إبراهيم الأحمد
رمينا الرمالُ في طرقِ العمر
إلى المراثي
فنكتوي بالنارِ والحلمِ الرديء
نهربُ من مصائرنا
نترك نزفك متعبا
لا.. يا أبي
حتى الخديعة أحرقت
في أوّل الزمنِ الزهور
وما تبرعَم في الشجرْ
إغماضة خجلى تفور
وفي اللهاث تجيء بغير حبّك والقدرْ
قف يا أبي..
لا تعبر الطُرُقاتِ إذا لم يجاوبك الصدى
اغلق لقلبك عن مصائرنا..
ومواقع الخجل المسوَّر بالرياء
وبارتواء الغمغمات أو الهذرْ
**
أشدّ يديك
أهربُ فوق صدرك ظامئاً
فالنبعُ أنت
والخبز أنت تجىء عند كلِّ مسبغةٍ
وحسرة أو حسرتين
عرفتك بي ابتداءِ الصحوة الكبرى
وميلاداً يمر على جثماني المغروس "بالقامات"
يومض في غمامك ما تخثّر من دمي
يبدأ طقس لعبته بكائي
لست أجهل ما ورائي
غير أني عند فقدك لم أكن أشعلت في ليلِ الشتاء
مواقد الوجد الممزق والأمل
أبي يذبل الياسمين بغير حبّك
ويأفل في المدارات القمرْ
ويأخذنا الوجعُ المسمَّر في الظلوع بلا حذر
في خلايانا الجريحة كنت أعرف بعدك
ما ورائي
وأرجف حين تعبرني الذئاب،
أرواغ منك شفاف الشعاع،
أرفض أن أجىء إليه،
يكون في البدء ابتدائي
يطهّرني من اساي ومن بكائي.
**
متعباتٌ منا الخطى يا أبي
نهربُ إلى حنانك نفيء إلى ظلّهِ
فأعذب ما عرفنا
أن خبزك يهبنا العافية
ويثري دمانا بكلِّ التمائم
من عبثِ النسور وحزننا
يأكلنا الليل عند احتواء المدائن للمتعبين
فالمدائن لا تعرف حرقة العاشقين
وأنت بقبرك العلوي تهتف صارخاً
ما هكذا وجع النجوم
يكون
ولا مخاضات الغياب وتفتح بالقفرِ اليباب
ارسال التعليق