جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
4- قوة المؤمنين وضعف المنافقين:
من آثار القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قوة خط الإيمان في المجتمع ونصرة المؤمنين بالتوازي مع إضعاف جبهة النفاق والمنافقين. بما يؤديه من وظيفة تتوحد فيها طاقات أبناء الأُمّة وتذوب معها الأنانيات، وهذا يعطي قوة لمجتمع المؤمنين وللنظام الإسلامي. فعن تقوية جبهة الإيمان ورد عن الإمام علي (ع): "فمن أمر بالمعروف شد ظهور المؤمنين". وعن تأثير النهي عن المنكر في هزيمة واضعاف واحباط عمل وخطط المنافقين ورد عنه (ع) "من نهى عن المنكر أرغم أنوف المنافقين". 5- حلية المكاسب: وعن هذا الأثر ورد في الرواية عن الإمام الباقر (ع): "بها... تحل المكاسب". ولهذه النتيجة مقدمات منها وضوح الحلال من الحرام في المكاسب، ومنع الاحتكار، وشيوع حالة الأمن الاقتصادي، واقتلاع أسباب الفساد والبطالة والإختلاس وغيرها من الآفات من ساحة المؤمنين. وهذه كلها يشكل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيلة تمهد وتهيئ الأرض لها. 6- النمو العمراني: عن الإمام الباقر (ع): "بها... تعمر الأرض". إنّ أحد أهم عوامل عمران الأرض بمعنى التطور العمراني بأنواعه كافة هو وجود ضمانة تحمي الاستثمار في مجتمع المؤمنين مع تعاون أبناء المجتمع على النهوض بعمران البلد من خلال ترغيب بعضهم البعض الآخر على تشييد البناء وتطويره مما يشكل حالة من الرغبة والنشاط سيكون أثره بلا شك نمواً وثورة عمرانية. 7- استقرار مجتمع المؤمنين: إنّ صلاح الأفراد لا سيما من يقومون بالخدمات العامة، سيؤدي إلى رفع مستوى أداء العاملين، هذا إضافة إلى أن ممارسة أبناء الأُمّة دورهم أوّلاً في دعوة العاملين إلى حسن الأداء وممارسة مهمة تصويبهم عند الإنحراف أو الخطأ، سيساعد على إيجاد مقدمات رضا أبناء المجتمع الإسلامي عن هذه المؤسسات، وبالتالي فإن رواج ذلك الذي هو مصداق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيجعل العاملين يشعرون برقابة أبناء الأُمّة وكذلك بالمسؤولية تجاههم، وهذا ما يؤدي إلى استقامة هؤلاء العاملين وإلى تعزيز جو الثقة المتبادلة وهو الذي يوجد استقرار النظام والمجتمع الإسلاميين. وعن ذلك تتحدث الرواية عن الإمام الباقر (ع): "بها... يستقيم الأمر". 8- سلامة وخير الأُمّة: لقد ذكرت إحدى الروايات عن الإمام علي (ع) عن العلة التي لأجلها شرع وفرض الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال (ع): "فرض الله... (إلى أن قال): والأمر بالمعروف مصلحة للعوام والنهي عن المنكر ردعاً للسفهاء". فالرواية اعتبرت أن هناك مصلحة عامة لعامة الناس في مجتمع المؤمنين يُؤديها الأمر بالمعروف، حيث إنّه يوجد أرضية الصلاح عند الأفراد ويهيئ بيئة صحية لهؤلاء الأفراد وتطورهم ورقيهم، وكذلك لفتت إلى أنّ النهي عن المنكر يؤدي إلى إيجاد حاجز بين السفهاء وبين أن يلوثوا هذه البيئة بالإنحرافات والتصرفات المشينة. وعليه، فهذان معاً أي الأمر والنهي ستكون من نتيجتهما (فيما لو تمت المحافظة على حسن أدائهما وديمومته وتطويره بما يؤدي إلى استجابة الناس) إيجاد مجتمع صالح يشكل بيئة نموذجية صالحة ومنيعة بما يجعل هذه الأُمّة خير الأُمم وخير المجتمعات. ولذا ورد عن رسول الله (ص): "لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن لمنكر". - خاتمة: إنّ الله تعالى قد قيّد خيرية هذا الأُمّة بالقيام بهذا الفريضة، (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران/ 110).لا يخفى أنّ المجتمع الصالح هو مؤلف من أفراد صالحين وعقيدة صحيحة ومنظومة علاقات صحيحة وسليمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له الدور الأبرز في ذلك كله ولذا يشكل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقدمة مهيئة لصناعته إضافة إلى صيانته كونه يشكل جهاز رقابة يتسع لكل أفراد الأُمّة وأفراد المجتمع حيث سيشكلون بأجمعهم وسائل منوط بها أداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
المصدر: (كتاب حياة المجتمع/ سلسلة الدروس الثقافية (15))
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق