◄(وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف/ 180).
(قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى) (الإسراء/ 110).
المعروف لدينا انّ للهِ تسعاً وتسعين اسماً مثل: (الرّحمن الرحيم العليم اللطيف الخبير... الحكيم الخالق الباري المصور الجبار المتكبر الحيّ المميت العادل... إلخ).
الا انّ الأسماء الحسنى المقدسة لا حصر لها ولا عد، وهذه الأسماء هي أسماء للصفات الربانية (كالرحمة واللطف والعلم والحكمة.. إلخ) التي نشاهد آثارها في الخلق فنسميه بها، ونحصرها في عدد معيّن، حسب ما نشاهد وندرك من ظلال وآثار لها، والا فلا حصر لها ولا عَدَّ.. وعلينا ان نجعل دراستنا لعقيدة التوحيد ولصفات الله سبحانه قائمة على أساس من الإدراك والوعي وعمق النظرة لمعرفة قيمة المعاني التوحيدية، وأثرها في حياتنا وسلوكنا.. فمعرفتنا بالأسماء الحسنى يجب ان نجعلها منهج حياة، ونجسد فهمنا لها وإيماننا بها حياة وسلوكاً فنجعل حياتنا ظلاً لهذه الصفات والأسماء...
فقد أكّد الرسول الحكيم على ذلك وقال: "تخلقوا بأخلاق الله" فنحن نؤمن بصفات الله وأسمائه الحسنى، ونحب هذه الصفات، ونشتاق إلى التسامي نحوها والتوجه إليها، فنحن نؤمن بأنّ الله عادل ورحيم وحكيم مثلاً، ونحب هذه الصفات ونعبد الله المتصف بها فعلينا إذن أن نبني سلوكنا وتعاملنا ونظام مجتمعنا على أساس العدل لتكون حياتنا ظلاً لهذه الصفة المقدسة...
وعندما نؤمن بانّ الله رحمان رحيم يجب أن نستشعر الرحمة في اعماقنا ونمنحها لكل قلب ينبض بالحياة على هذه الأرض، وعندما نؤمن بأنّ الله سميع بصير يجب أن نعرف أنه يسمع سرنا ونجوانا ويرى أفعالنا.. فنتصرف ونعمل ونحن نؤمن بأنّ الله معنا يراقب عملنا، فيؤثر هذا الإيمان بتصحيح سلوكنا، ويساعد على حماية القانون والنظام وتطبيق أحكام الشريعة وأوامر الدولة الإسلامية المتلزمة بأحكام القرآن من غير رقابة أو حراسة سلطة.. ما زلنا نؤمن برقابة الله ومسؤوليتنا أمامه سبحانه.
وعندما نؤمن بأنّ الله واحد، أحد، بيده الملك والعزة النصر... يجب أن يمنحنا هذا الإيمان القوة والعزة والثقة بنصر الله وعندئذ تضعف أمامنا قوة الطواغيت وتنهار أمام هذا الإيمان دول الجبابرة وعندما نؤمن بأنّ الله عادل رحيم يجب أن نتقبل القضاء والقدر بالرضى والقبول، لأننا نؤمن بعدل الله ورحمته وحكمته.
وهكذا يجب أن تكون دراستنا وفهمنا لعقيدة التوحيد ذات معنى وقيمة عملية تؤثر في سلوكنا وعلاقتنا مع خالقنا ومع أبناء مجتمعنا.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق