تحقيق: مريم الصريدي
الأهل يفرحون بزفاف بناتهم والأزواج يعانون طوال حياتهم
كل فتاة تحلم بحفل زفاف أسطوري، وهذا حقها ما دامت الأحلام لا تكلف شيئاً. ولكن، ماذا عندما يحين الوقت الذي يتحول فيه الحلم إلى حقيقة؟ وهل صحيح أن فرحة العروسين لا تكتمل إلا بحفل زفاف أسطوري يكلفهما أموالاً طائلة، قصد التباهي والتفاخر فقط؟
ثمة الكثير مما يقال عن حفلات الزفاف، ومنه أنّه "كلما زادت تكلفة حفل الزفاف زادت الفرحة"، أو "أن ما ينفقه العريس على حفل الزفاف يعد دليلاً على حبه لعروسه"، أو أن "الترف الذي يصحب حفلات الزفاف هو مقياس للمستوى المادي والاجتماعي للأسر". وعلى الرغم من تأكيد الجميع على أنّ مثل هذه المفاهيم خاطئة، إلا أنها لا تزال شائعة للأسف، وهي تدفع الناس إلى الدخول في دوامة مرهقة مادياً ونفسياً واجتماعياً من المباهاة في حفلات الزفاف.
في هذا التحقيق، نرصد هذه الظاهرة الاجتماعية التي وجدت طريقها نحو مجتمعاتنا بشكل واضح، لدرجة أصبحت فيها تسبب مشكلات لا حصر لها، بداية من تورط الشبان في قروض بنكية ضخمة في بدايات حياتهم، مروراً بمشكلات عائلية وخلافات زوجية تهدد استقرار الأسرة حديثة التكوين، وانتهاء بعزوف عدد غير قليل من الشبان عن الزواج، متأثرين بتجارب من سبقوهم.
- واقع لا يخفى:
في الحقيقة، يبدو الواقع مليئاً بالحالات التي تؤكد خطورة المبالغة في تكاليف حفلات الزفاف، وتأثيراتها السلبية في الفرد والمجتمع، تلك التأثيرات السلبية تصل إلى حدود مأساوية أحياناً، كما هي الحال بالنسبة إلى منى. ح (27 عاماً، مطلقة قبل الزفاف)، التي تحمست لان تروي تجربتها الشخصية، على الرغم من مرارتها، على أمل أن تجد غيرها من الفتيات المقبلات على الزواج عبرة وعظة في تجربتها. وهي إذ تتحدث عن تجربتها في هذا المجال، تقول: "قبيل موعد زفافي بأسبوعين، وبينما كان من المفروض أن أعيش أجمل لحظات حياتي، استعداداً للزفاف، فوجئت بأن كل شيء انتهى، وبأنني أصبحت أحمل لقب مطلقة، لا لشيء إلا لأن والدتي، حفظها الله، بالغت في الطلبات المتعلقة بحفل الزفاف بقصد المباهاة والتفاخر أمام أقاربها وصديقاتها".
وتكشف منى أنّ "هذا الأمر شقّ على العريس السابق وصعب عليه تحمله، فآثار أن يطلقني، عسى أن يوفقه الله في الارتباط بعروس أخرى لا تنجرف مع تيار المباهاة، وأن يوفقني الله في الارتباط بعريس آخر فاحش الثراء يقدر على تلبية متطلبات والدتي، على حد قوله". إلا أن منى، وعلى الرغم من مرارتها مما جرى، تعود لتقول: "الحمد لله أن والدتي تعلمت الدرس ولم تعد الكرة مع خطيبي الحالي. فنحن نستعد حالياً للزفاف وحتى الآن لم تطالبه والدتي بأي شيء، على العكس تماماً مما كان يحدث من قبل، حيث كانت تبالغ في طلباتها وتحثني أيضاً على ذلك. كلما ألمحت لها بأن ذلك يتجاوز حدود المعقول ويتجاوز إمكانات خطيبي أيضاً، فقد كانت ترد دائماً: "اطلبي منه ما شئتِ، فهو لن يتنازل عنك، وسيسعى إلى إرضائك مهما كلفه ذلك".
- أسوأ بداية:
من جهتها، تقول هدى العمراني (24 عاماً، آنسة): "إنّ التباهي في حفلات الزفاف لا يزال مستمراً، وبمستوى أعلى مما كان عليه سابقاً، حيث يصل الأمر إلى حد البذخ والإسراف إرضاءً للعروس التي تحلم دائماً بحفل زفاف أسطوري، أو من أجل أن يقال إن زفاف فلانة أفضل من زفاف علانة، وغير ذلك من المقارنات التي لا تجر سوى الخسائر المادية والخلافات العائلية". ودفاعاً عن الأُمّهات، تؤكد هدى العمراني: "إن أم العروس قد تكون مظلومة أحياناً في موضوع التباهي". وتضيف: "والدتي تنصحني دائماً بأ أفكر بعقلانية في الأمور كافة، بما في ذلك التحضير لحفل زفافي حينما يأذن الله، فهي تدعوني دائماً إلى تجنب التباهي والتفاخر، لأنّه مدخل إلى خلافات كثيرة يمكن أن تقع بين الزوجين، وتقول لي: "حاولي أن تراعي ظروف زوج المستقبل وإمكاناته، ولا ترهقيه بطلبات يمكن أن تورطه في الاقتراض من البنوك". وهو الأمر الذي تعتبره والدتي أسوأ بداية ممكنة لحياة زوجية، لا تزال في بداياتها".
- هكذا يكون العرس:
"ماس وكريستال وبريق.." هذا هو الوصف الذي يحضر سعاد صباح (29 عاماً، آنسة) عندما تتحدث عن صورة حفلات الزفاف المطبوعة في أذهان الفتيات، لكنها تعود لتقول: "ربما تكون تلك الصورة الذهنية هي التي تدفع العروس إلى إنفاق مبالغ طائلة على مظاهر وكماليات لا لزوم لها، ولا جدوى حقيقة من ورائها.. إلا لكي تسمع من الحضور عبارة: "هكذا يكون العرس.. وإلا بلاه". ولكن لماذا العروس هي الطرف المُدان من وجهة نظر سعاد؟ تجيب بقولها: "هناك أكثر من سبب يقف وراء ذلك، فهناك طبيعة المرأة التي تختلف عن طبيعة الرجال من ناحية الاهتمام الفائق بالمظاهر والتفاصيل". وتضيف: "من جانب آخر، فإنّ الغيرة والتنافس في الظهور أمام الآخرين بأفضل صورة ممكنة يُعدان أكثر شيوعاً بين النساء، ويمكن أن نضيف إلى ذلك أيضاً محاولة تقليد حفلات زفاف المشاهير والشخصيات العامة. ولا ننسى الرغبة الذاتية التي تجعل كل فتاة تحلم بحفل زفاف أسطوري منذ نعومة أظافرها".
- العرس الجماعي:
من ناحيتها، ترسم سمية الزرعوني (30 عاماً، آنسة) خطاً أحمر حول السلوكيات المتعلقة بالإسراف والتبذير والتباهي في ما يتعلق بحفلات الزفاف بادئة بنفسها، تقول: "أرغب في حفل زفاف بسيط وأنيق، ولا أرى في ذلك ما يعيب. فالعروس يجب أن تراعي إمكانات زوجها، وأن تتعامل مع الأمر بحكمة وموضوعية، لأنّها إذا فكرت في أن فرحة يوم واحد ربما تكلفها هي وزوجها شهوراً وربما سنوات من المتاعب المالية والخلافات، لا شك في أنها سوف تحسن الاختيار والتخطيط لحفل زفافها ضمن الإمكانات المتاحة". ومن جانب آخر تقول الزرعوني: "أعتقد أنّ العروس ليست دائماً هي الطرف الذي ينجرف وراء المظاهر والتباهي في حفلات الزفاف، إذ إن أهل العروس يبالغون أحياناً في طلباتهم، متجاوزين بذلك الحدود المتعارف عليها، ومتجاهلين الإمكانات المادية المتوافرة لدى العريس، مع علمهم أنهم بذلك يضعون سعادة ابنتهم واستقرارها مع زوجها على المحك". أحد الحلول الوجيهة، التي تتفق مع رؤية الزرعوني، تتمثل في حفلات الزفاف الجماعي، إذ إنها ترى "أن حفلات الزواج الجماعي، تسهم إلى حد بعيد في كبح ميل الشبان والفتيات نحو الإسراف، عدا عن فائدتها في تخفيف أعباء الزواج عن كاهل المقبلين على الزواج، ولكنها تمثل لوناً من ألوان مشاركة الفرحة مع الآخرين".
- الادخار هو الحل:
"أتمنى أن أقيم حفل زفافي في أفخم فندق" هذا ما يقوله محمد الهاشمي (عازب)، ويضيف: "هدفي من وراء ذلك هو إسعاد أهلي وأصدقائي وإدخال الفرحة إلى قلوبهم". ويضيف: "صحيح أن ذلك لن يتكلف مبالغ بسيطة، ولكن الادخار هو الحل. فالشاب، بمجرد أن يصبح لديه مصدر دخل، عليه أن يبدأ في الادخار من أجل حفل زفافه، وتكاليف زواجه، وفي هذه الحال، لن يلومه أحد إذا فعل كل ما يحلم به هو وعروسه في حفل زفافهما، ما دامت مدخراته تسمح له بذلك. أما أن يفكر في الاقتراض والاستدانة من البنوك وغيرها لتمويل تكاليف زواجه، فهذا أمر مرفوض رفضاً قاطعاً، لأنّه يتنافى مع العقل".
ويرى الهاشمي "أن هناك من الفتيات من ينجرفن وراء حمى التباهي، فيبالغن في طلباتهنّ التعجيزية من العريس، متجاهلات إمكاناته المادية، الأمر الذي يضطره إلى الاستدانة والاقتراض، تحقيقاً لرغبات زوجة المستقبل، وإرضاءً لأقربائها، وهذا خطأ فادح".
- مباراة بين عائلتين:
أما محمد إبراهيم (29 عاماً، متزوج)، فيلتمس شيئاً من العذر للأشخاص الذين يندفعون وراء الرغبة في التباهي في حفلات الزفاف، إذ يقول: "حتى وإن كنت لا أتفق مع هؤلاء، إلا أنني أتفهم موقف هؤلاء الأشخاص، فهم يمنحون المظاهر والشكليات اهتماماً كبيراً، ويحسبون ألف حساب لكلام الناس وانطباعاتهم، خصوصاً عائلة الطرف الآخر". ويضيف: "في هذه الحالة لن يكون غريباً أن نشهد مباراة في التباهي بين عائلتي العروس والعريس". ويتابع محمد قائلا: "المشكلة الحقيقية تظهر عندما تصطدم طلبات العروس بإمكانات الشاب، وفي هذه الحالة من المنطقي أن تظهر مشكلات عديدة تطال العروسين، وتمتد إلى المجتمع ككل في صورة عزوف الشباب عن الزواج أو اتجاههم نحو الزواج بأجنبيات. عدا عن أنّ البذخ والإسراف في حفلات الزفاف يبتعد بفكرة الزواج عن مضمونها الأساسي، ويشوه جمالية الحياة الزوجية في نظر المجتمع". الحل من وجهة نظر محمد يمكن تلخيصه في كلمة واحدة هي "الميزانية"، وهو يقول في هذا السياق: "أعتقد أنّ السبيل الوحيدة لتجاوز مشكلة الإسراف في تكاليف الزفاف تكمن في قيام الشاب المتقدم للزواج بتحديد ميزانية لتلك التكاليف تتماشى مع إمكاناته، على أن يقوم في أقرب فرصة ممكنة بمناقشة تلك الميزانية بوضوح مع عروسه وعائلتها، مبيناً حقيقة إمكاناته، حتى يراعي الطرف الآخر تلك الإمكانات عند التخطيط لتحضيرات الزفاف".
- حياة بأقساط:
من واقع ما يشاهده في حفلات زواج أصحابه وأقربائه، يُقر عباس فرض الله (30 عاماً، عازب) بأنّ "التباهي في حفلات الزواج أصبح أمراً شائعاً"، ويضيف: "في الحقيقة إن معظم حفلات الزواج تتصف ببذخ شديد ومبالغة لا لزوم لها، إلى درجة أن أقل مبلغ يمكن أن يتكلفه حفل زفاف أصبح يقدر بنحو 500 ألف درهم. في حين قد يلتمس البعض مبرراً في ارتفاع الأسعار، إلا أن هذا المبرر يصعب الأخذ به في كل الحالات". وفي سياق الحديث عن أسباب التباهي في حفلات الزفاف، يقول عباس: "هناك أسباب عديدة تدفع الأفراد إلى المبالغة في الإنفاق عندما يتعلق الأمر بحفلات الزفاف، ومن أهمها حب التفاخر والتباهي أمام الآخرين، أملاً في ترك انطباع أفضل لديهم، خصوصاً عائلة العروس التي تُبدي اهتماماً كبيراً بمستوى الزفاف ومظهره. ويعود ذلك إلى أنّ النساء اعتدن إجراء هذا النوع من المقارنات في ما يتعلق بالمظاهر. ولا يقتصر الأمر على حفل الزفاف بحد ذاته، بل يتسع ليشمل أموراً أخرى عديدة، مثل لوازم العروس ومكان قضاء شهر العسل". ويختتم عباس حديثه بتوضيح الآثار السلبية التي تكمن في المغالاة في حفلات الأعراص، قائلاً: "لاشك في أن هناك آثاراً سلبية عديدة تترتب على ذلك، في مقدمتها المشكلات المادية التي يمكن أن يعانيها الزوجان بينما هما في بداية حياتهما، ويحدث ذلك عندما يضطر الشاب إلى الاقتراض من البنوك أو الاستدانة من أجل الوفاء بمتطلبات حفل الزلاف".
- ضحية:
من جهته، يؤكد خالد آل علي (26 عاماً، متزوج) "أن حفل الزفاف يستمد روعته وتميزه من الفرحة الحقيقية ومن المشاعر الصادقة التي تعم الحاضرين، وليس من المظاهر والمبالغة في الإنفاق، خصوصاً أنّ التجارب أثبتت أنها مهما بلغت تكلفة حفل الزفاف، فلابدّ أن نسمع من أحد المدعوين عبارة: "لو كنت فعلت كذا، لأصبح الحفل أفضل بكثير"..".
من ناحية أخرى، يرى خالد "أن إدراك الناس لفداحة الأضرار المترتبة على التباهي في حفلات الزفاف لم يثنِ الكثيرين منهم عن القيام بذلك". ويقول: "إنّ التباهي في حفلات الزفاف لا يزال مستمراً، وهو يصل إلى حدود يصعب تقبلها على الرغم من المشكلات التي تترتب عليها". ويصف آل علي الشاب المقبل على الزواج بأنّه "ضحية لظاهرة المباهاة في حفلات الزفاف، لا شريكاً فيها"، يشرح ذلك بقوله: "صحيح أنّ العريس هو الطرف الذي يدفع ويمول، إلا أنّه يفعل ذلك مضطراً، لأنّه لا خيار ثانياً أمامه سوى الخضوع لرغبة العروس وأهلها، في سبيل إتمام الزيجة".
- بساطة:
في المقابل، ومن وجهة نظر أهل التخصص، يرى المستشار الأسري بدر البحري "أنّ التباهي شائع في كثير من المجتمعات العربية". ويفسر ذلك بقوله: "أعتقد أنّ السبب يعود غالباً إلى أن هناك كثيراً من الناس يعتقدون أن مستوى حفل الزفاف هو الذي يُظهر المستوى الاقتصادي والاجتماعية للعائلة. لذا، يلجأون إلى التصرف ببذخ وإسراف على أمل أن يترك ذلك انطباعاً جيِّداً عنهم لدى الآخرين". وفي الوقت ذاته، يستبعد البحري "أن تكون المبالغة في الإنفاق على حفلات الزفاف مصدرها رغبة في التكبر أو التعالي على الآخرين أو التنافس معهم". فالمسألة من وجهة نظره "لا تزيد على حب الظهور والميل إلى التقليد والمحاكاة". ويؤكد البحري، من خلال الإحصاءات، أنّ "الارتفاع الحاصل في معدلات الطلاق يعود في أغلب الحالات إلى أسباب مادية مبنية على مشكلات مالية منشؤها المبالغة في الإ،فاق على حفلات الزفاف". ويوضح: "عندما يبدأ العروسان حياتهما بضائقة مادية، نتيجة استنزاف الموارد المالية للأسرة الصغيرة حديثة التكوين، فإنهما يعجزان غالباً عن التعامل مع تلك الضائقة بشكل صحيح، كما يعجزان أيضاً عن تحملها، من هنا تبدأ فكرة الطلاق في طرح نفسها بقوة". ومن واقع خبرته في مجال التوجيه الأسري، يستحضر البحري، قصة يروي تفاصيلها قائلاً: "في مواجهة قائمة لا تنتهي من طلبات العروس وأهلها، اضطر أحد العرسان إلى اقتراض مبالغ كبيرة من أحد البنوك، سعياً إلى إرضاء عروسه وأهلها، ورغبة منه في إتمام الزواج تحت أي ظرف من الظروف، وكان له ما أراد. ولكن، بعد يومين من الزفاف، تلقى العريس اتصالاً من البنك يطالبه بسداد أول دفعة من القرض، وعندما صارح عروسه بضرورة ضغط نفقاتهما حتى يتمكنا من سداد القرض، لم تحتمل ذلك وطلبت الطلاق، وكان لها ما أرادت"، ويختم البحري متوجهاً بنصيحة إلى الشباب والأهل: "إنّ خير الأمور الوسط، وأجمل حفلات الزفاف تلك التي تتميز بالبساطة والرقة والبعد عن البهرجة والتكلفة الزائدة اتي تسعد العروسين ساعة، وتتعسهما طوال العمر". ويقول: "للوالدين أقل: إنّ المطلوب من الأهل هو تيسير أمر زواج أبنائهم وبناتهم، وتوجيههم نحو التدبير وحسن إدارة الموارد المالية الخاصة بالأسرة الصغيرة، ومراعاة الأولويات".
- إغراء:
وبالانتقال إلى الجانب الاجتماعي للموضوع، يوضح أستاذ علم الاجتماع في "جامعة الإمارات" الدكتور موسى الشلال أنّ "المجتمع يمثل أحد الأسباب الرئيسية التي تقف وراء اندفاع الناس نحو التباهي والتفاخر في الأمور المتعلقة بالزفاف، وذلك بسكوته على مثل هذا الاندفاع، وأحياناً استحسانه وتقديره، الأمر الذي يغري مزيداً من الناس على التورط في الدخول في تلك الدوامة، إما إرضاءً لأسرة العروس أو العريس، أو إرضاءً للمجتمع من خلال اتخاهم من حفلات الزفاف مقياساً للمستوى الاجتماعي والمادي للأسر". ويطرح الدكتور الشلال فكرة "إقامة حفلات الزفاف الجماعية باعتبارها أحد الحلول التي أثبتت نجاحها في تخفيف أعباء الزواج عن كاهل الشباب، عدا عن نجاحها في تحويل أنظار الأفراد والمجتمع عن مسألة المباهاة في الأعراس". ويقول: "أعتقد أن حفلات الزفاف الجماعي تمثل الخيار الأنسب والأوفر للشباب المقبلين على الزواج، إذ إنها تقي بكل متطلبات العروسين من مشاركة عدد كبير من المدعوين، عدا عن الزخم الإعلامي، والاحتفال الرسمي، وما توفره من راحة بال للأسر بعيداً عن إنفاق مبالغ طائلة، وأيضاً بعيداً عن الخلافات التي تحصل عادة بين أسرة العروس وأسرة العريس، والتي تعود في أغلبيتها العظمى إلى أسباب مادية بحتة". ويضيف: "لكن، على الرغم من مزاياها تلك، إلا أن بعض الأسر تجد غضاضة في تقبل فكرة زواج أبنائها أو بناتها في حفلات الزفاف الجماعي، وغالباً تلك الأسر تمثل الشريحة أو الفئة التي تبحث عن التباهي والتفاخر مدفوعاً في ذلك بمشكلات نفسية واجتماعية تعانيها".
ارسال التعليق