كثيراً ما نسمع عن الحوادث التي يتعرض لها الأطفال نتيجة انشغال الأُم عنهم، فهم بحاجة إلى أم بأربع عيون: عينان من الأمام، وعينان من الخلف؛ حتى ترصد جميع تحركات أطفالها؛ لأنّهم مع التطور الجيني في هذا الزمن يتميزون بالدهاء، وحبّ الاستكشاف، ويستغلون أي لحظة تنشغلين فيها عنهم حتى ينتهزوا الفرصة لتنفيذ مخططاتهم الشقية، والتي من الممكن أن تكون خطيرة أيضاً، فكيف يمكنك إفساد مخططاتهم؟
تذكر الدكتورة آمال شملاوي، (استشارية أطفال)، بأنّ الأطفال غير قادرين على حماية أنفسهم؛ لذلك على الأُم مساعدتهم على أن يعيشوا حياة آمنة، وحوادثهم شر لابدّ منه، وهي ناتجة عن الفضول، وحبّ الاستكشاف، والتعرف على العالم من حولهم، ومن الحوادث التي يتعرض لها الأطفال:
- ابتلاع:
وأكثر هذه الأشياء الإبر، والدبابيس، ولعب الأطفال الصغيرة، وكذلك الحصى، والبقول، والأقلام، وأمام هذه المشكلة تقع الأُم في ارتباك وخوف على حياة طفلها. ومن المعروف أنّ الجهاز الهضمي به أماكن، وممرات ضيقة إذا مرّ منها الجسم الغريب يكون الأمر مرّ بسلام وسيخرج مع الفضلات، وإذا لم يخرج مع الفضلات ولوحظت على الطفل أعراض أخرى كقيء، ومغص شديد، وخروج دم مع الفضلات هنا يلزم اللجوء إلى الطبيب على الفور.
- الحرائق:
النار تلفت نظر الأطفال وتثيرهم لكي يقتربوا منها، والكثير منهم يتملكهم الفضول لإشعال الحرائق، وهو هوس غالباً ما يؤدي إلى نتائج مميتة، فإذا تعرض الطفل للحرق، واحترقت ملابسه فقومي بلفِّه في الحال ببطانية على ألا تكون مصنوعة من النايلون، كما يجب تبريد الحرق بالماء؛ لأنّ الطبقة المحترقة تحرق بقية طبقات الجلد، من ثمّ خذيه إلى المستشفى في الحال.
- الأطفال والمرتفعات:
يحب الأطفال كلّ الأمور التي فيها روح الإثارة والمغامرة، ومن ضمنها التسلق والوصول إلى الأماكن المرتفعة والخطيرة، لذلك يجب عليك إذا وجدت طفلك تعرض لهذا الموقف التصرف بحكمة وروية، وعدم إظهار خوفك أمامه؛ حتى لا يرتبك هو الآخر، وبالنسبة للرضع لا تضعي الطفل على الطاولة، أو الأريكة لأنّه من الممكن أن يقع ويتأذى، وإذا حدث ووقع فعليك مراقبته، وفي حال تقيأ فعليك نقله في الحال إلى الطبيب.
- العض أو اللدغ:
تحدث في المناطق الريفية، وفي حالة حدوث عضة من أفعى سامية يجب الهدوء، وعدم تحريك الجزء الذي عضته الأفعى؛ لأن تحريكه يزيد من انتشار السم داخل الجسم، لذا يجب نقل الطفل المصاب على حمالة، وعدم تركه يمشي.
وقبل نقله إلى المستشفى يربط حول الطرف المصاب، وليكن فوق العضة ولا يشد كثيراً، ويمكن فكه للحظة قصيرة كلّ (20-30) دقيقة، وذلك خوفاً من زيادة مدة انقطاع الدم عن ذلك الجزء من العضو، ومن ثمّ يلف حتى يصل الطفل المصاب إلى المستشفى.
أمّا لسعة العقرب، فيكون أثرها كبيراً على الصغار وخاصة إذا كانوا أقل من خمس سنوات، حيث تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب، وفي بعض الأحيان تسبب تشنجات (اختلاجات)، وعادة يعطى الطفل الملسوع مسكنات للألم، ومضاد لسم العقرب في المستشفى، وتتم مراقبة قلبه، وحالته العامة.
- الحرارة والتشنج:
يصاب الأطفال الصغار بالتشنج متى ارتفعت حرارة أجسامهم ارتفاعاً كبيراً، فإذا حدث التشنج يحول رأس الجسم إلى جانب، وبالتالي يبقى مسلك الهواء مفتوحاً كي يتمكن من التنفس. ومتى توقف التشنج اخفضي من حرارة الطفل بإعطائه خافضاً للحرارة، ثمّ اتصلي بطبيب، أو خذيه دون إبطاء إلى المستشفى.
- حشو الأزرار والخرز بالأنف والأذن:
في هذه الحالات عليك اللجوء إلى الطبيب في الحال.
- شرب الكلور والكاز:
حاولي ألا تجعلي طفلك يتقيأ، وعليك إعطاؤه وجبة من الحليب، والتوجه مباشرة إلى الطبيب.
- شرب الأدوية:
إذا تناول الطفل علبة الدواء فعليك أن تحاولي جعله يتقيأ، ومن ثمّ توجهي مباشرة إلى الطبيب.
*إسراء عبداللطيف حمد
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق