• ٣ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٤ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الإحسان إلى (اليَتيم)

أسرة

الإحسان إلى (اليَتيم)
 1- الإحسان إلى (اليتيم) في القرآن الكريم: أ- المُحافظة على حقوقه وأمواله حتى يكبر: قال تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) (الأنعام/ 152). ب- إكرامه، بأن لا يعيش الحرمان في وسط المُتنعِّمين: قال سبحانه: (كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) (الفجر/ 17-18). ث- عدم نهره أو زجره أو جرح مشاعره، أو كسر خاطره، أو طرده: قال جلّ جلاله: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) (الماعون/ 1-2). وقال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) (الضحى/ 9). ج- الإحسان إليه بمختلَف ألوان الإحسان المعهودة من لطف ومحبّة ورفق وعطف، وعيش كريم، وتعليم جيِّد، وبيئة صالحة: قال تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) (البقرة/ 83).   2- الإحسان إلى (اليتيم) في الأحاديث والرّوايات: أ- كفالته وإعالته حتى يبلغ أشدّه: قال رسول الله (ص): "أنا وكافل اليتيم كهاتين، وأشار بالسّبّابة والإبهام، في الجنّة". وفي وصيّة الإمام علي (ع) قبل شهادته: "الله الله في الأيتام، فلا تغبّوا أفواههم، ولايضيعوا بحضرتكُم، فقد سمعتُ رسول الله (ص) يقول: مَن عالَ يتيماً حتى يستغني، أوجب الله عزّ وجلّ له بذلك الجنّة، كما أوجب الله لآكل مال اليتيم النّار". ب- أن تكون أباً رحيماً لليتيم ليشعر أنّ وطأة اليتم عليه أخف ممّا لو لم يجد اليد الحانية التي تمسح على رأسه، وتنفحه بما يُطيِّب خاطره: أوصى النبي (ص) باليتيم قائلاً: "كُنْ لليتيمِ كالأبِ الرّحيم، واعلم أنّك تزرع كذلك تحصد". أي قد تموت وتُخلِّف يتيماً فلا يضيع، لأنّ الله سيجد له مَن يرعاهُ ويكفله. وما قاله الإمام علي (ع) في الإحسان إلى اليتيم: "ما من مؤمنٍ ولا مؤمنةٍ يضع يدهُ على رأسِ يتيم ترحّماً له، إلا كتبَ الله بكلِّ شعرةٍ مرّت يدهُ عليها حسنة". ت- أن تهديه، مثل ما تجلب لطفلكَ من هدايا لتُفرحه بها وتزيل بعض حزنه وألمه: قال (ص): "إنّ في الجنّة داراً يُقال لها (دار الفرح)، لا يدخلها إلا مَن فرّح يتامى المؤمنين". ث- أن ترحمه بأن تمسح على رأسه، وتُطعمه من طعامك، وتُساوي – ما استطعت – بينه وبين أولادك: فعن النبي (ص) قال لرجلٍ يشكو قسوة قلبه: "أتُحبُّ أن يلين قلبُك، وتُدرِك حاجتك؟ إرحم اليتيم، وامسَح رأسه، وأطعمه من طعامِك، يَلِنْ قلبُك، وتُدرِك حاجتك".   3- الإحسان إلى (اليتيم) في الأدب: يتأوّه الإمام علي (ع) للأيتام، لأنّه يستشعر لذعة اليُتم ومدى الفراغ الذي يُخلِّفه فقدان الأب في نفسيّة الطفل، فيقول: ما إن تأوّهتُ في شيءٍ رُزئتُ به **** كما تأوّهتُ للأطفال في الصِّغَرِ قد ماتَ والِدُهُم مَن كان يكفلُهُم **** في النائبات وفي الأسفار والحَضَرِ وإذا تأوّهتَ لليتيم، فإنّ ذلك يستدعي أن ترحمه وتُحسن إليه بما هو مُتاح في مجالات الإحسان المارّة الذِّكر، ولذلك قيل: "مَن أحبّ ولدهُ رحمَ اليتيم"!   4- برنامج الإحسان إلى (اليتيم): في الخبر عن النبي (ص): "خيرُ بيتٍ يبيتُ فيه يتيمٌ يُحْسَن إليه". أمّا كيفَ يُحسَن إلى اليتيم، فقد سبقت الإشارة إلى كيفية التعامل مع هذا الإنسان المكلوم القلب على الرغم من حداثة سنِّه، وها هو رسول الله (ص) يجعلهُ من أهل البيت في الدنيا (أي من الأسرة)، ويجعل كافله جاراً له في الآخرة. غير أنّ حاجات اليتيم تبقى حاجات الطفل الذي له أب يرعاه، ولقد ذكرناها في الحديث عن الإحسان إلى الطفل، مع زيادة اللّطف والرحمة به كونه بلا أب. فإذا كان ابنكَ وأنتَ تحوطه بالمحبّة والرعاية والإهتمام يتحسّس تقصيرك تجاهه في هذا الجانب، فكيف بِمَنْ لم يجد الحضن الذي كان يلوذُ به، والصدر الذي يلتجئ إليه؟ وإذا كان الإسلام حريصاً على أن لا يحمل إبنك الصغير فاكهةويخرج بها إلى الشارع فيؤذي بها طفل جارك، فما أشدّ حساسية الطفل اليتيم إذا أكرمت إبنك في حضرته ونسيته أو تجاهلته، أو أعطيته أدنى وأقلّ ممّا أعطيتَ لولدك؟! لقد أُنشئت اليوم العديد من المبرّات الخيرية التي تحضن الطفل منذ مغادرة أبيه الحياة وحتى مواجهته لُمتطلّبات الحياة العملية، حينما يتمكّن من إكمال دراسته فيختطّ له طريقاً في الحياة. غير أنّ تأسيس المياتم لا يعفي الناس من مسؤوليّة الكفالة، فهي تقوم على إعانات المُحسنين، وإن كانت تحت إشراف جهات دينيّةً أو إنسانيّة أو مؤسّسات مجتمع مدنيّ.

ارسال التعليق

Top