المرأة تتولى بشكل طبيعي أعظم المهام في الخلقة.. المهام الرئيسية في الخلقة مثل الإنجاب وتربية الأطفال تقع على عاتق المرأة. إذن قضية المرأة قضية على جانب كبير من الأهمية وقد كانت مطروحة ومهمة منذ القدم بين المفكرين وفي إطار الأخلاق والعادات المختلفة للشعوب. كما يجب أن يُنظر للمرأة بعين الإنسان السامي لتتضح حقيقة تكاملها وحقوقها وحرّيتها. ينبغي أن يُنظر للمرأة ككائن يستطيع أن يكون سبباً في صلاح المجتمع وتربية أفراد متسامين، ليتضح ما هي حقوق المرأة وكيف يجب أن تكون حرّيتها. لينظر إلى المرأة باعتبارها العنصر الرئيس في تشكيل العائلة. فالعائلة مع أنّها تتشكل من الرجل والمرأة وكلاهما يساهم ويؤثر في تشكيل العائلة وإيجادها، بيد أنّ السكينة في أجواء العائلة والهدوء والسكون السائد في المنزل إنّما هو ببركة المرأة والطبيعة النسوية. يجب أن ينظر للمرأة من هذه الزاوية ليتجلى كيف تحرز الكمال وما هي حقوقها. وتعرضت المرأة للظلم على امتداد التاريخ وفي شتى المجتمعات. وهذا ناجم عن جهل البشر. طبيعة الإنسان الجاهل هي أنّه حينما لا يكون هناك إجبار وقهر خارجي، أو لا يكون هنالك في داخله إيمان قوي وجلي وصريح، ولا يكون ثمة في الخارج قانون ـ أي سيف القانون وهراوته ـ فعادة ما يتسلط القوي على الضعيف. وللأسف كان هناك على مرّ التاريخ نوع من الظلم التاريخي ضد المرأة. وهو على الأغلب بسبب أنّهم لم يعرفوا قدر المرأة ومكانتها. يجب أن تكتسب المرأة منزلتها الحقيقية وينبغي أن لا يطالها أي ظلم بسبب كونها امرأة. المجال في المجتمع الإسلامي مفتوح للمرأة والرجل على السواء. والشاهد على هذا المعنى هو جميع الآثار الإسلامية الموجودة في هذه المجالات وكافة التكاليف الإسلامية التي تحمّل المرأة والرجل المسؤوليات الاجتماعية بشكل متكافئ. حين يقول رسول الإسلام (ص): "مَن أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم" فهذا شيء لا يختص بالرجال إذ على النساء أيضاً الشعور بالمسؤولية والاهتمام بأمور المسلمين والمجتمع الإسلامي وشؤون العالم الإسلامي وجميع القضايا الجارية في العالم، لأنّ ذلك واجب إسلامي. نموذج السيدة فاطمة الزهراء (ع) في فترة طفولتها وبعد هجرة الرسول إلى المدينة وفي داخل المدينة وفي كافة الشؤون التي مرّ بها والدها آنذاك قد كان خير دليل. فنشاط المرأة في المجتمع مباح ومحبذ ومسموح به تماماً ويمكن مزاولته بحفظ الحدود الإسلامية ويوفر نصف الطاقة الفاعلة في المجتمع للمجتمع. حينما يطلب الرجل والمرأة كلاهما العلم سيكون عدد المتعلمين ضعف عددهم مقارنة بما لو طلب العلم الرجال فقط. حينما تدرِّس المرأة إلى جانب الرجل سيكون عدد المدرسين والمعلمين ضعف عددهم حينما لا يدرس سوى الرجال. وفي النشاط العمراني والاقتصادي وفي التخطيط والتفكير لشؤون البلاد والمدينة والقرية وحتى الشؤون الشخصية في العائلة لا يوجد فرق بين النساء والرجال. الكلّ مسؤولون والكلّ يجب أن ينهضوا بمسؤولياتهم. إذا أراد البلد إطلاق نهضة بناء حقيقية فعليه تركيز جل اعتماده ونظرته واهتمامه على الإنسان والطاقات الإنسانية. حينما يتعلق الأمر بالطاقات الإنسانية ينبغي الالتفات إلى أنّ النساء هنّ نصف عدد السكان ونصف الطاقات البشرية. إذا كانت ثمة رؤية خاطئة بخصوص المرأة فلن يكون من الممكن إعادة البناء بالمعنى الحقيقي للكلمة وعلى نطاق واسع. على نساء البلد أنفسهن أن يتوفرن على وعي كافٍ وضروري حول موضوع المرأة من وجهة نظر الإسلام ليستطعن اعتماداً على النظرة المتسامية للدين الإسلامي المقدس الدفاع عن حقوقهن بشكل كامل، وكذلك على جميع أفراد المجتمع والرجال في البلد الإسلامي أن يعرفوا نظرة الإسلام حول المرأة وأهمية مشاركة المرأة في ميادين الحياة وممارسة المرأة لأنشطتها وتعليمها وعملها ومساعيها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية ودورها في العائلة وخارج نطاق العائلة والمنزل.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق