباع الصفات هكذا لا أكثر. ماذا أفعل حتى أسيطر على خجلي وأريد أن أتكلم معه ولكني لا أعرف.

الأخت العزيزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
قال تعالى: (الرحمن * خلق الإنسان * علّمه البيان) (الرحمن/ 3).
فبنص الآيات الشريفة، يكون البيان من أفضل نعم الله تعالى على الإنسان، لأنه بواسطة البيان والتفاهم والكلام، تتم الهداية ويتعايش الناس بمحبة وسلام، ويتحدثون ويتحاورون حول مسائل دينهم ودنياهم، لذا ينبغي أن يستفيد الإنسان من هذه النعمة لصلاح حاله والتآلف مع الناس الآخرين، وفي مقدّمتهم شريك الحياة.
أمّا الخجل الذي تشعرين به، فهو طبيعي إلى حد ما لأنك لم تألفي الحديث إلى شخص غريب، خصوصاً في العوائل المتدينة، ولكن ينبغي لك أن تعرفي أن خطيبك يختلف عن الآخرين، وهدفك في الحديث معه هو التقارب والتفاهم لبناء أسرة مؤمنة وسعيدة، واطلبي من الله العون لهذا الهدف المقدس.
أما كيف تتخطين هذه العقبة؟
فابدأي أولاً بتهيئة نفسك للحديث قبل اللقاء معه، هيأي عدة أسئلة تسألينه فيها عن بعض شؤون الحياة، وسيفرح كثيراً لأنك تعطينه الثقة وتشاورينه في الأمور.. إسأليه مثلاً عن خبر سمعتيه، عن مسائل المجتمع، عن مشاكل الناس وكيفية حلّها، عن معلوماته في بعض المسائل الدينية، عن الكتب التي قرأها واطلبي منه أن يشرح لك بعض الأفكار التي فيها.. إسأليه عن حياته، محل ولادته ونشأته، دراسته وذكرياته، طبيعة عمله.. وهناك الكثير من الأسئلة التي لا تنتهي.. ومن ثم انصتي إلى حديثه بإهتمام واشعريه بأنك تستفيدين من أقواله.. وستجدينه يناشد إليك.
وثانياً هيأي له بعض الأخبار والمعلومات والموضوعات.. العلمية والاجتماعية والثقافية.. ويمكنك أن تستفيدي من المواقع الالكترونية، خصوصاً بعض الأخبار المفيدة وأخرى الطريفة، حتى يجد الفائدة والأنس بلقائك ولا يشعر بالملل.
هيأي لكل لقاء سؤال وخبر وموضوع.
ارتكي الأحاديث تجري بشكل طبيعي ولا تتكلفي في الحديث، فهو قد اختارك كما أنت ويريدك على طبيعتك.
ثالثاً: لزيادة الألفة والتفاهم، اسعي إلى أن تتضمن لقاءاتك معه الذهاب إلى الأماكن العامّة في المجتمع حتى تتفاعلا مع الحياة كما هي، وتشعرا بالإنسجام والإئتلاف في مواجهة قضاياها.. اذهبا إلى المسجد لأداء الصلاة، وإلى الشارع لمشاهدة المعارض والمتاحف، وإلى المكتبة لشراء الصحف والمجلات والكتب، وإلى المقهى والمطعم والحديقة.. وهكذا ستعتادين على التعايش معه والأنس به وسيعتاد ذلك وينشد إليك.
رابعاً: من المهم أن تعلمي أنه لا يوجد زوجان في العالم متطابقين في آرائهما وأفكارهما وميولهما ومزاجهما.. لذلك لا تتوقعي أن يكون موافقاً لك في كل ما يقوله ويراه، وعليك أن تغضي النظر عن الكثير من موارد الإختلاف العادية، الموجودة بين أي شخصين، بل فردين من عائلة واحدة.. وتعاملي مع وجهات النظر المختلفة كما تتعاملي مع تعدد الألوان في الطبيعة.
ودمت موفقة لكل خير.

ارسال التعليق

Top