• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

إستراتيجية التسامح

د. إبراهيم الفقي

إستراتيجية التسامح

◄استراتيجية التسامح:

1-    التفكير في الشخص والتجربة

2-    الاسترخاء التام

3-    التخيل والجروع للماضي

4-    الاستدعاء والتسامح المتكامل

 

 

لقد حان الوقت أن نتسامح وتكون طاقتنا الداخلية منضبطة..

لاتسامح أمر في منتهى الروعة لكن يجب على الإنسان إن يتعلمه بطريقة صحيحة.

 

 

خير الكلام:

·       من كلام الله سبحانه وتعالى: : (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر/ 53).

ولنقف على كلمة (جميعاً) حيث إنّ الله يغفر كل شيء ويغفر مرات ومرات كثيرة للإنسان وليس مرة واحدة.

·       قول الرسول (ص) في حديث قدسي:

"يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم".

·       بعض الأقاويل منها:

"إن أنت لم ترحم المسكين إن عدم، ولا الفقير إذ يشكو لك العدم، فكيف ترجو من الرحمن رحمته؟ إنما يرحم الرحمن من رحم".

 

خلاصة القول في التسامح:

 

اعلم أن أي شيء غير طبيعي يحدث لك إنما هو سبب لعدم انضباط التسامح لديك

 

يجب عليك أن تفعل ما يتوجب عليك فعله، فلا ترتكب الذنوب وتضايق هذا وذاك ثمّ تذهب لتصلي وتطلب من الله أن يغفر لك ذنوبك.

وإنما يجب عليك أن تجعل نفسك من الداخل شخصاً نقياً ثم تطلب بعد ذلك المغفرة من الله سبحانه وتعالى وبهذا يبارك لك الله في جميع أعمالك.

واعلم أن أي شيء غير طبيعي يحدث لك إنما هو سبب لعدم انضباط التسامح لديك.

 

وتذكر دائماً أنّ أكثر من 90% من الأغنياء هم مرضى نفسانيون لأنهم لا يتعاملون إلا بالطاقة الأرضية فقط ونسوا الطاقة الروحانية ونسوا التسامح.

 

أعرف شخصاً يمتلك مطبعة تُدخل له أرباحاً قدرها 25 مليون دولار في الشهر لكنه إنسان غير سعيد وقال لي يوماً أنا في منتهى التعاسة أنا أعيش في روتين مستمر، فما أفعله اليوم أفعله غداً وفعلته أمس، فاكتشفت أن طاقته الروحانية ضعيفة جدّاً فهو ليس مرتبطاً بالله وإنما منُشغل بعمله فقط ونسي الله فأنساه الله نفسه.

فقلت له لابدّ أن ترجع للطاقة الروحانية، فتبنى طفلاً وذهب لزوجته وقال لها: أنا مسامحك ولأوّل مرّة منذ عشرين عاماً جلس مع أولاده في سهرة جميلة كلها دفء وحنان أسري.

فبدأ يشعر بروعة داخلية فرأى الدنيا بشكل يختلف تماماً عن ذي قبل فاكتشف أنّ التسامح والطاقة الروحانية أساس كل أمور الحياة.

أما المادة وجمع المال فينبعان من الطاقة الأرضية التي تجذب الشخص إلى أسفل بينما تعلو الطاقة الروحانية بصاحبها إلى أعلى..

 

فيجب عليك أن تكون متزنا بين الطاقتين حتى لا تنسى ربك وتقصّر في حقه وحق الآخرين أو تهمل حياتك المهنية.

 

وأذكر قصّة رجل أتى ليعمل معي وقال لي الجميع لا تشاركه في تجارة فهو نصاب ومحتال، لكنني كنت أجده شخصاً ظريفاً جدّاً ولديه طاقة روحاينة هائلة لكنه لا يستطيع أن يضبط علاقات عمله فقلت هو هدية من الله لي لأساعده، وفي النهاية نصب علي في مبلغ 150 ألف دولار فسألني أحد الأصدقاء هل لو عاد ستعمل معه مرة أخرى؟ قلت نعم لأنني سامحته منذ أن عرفته فأنا أعلم أنّه أخذ هذ المال لأنّه كان عليه ديون كثيرة جدّاً، وللأسف الشديد خسر هذا الرجل كل ما لديه وهذا لأنّه هناك قانون يسمى قانون الرجوع وهو أن ما ترسله يرجع إليك من نفس النوع.

وأذكر قصة تبرهن على ذلك وهي أن رجلاً ذهب مع ابنه لجبل فأراد الولد أن يدخل الجبل فسأل أباه هل أستطيع أن أدخل الجبل؟ فقال له الأب ادخل فدخل الولد وأثناء وجوده بالداخل تكلم الولد فسمع صوتاً يقول له نفس كلامه فنادى الولد على أبيه فسمع الصوت ينادي أيضاً على الأب، فقال الولد يا غبي فسمع الصوت يقول له يا غبي، فرجع الولد مسرعاً إلى أبيه وقال له هناك من يكلمني في الجبل فدخل معه الأب وعرف أنّ هذا هو صدى الصوت، فقال لابنه إنّ هذا هو صدى صوت الحياة فالذي ترسله يعود إليك من نفس النوع.►

 

المصدر: كتاب قوة الحب والتسامح/ سلسلة النجاح (9)

ارسال التعليق

Top