لمّا أُتيَ بسبايا (طيء) إلى النبيّ (ص)، كانت من بين السّبابا ابنةُ الكريم الشّهير (حاتم الطّائي) إحداهنّ.
كان اسمّها (سفّانة)، وكانت بليغةً خطيبةً تُحسن الكلام، فتقدّمت من النبي (ص) وخاطبته: إن رأيت أن تُخلي سبيلي، ولا تُشمت بي أحياء العرب، فأ،ا ابنةُ سيِّد قومي، وإنّ أبي كان يفكُّ العاني (الأسير)، ويُشبع الجائع، ويكسو العاري، ويُفشي السّلام، ولا يردُّ طالب حاجةٍ قطّ.. أنا بنتُ (حاتم الطائيّ)!
فقال (ص): هذه صفاتُ المؤمنين، خلّوا عنها، فإنّ أباها كان يحبُّ مكارمَ الأخلاق!!
فعفا عنها (ص) إكراماً لأبيها!
الدّروس المُستخلَصة:
1- إكرامُ البنتِ إكراماً لأبيها الكريم، هو على طريقة (لأجلِ عينٍ ألفُ عينٍ تُكرَمُ).
2- إبنة حاتم عُرفت – كما تقول العرب – من أين تؤكَل الكتف، فهي حدّثت النبيّ (ص) باللّغة التي تروق له وتجده في نفسه صدى، وذلك في حديثها عن (مكارم الأخلاق).
وهذا ما كان النبيّ (ص) يشير إليه دائماً: "أمرنا معاشرَ الأنبياء أن نُخاطب الناس على قدرِ عقولهم". فلكلِّ مقامٍ مقال، و(سفّانة) تعرف كيف تديرُ اللّغة، وهذا مؤشِّر على رجاحة عقلها، وعرفانها بالقيم التي كان أبوها يحترمها ويرعاها، وتوافقها مع ما جاء به النبي (ص) من تلك القيم.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق