كيف تحافظ على راحة بالك إذا واجهتك مشاكل أثناء السفر؟
مع دخولنا فصل الصيف، يبدأ الجميع بالتخطيط للإجازة. فسواء كانوا ينشدون المناخات الباردة أو الاحتفالات الثقافية أو شواطئ المنتجعات الهادئة، ينتظر الناس بفارغ الصبر حلول الفصل الحار لأخذ قسط من الراحة بعيداً عن صخب العمل.
ويبدأ الاستعداد للسفر بإخراج الحقائب وتهيئتها، ومن ثمّ البحث عن أفضل الأسعار لاستئجار السيارات، ذلك أنّ التخطيط للعطلة هو عنصر أساسي لنجاحها. إلّا أن كيفية إدارة تكاليف السفر تشكل إحدى أبرز المشاكل التي تعترض المسافرين، إذ تتبادر إلى أذهانهم عدة أسئلة حول النفقات الإجمالية والمبالغ النقدية التي يجب رصدها وكيفية متابعة الإنفاق وإدارته، خصوصاً عندما تكثر مغريات التسوّق.
وفي حين ينصح الخبراء الماليون بعدم إنفاق أكثر من 1.5% من الدخل السنوي على الإجازة، يتجاوز معظم المسافرين هذا الحد، فتنحدر إدارة الأموال إلى أسفل سلم أولوياتهم. الأمر الذي يؤدي بهم إلى تخطي الحدود المتوقعة من حيث حجم الإنفاق مما يشكل لهم مفاجأة غير سارة عند انتهاء الإجازة، فيعاهدون أنفسهم بالتالي على التخطيط للإجازة المقبلة بشكل أفضل.
إلا أنّ بعض الحالات تفرض على المسافرين وضع إدارة أموالهم في صدارة سلّم أولوياتهم، خصوصاً عندما يتعرضون لسرقة حافظة نقودهم أو شيكات سفرهم أو عند فقدانها.
وطبعاً هناك عدة طرق تساعد المرء على تفادي حصول مشاكل مماثلة، كأن يلتزم بميزانية تفصيلية وخطة مسبقة للإنفاق أثناء السفر أو الإجازة، عبر اتباع تعليمات ونصائح بسيطة.
تشكل مسألة حمل المبالغ النقدية الكبيرة إحدى أبرز أسباب القلق التي تصيب المسافرين. وبينما تبرز الحاجة إلى الحصول على المال بطريقة سهلة، تكثر المخاطر أثناء حمل النقود أو اعتماد طرق تسديد أخرى كالبطاقات وشيكات المسافرين، فالسرقة خطر محدق حقيقي.
ويمكن للمسافرين الاستغناء عن حمل مالهم نقداً باستخدام طرق الدفع الحديثة مثل بطاقات الخصم والائتمان التي تحظى بقبول عالمي. فالبطاقات البلاستيكية الذكية تفتح الأبواب الموصدة حول العالم. كما توفر بطاقات الدفع إمكانية سحب مبالغ نقدية من أجهزة الصراف الآلي في جميع أنحاء العالم، عند الحاجة إلى تسديد ثمن المشتريات أو النفقات نقداً كدفع تعرفة سيارات الأجرة والحافلات.
وفي ما يلي مجموعة من النصائح والإرشادات حول كيفية إدارة النفقات:
- حجز العطلات:
يتزايد الإقبال على حجز العطلات عن طريق شبكة الإنترنت مع تنامي الثقة بعمليات الشراء الإلكترونية. إلا أنّ هذه العمليات يترتب عليها مسؤولية كبيرة تفرض على المرء التأكد من أنّه يتعامل مع وكالة سفر موثوقة.
كما أن عملية الشراء عبر الإنترنت تتطلب الدفع بواسطة بطاقة خصم أو ائتمان. وفي هذه الحالة يجب التأكد من ورود حرف (S) في عنوان الموقع المراد استخدام بطاقة الدفع فيه (فيبرز العنوان على الشكل التالي: https)، حيث يرمز الحرف (S) إلى أنّ الموقع آمن. كما ينبغي قراءة الشروط والأحكام الخاصة بعملية الحجز قبل المبادرة إلى الحجز. وقد تكون هذه الخطوة مملة وتستغرق وقتاً طويلاً، إلا أنها ضرورية لفهم التفاصيل وتفادي أي مشاكل في المستقبل.
كذلك ينبغي الاحتفاظ بنسخ عن تأكيد الحجز كدليل على عملية الشراء. كما ينصح عند التخطيط للسفر بالحصول على عقد تأمين أو حماية على السفر تجنباً للوقوع في مشاكل في حال إلغاء الحجز، أو فقدان الحقائب، أو التعرض لحالة طارئة تستدعي الرعاية الصحية أثناء السفر، وغيرها من الظروف المفاجئة.
- قبل المغادرة:
في خضم الاستعدادات للسفر، يغيب عن بال المرء الكثير من التفاصيل التي لو انتبه لها، لكان تفادي الوقوع في مواقف حرجة بغنىً عنها في وقت يستعد فيه الاستمتاع بإجازته.
يجب أوّلاً على المسافر التأكد من تاريخ إنتهاء بطاقة الخصم أو الائتمان، ليضمن أنها سارية المفعول طوال مدة الإجازة. ثمّ ينبغي حفظ رقم التعريف الشخصي (PIN)، وعدم الإفصاح عنه لأي كان. كما يجب على المسافر أن يحتفظ برقم البطاقة، ومعلومات الاتصال بالبنك مع الوثائق الهامة التي يأخذها معه. كما ينصح بالتعرف على مواقع أجهزة الصراف الآلي القريبة من كان الإقامة أثناء السفر (أو زيارة موقع شركة فيزا إنترناشيونال الإلكتروني التالي www.visa.com). ومن المهم أيضاً التحقق من الحد الائتماني المتاح في بطاقة الائتمان، والتأكد من توفر رصيد كافٍ في حساب البنك في حال إستخدام بطاقات الخصم. ينصح بحفظ الرقم الذي تضعه المصارف على ظهر البطاقة للاتصال به من هاتفك المتحرك، في حال فقان البطاقة أو سرقتها. وأخيراً، على المسافر أن يتأكد ما إذا كان البنك الذي يتعامل معه يوفر خدمات للحالات الطارئة أثناء السفر، مثل خدمة استبدال البطاقة أو توفير مبالغ نقدية (على المكشوف) في حال فقدان البطاقة أو سرقتها.
- أثناء العطلة:
لا شكّ في أنّ العطلات صممت أصلاً لتوفير قسط من الراحة والاسترخاء، إلا أنّ الإنسان يميل إلى الاستسلام لهذا النوع من المشاعر وخصوصاً عند استخدام بطاقات الائتمان أو الخصم في عمليات التسديد.
لهذا السبب، يتعين على حامل البطاقة التعامل بها بحذر مثل تعامله بالمبالغ النقدية. كما يجب التأكد من وضع البطاقة في مكان آمن، حيث تشّكل الأحزمة المزوّدة بجيوب، حلاً يفي بالغرض. هنا، ينصح بمراقبة البطاقة جيِّداً أثناء تسديد قيمة الخدمات أو البضائع للتأكد من عدم نسخ بياناتها. كما يجب قراءة المعلومات الواردة في قسيمة الشراء قبل التوقيع عليها، الأمر الذي يسهل نسيانه. وعند استخدام أجهزة الصراف الآلي، ينصح بحجب لوحة المفاتيح أثناء إدخال رقم التعريف الشخصي.
وتمثل القسيمة أو الإيصال الطريقة الأسهل للتأكد من أن عملية الدفع قد تمّت. لذلك يتعين المحافظة عليها لمقارنتها مع كشف الحساب المصرفي عند العودة.
- كيفية التعامل مع الحالات الطارئة:
قد يتعرض المرء للسرقة أو لفقدان محفظة النقود أثناء إجازته خارج بلد إقامته، وهو موقف حرج قد يعكّر صفوك في الإجازة، ولكن لا داعي لذلك.
فما العمل عندئذ؟ لحماية أموالك، يجب إخطار قسم الطوارئ في البنك فور التنبه إلى فقدان البطاقة ليتسنى له المبادرة إلى إيقاف البطاقة المسروقة أو المفقودة وإصدار بطاقة أخرى بديلة. وفي ما يلي بعض الإرشادات التي يجب اتباعها في مختلف حالات الطوارئ:
- في حال سرقة أو فقدان البطاقة في بلد الإقامة:
· إذا كنت تعرف رقم الهاتف، اتصل بالبنك الذي أصدر البطاقة فوراً.
· سيتولى البنك وفي الحال حماية حسابك عن طريق إلغاء هذه البطاقة وتوفير بطاقة بديلة.
· إذا كنت لا تعرف رقم هاتف البنك، عليك الاتصال بمركز خدمة العملاء العالمي للبنك الذي أصدر البطاقة. وفي حال كنت تستخدم بطاقة فيزا، فالرقم العالمي الذي عليك الاحتفاظ به في هاتفك المتحرك هو +14105819994، وهو رقم مجاني يمكن طلبه من أي مكان في العالم من دون تكبّد أي تكلفة.
- في حال سرقة أو فقدان البطاقة أثناء السفر:
· اتصل برقم هاتف مركز خدمة العملاء العالمي الخاص بالبنك المكتوب على البطاقة. فمعظم البنوك لديها مندوبين يعملون على مدار الساعة يومياً ويمكنهم تقديم المساعدة اللازمة.
· إذا لم تتمكن من الاتصال بالبنك، عليك الاتصال بمركز خدمة العملاء العالمي الخاص بالشركة المصدرة للبطاقة (انظر الفقرة في الأعلى). وفي حال كنت تستخدم بطاقة فيزا، يمكن الحصول على دليل أرقام مراكز الخدمة العالمية التابعة لفيزا في صفحة "I Lost my Visa" في الموقع الإلكتروني www.visa.com.
· إذا قمت بهذه الخطوات، يمكنك عندئذ طلب إصدار بطاقة بديلة.
عند الاتصال بمراكز الخدمة، سيطلب منك تزويدها ببعض المعلومات الشخصية. وعلى هذا يتوقف على البنك الذي أصدر البطاقة، إلا أنه من الأفضل الاطلاع على هذه التفاصيل التالية قبل إجراء الاتصال:
· اسم البنك الذي تتعامل معه.
· نوع البطاقة.
· الدولة التي يقع فيها البنك الذي أصدر البطاقة.
· رقم بطاقة الائتمان المؤلف من 16 خانة، أو رقم الحساب المصرفي إذا كانت البطاقة المفقودة هي بطاقة خصم.
· الاسم كما هو مطبوع على البطاقة (إذا كنت حامل بطاقة ثانوي، عندئذ يجب تأكيد هوية حامل البطاقة الرئيسي).
· العنوان الذي يرسل إليه كشف الحساب.
· رقم هاتف المنزل.
· كيفية فقدان البطاقة.
· معلومات شخصية أخرى لتكون بمثابة إجراء أمني للتأكد من هوية المتصل.
وتشير هذه الإجراءات إلى وجوب الاحتفاظ برقم هاتف مركز الخدمة الدولية للجهة المصدرة للبطاقة مع رقم الحساب في مكان آمن. لا شك في أن اتخاذ بعض الاحتياطات يمكن أن يساهم في إنقاذ الموقف عند حدوث أي طارئ.
- دواعي استخدام البطاقات:
القبول العالمي: يمكن استخدام البطاقات في أجهزة الصراف الآلي أو المتاجر والمطارات والفنادق والمتاحف وعشرات الملايين من الأماكن الأخرى حول العالم. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام بطاقة "فيزا" لدى 24 مليون متجر حول العالم.
لا داعي لصرف العملات: يساهم استخدام بطاقات الخصم والائتمان في الحد من الالتباسات التي تحدث جراء التعامل بعملات أجنبية لا نعرفها.
الحماية: يحد استخدام البطاقات من خطر التعرض للنشل أو السرقة. وفي حال سرقة البطاقة أو فقدانها، يمكن استصدار بديل لها من دون التعرض لخسائر مالية.
راحة البال: يتيح استخدام البطاقات حرية تغطية النفقات غير المتوقعة. فإذا كنت تستخدم بطاقة الخصم، يمكن إنفاق الرصيد المتوفر في حسابك المصرفي فقط بدون تكبّد أي فوائد. وفي حال استخدام بطاقة الائتمان، يمكن الحصول على المبالغ وتسديدها خلال مهلة الدفع لتجنب تكبّد الفوائد.
- مزايا خاصة بالسفر: يوفر العديد من البنوك خدمة تأمين ضد حوادث السفر، وخدمة المساعدة في حالات الطوارئ، إضافة إلى ترقية درجات الفنادق وشركات الطيران والسيارات المستأجرة وعروض السفر.
ارسال التعليق