◄لغة الألوان لغة سهلة عالمية يفهمها الجميع بالفطرة، فالألوان تزين حياتنا وتملؤها بالفرحة والبهجة، وعالم الألوان يحيط بنا في كلّ مكان وزمان تجده في الطبيعة، البيت، العمل، الشوارع، الملابس. فالإنسان يحتاج إلى الألوان ليجعل من حياته شيئاً له طعم وإلّا أصبحت الحياة رتيبة باردة، وذلك لأنّ الألوان لها أثر كبير على النفس البشرية.
الطب البديل لا يتبع في طرق تشخيصه للأمراض مبادىء الطب الحديث ولكنه يعتمد على الأمور الطبيعية، وعلى القدرات الحسية والنفسية والجسدية للإنسان. إنّ استخدام الأمور الطبيعية كوسيلة من وسائل العلاج أمر محمود، ولكن العلم إلى حد كبير يعتمد على الطبيعة وعلى مخلوقات الله عزّ وجلّ وعلى ملاحظات ومشاهدات في الطبيعة واكتشافات في بعض الأوقات، فهذه الأمور كلّها نظّمها العلم ورتّبها واستخلص منها الشيء المطلوب لفائدة البشرية، ففي مجال الطب مثلاً، كثير من الأدوية مستخلصه من أبحاث وأشياء طبيعية موجودة في الطبيعة سواء أكانت أشياء حيوانية أو نباتية، فلا أرى أي تعارض أصلاً بين الطب البديل والطب الذي نظمه العلم، لأنّه في الحالين، سواء أكان هذا أم ذاك هو في النهاية أشياء طبيعية وموجودة في الحياة، ولكن استخدمت بشكل علمي، وقننت وأخذها الإنسان.
وعلى سبيل المثال أنّ الشيء الفلاني إذا قيل أنّه يمكن استخدامه في علاج الإسهال مثلاً، واستخدمته بشكل عشوائي، من غير معرفه للجرعة ولا حدود استعمالها، أو نبّه لها شخص ليس لديه خلفية علمية كافية، فمن الممكن أنّ هذا الشيء يزيد الإسهال أو يؤدي إلى مضاعفات أخرى كثيرة بشكل أو بآخر.
فالعلم في هذه الحالة قنن هذه الأمور ووضعها في مكانها الطبيعي العلمي السليم الذي يمكن أن يستفيد منه الإنسان، فالرجوع إلى الطبيعة شيء جميل، ولكن في النهاية العلم مطلوب جداً جداً لأنّه نظّم هذا الكلام فإنّنا لم نخرج عن الطبيعة.
هناك أمر آخر يجب الإشارة إليه أنّ هذا الكلام قد يكون قوله حقّ يراد بها باطل بأن يبعد الناس عن العلم وعن الطب، وأرى أنّه قد يكون هناك نوازع شخصية تجاه الأطباء وتجاه الأدوية، والمسألة لا يصح أن تتخذ بهذا الشكل، فالأصل أن نحكم على الأمور بشكل علمي سليم وليس من خلال هوى أو رغبة شخصية أو عداء لجهة معينة أو أي أمر آخر .
كلّ ما خلقه الله سبحانه وتعالى إذا استخدم بشكل سليم فمن الممكن أن يكون في ذلك سبباً لإسعاد البشرية، وفي الوقت نفسه إذا استخدم استخداماً سيئاً ممكن أن يكون سبباً لشقاء البشرية. نرى بعض الناس يحبون لوناً معيناً ويفضلونه على الألوان الأخرى، فمثلا بعضهم يفضلون اللون الأزرق الصافي وهو لون السماء فهؤلاء الأشخاص يحسون فيه بالراحة، فهذه رؤية شخصية تجاه هذا اللون، ففي العلاج النفسي إذا اكتشف الطبيب أنّ المريض الذي يعالجه، يحب لوناً معيناً، فعلى الطبيب أن يركز على هذا اللون، ويدخله في أمور المريض المختلفة، ويعمل له مزجاً بينه وبين حياة هذا الشخص، وأموره الشخصية التي تعن له، ويستخدمه وسيلة مساعدة للعلاج وليس وسيلة أساسية، فيستعمل وسيلة مساعدة في التأهيل للعلاج أو خلفية مناسبة لعملية العلاج، ومن خلال ذلك يصل المريض لحالة من حالات السواء النفسي كذلك في العلاقات الاجتماعية فإنّنا نرى في بعض الأوقات بعض الناس يقومون بتلوين جدران منازلهم بألوان مختلفة، فكلّ شخص له رؤيته ورغبته في لون معين قد لا يرغب فيه أُناس آخرون، وهذا راجع للتكوين الشخصي.
وعن الأمراض التي يمكن علاجها بالألوان بصفة عامة الأمراض العصبية المعروفة بـ(الأمراض النفسية)، كذلك بعض الأمراض العقلية، وأيضاً حالة المرح المرضي أو النشاط المرضي الزائد فهو نوع من أنواع الاضطربات المزاجية وفي هذه الحالة تستهوي المريض الألوان الصارخة، وأيضاً حالات الاضطربات الشخصية الهسترية، فهذه الشخصية تحب لفت النظر إليها مثلاً عن طريق لبس الألوان الملفتة للنظر.
إنّ تأثير الألوان على الضرير ضئيل جداً وذلك لأنّ الألوان ترى بالعين فلابد أن يكون المريض بصيراً، حتى يستطيع أن يستشعر بالألوان، إلّا أنّه يمكن أن يستشعر الضرير باللون إذا استطاع أن يحصل على وصف دقيق من شخص آخر بصير، ويكون ذلك من العوامل المؤثرة على الشخص الضرير، عندما يوصف له موقف معين أو جو معين، فهذه الأشياء تكمل الصورة مع بعضها.
وأخيراً، يعتبر العلاج بالألوان حالياً حقيقة علاجية وطريقة رخيصة لتحسين بيئة المنازل والمكاتب ولا تحتاج مجهوداً في تعلمها، وفائدتها تكمن في أنّها تساعدنا على التواصل مع أنفسنا وطاقتنا وتؤهلنا للتجاوب مع كلّ الأشياء المحيطة بنا ومع مشاعرنا أيضاً، كما أنّ الإنسان بفطرته وطبيعته يميل إلى الألوان التي يتعرض أو يتعامل معها في ملبسه ومأكله ومشربه لأنّ الجسم يميل إلى تعويض النقص في طاقته تلقائياً، وهذا يفسر سلوكياتنا وتفضيلنا لتناول طعام معين دون سواه أو ارتداء أزياء بألوان معينة ►.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق