ولقد أوصانا القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) (التحريم/ 6)، انّ هذه الآية الكريمة تحت على ضرورة اهتمام المرء بأسرته وتربية أطفاله تربية صالحة إذ انّ الأطفال هم غدنا. كما وتفرض التقاليد الإسلامية على الأبناء اطاعة آبائهم وأمّهاتهم، وعلى الآباء والأُمّهات ألّا ينسوهم بدورهم أيضاً انّه يتوجب عليهم أن يستحقوا احترام وتقدير أبنائهم. ولقد قال الله تعالى، فيما يتعلق باحترام واطاعة الوالدين: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) (الإسراء/ 23).
وهكذا نفهم انّ الشفقة والرحمة هما من أولى الصفات التي ينبغي على المسلم التحلي بها. وانّ الشفقة والرحمة ينبغي لهما ان تكونا من مزاياه الخلقية التي تدل على نزاهته وطهارته وأمانته وشرفه. فالمسلم بتجنبه التعرفات اللاخلقية يطهر نفسه وينال مقاماً محموداً عند الله تعالى. وإذا ماسعى كل مسلم إلى تجنب كل ما هو منكر لا يليق بالأخلاق، فإنّ الله تعالى غفور رحيم وسيغفر له صغائر ذنوبه. لقد جاء في القرآن الكريم: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) (البلد/ 17-18). إنّ امتياز الإنسان بالعطف والرحمة لدليل قاطع ساطع يشير إلى استقامته وأمانته ونزاهته. وان صفحه عن أخيه وغفره له ذنوبه، واحسانه إلى الفقراء والمساكين ومواساته للمرضى واهتمامه بهم وبكل من يحتاج إلى الاهتمام والرعاية، كل هذه الأمور تعد من الصفات التي يمتاز بها الإنسان العطوف الشفوق الرحيم. جاء في "صحيح البخاري" – عن أبي هريرة (رض) ان أحد الصحابة سأل رسول الله (ص): أأن لنا في البهائم لأجرا؟ فقال: "في كل ذات كبد رطبة أجر". ينبغي لكل مسلم التحلي بالرحمة وفعل الخير والرأفة بكل أحاسيسه وجوارحه وسلوكه وبشكل يتفق مع تعاليم القرآن الكريم، والا يمر بالمساكين والمحتاجين للعطف والرعاية دون ان يمد لهم يد العون. هكذا فقط يستطيع المرء ان يفوز برضا الله تعالى ويكفر عن ذنوبه ويدخل الجنة.►مقالات ذات صلة
ارسال التعليق