• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

السجين رقم 7945

نجاة الزباير

السجين رقم 7945

 

بيني وبين الحرية ألف عام لا تَخَفْ من شكلي فأنا الوسِيمُ الَّذِي ... اقتربْ أكثرَ.. لتسمع مدني تَعَوِي هَلْ مَازِلْتَ تَتَرَدَّدُ كيف تصافحُ حُلْمِي مَاتَ.. ألَمْ تعرِفْ بعدُ؟ أنا بَقَايَا رَجُلٍ كَانَ. ............ ............. تنظُرُ للِحْيَتِي المعلقةِ فوق جدار القدس وأظافري التي تُمْسِكُ بأرضي تظننِي مَسْخًا       مُتَّسِخًا لأني نَبَتُّ هنا شجر سنديانٍ لا تخـفْ .. تعالى أحْكِي لكَ عَنِّي أم تراك مَلَلْتَ مِنِّي؟ أنتَ مُعطَّرٌ بالعطرِ الفرنسِيِّ وأنا أَلُفُّ أحْزَانِي من ماءٍ وترابْ تظُنُّ أن أزمنتِي تَهْذِي اُلْمَسْ كَفِّـي لتَقرأَ عن طوفانِ الْجُثَثْ لكن بربكَ من أينَ أتيت؟ كل الأصواتِ والإشارات  تلبسُ أكفانَهَا دعني أهمسُ في قميصِ جُرُوحكَ بأنِّي أنا القَصِيُّ الشهيدْ. يقول السَّجَّانُ :    ـ غدًا ستقْرأ فاتحةَ الحريةِ وتنامْ". انتظرتُ من سنين  فكحلت أهدابِي بالآلامْ هاكَ ظهري اُحسِبْ سِيَاطَهُ الأُمَمِيَّةَ كم تجد من أخاديدَ لا تعرف السلامْ ؟! قالت حبيبتي يوما بأنِي طفلٌ يحسن البكاءْ ولم تعرف بأني غدوتُ رجلاً لاَ يعرفُ الانحناءْ. في جسدي تستيقظُ كل القبائلِ ـ "خرائطِي موت وكأنِّي أميرٌ للجنونْ"  تقول أمي. هيا تفضل فوق هَجْسِي لتُجَاورَ جَوارح القَصْفِ لا ..لا حدثني عن السماءْ هل في بلادي ما تزالُ زرقاءْ؟ والأطفال تُراهُم يلعبونْ أم يحملون الحجارةَ ويصرخونْ؟. هيا التَقِطْ أنفاسكَ بين كل الزوايَا وقل لي لم كل هذا الغضبْ؟ ألِأنِّي السجينُ الذي لا يسمع الغناءْ لأن إيقاع الحربِ يتقمصُنَا بلا استثناءْ وأنت تتذكر الرقصَ مع حبيبتك الحسناءْ ؟! ...................... ..................... لم أسمع صوتكَ وأنت تمشي للوراءْ تحاول الهروبَ بِجُبْن ٍلا يليقُ بالنبلاءْ أيها السَّجَّانُ أخْرِجْه من قمامة الذُّعْرِ اُرْحَلْ وقل لهم بأني .... رجل من سلالة العظماءْ.

ارسال التعليق

Top