• ٣ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

بناء الإنسان الصالح في المجتمع

مصطفى الطحان

بناء الإنسان الصالح في المجتمع

◄الإنسان الصالح هو من يحمل الأمانة التي ناط الله به حملها بعد أن أشفقت من حملها السماوات والأرض.

فإذا كانت المناهج التربوية المختلفة تسعى إلى إيجاد المواطن الصالح، فإن منهج التربية الإسلامية يعمل على بناء الإنسان الصالح.

الإنسان الذي يشعر أنّ الخلق كلهم عيال الله، أقربهم منه أنفعهم لعياله. والذي يستشعر أنّ الناس جميعاً لآدم وآدم من تراب، وأنّه لا فرق بين إنسان وآخر "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلّا بالتقوى".

ولا فرق بين رجل وامرأة.. (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الرّوم/ 21).

الإنسان الصالح الذي يستشعر مسؤوليته تجاه كلّ شيء، تجاه نفسه فيزكيها ويدفعها في طريق الهداية.

وتجاه أسرته فيحملها على الخير.

وتجاه مجتمعه فيحرص على سؤدده وتقدمه.

وتجاه دينه فيحرص على إقامته ونشره.

وتجاه الإنسان كلّ الإنسان لا يظلمه ولا يقهره ولا يُكرهه.. (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة/ 2).

والإنسان الصالح هو الذي تتمثل فيه أخلاقيات الإسلام:

·     فيربط عمله بالله ويجعل جميع أعماله في سبيله، يجهد في الدعوة، ويبذل المال، ويجاهد، مع ربط كلّ ذلك بهدف إعلاء كلمة الله. مصداقاً للتوجيه النبوي الكريم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".

·     ويتقي الشبهات "إنّ الحلال بين وإنّ الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه".

·     ويستشعر المسؤولية، "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه، وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".

·     ولا يتدخل فيما لا يعنيه، "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

·     وأن يكون عالي الهمة، تنفيذياً، يحترم وقته ويقدر قيمة زمانه.

·     ييسر ولا يعسر، ويبشر ولا ينفر، بعيد من التنطع، فإنّ هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، إنّ المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.

·     وأن يكون عالماً ومثقفاً.. فالعلم شرط في صحة القول والعمل. وليس المقصود هنا علوم الدنيا فحسب بل علوم القرآن والحديث والسيرة والفقه ومعرفة النظام الإسلامي وعلوم التاريخ واللغة والأدب والثقافة الإنسانيثة والعلمية والسياسية.

·     وأن يتعهد نفسه بالتربية الربانية، فيتعرف على قضايا المسلمين فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ويلتزم السنة، ويهتم بالفرائض، ويحرص على صلاة الجماعة، ويجعل لسانه، وقلبه رطبا بذكر الله.

·     يداوم على الذكر ويتجنب فضول الكلام.. "إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ به ما بلغت فيكتب الله بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإنّ الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله من يظن أن تبلغ به ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة".

·     ويتجنب النفاق بكل شعبه: الكذب في الحديث والخلف في الموعد، والخيانة في أداء الأمانة.

·     ويلتزم آداب السلوك في الاستئذان والسلام وآداب المجلس وآداب الحديث وأدب الاستماع وأدب الطعام.

·     وأن يكون نظيفاً ألوفاً، حسن السمت جميل الطالع، كالشامة في الناس فإنّ الله لا يحب الفحش والتفحش.

·     وأن يتعرف على من يلقاه، ويتفاهم مع من يصطفي منهم، ويتكافل معهم مادياً ومعنوياً.

·     وأن يحسن اختيار الأصدقاء، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم إلى من يخالل.

·     وأن يسعى أن يكون مع السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

·     وأن يقيم البيت المسلم.

·     وأن يحسن التعامل مع المسلم وغير المسلم.

·     وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

·     وأن يكون جزءاً من العمل الجماعي الذي يعيد استئناف الحياة الإسلامية في المجتمع.

·     وأن ينفق من ماله.

·     وأن يحسن إدارة الأمور، ينظم وقته، ويخطط لعمله، ويقيم المؤسسات.►

 

المصدر: كتاب التربية ودورها في تشكيل السلوك

ارسال التعليق

Top