عزيزي القارىء.. ثمة سلوكيات معينة يجب مراعاتها عند الجلوس والأكل والتكلم بالهاتف بين الناس، في هذا الموضوع طُرحت مجموعة من الأسئلة على خبير "الإتيكيت" محمد المرزوقي وتم الإجابة عنها كالآتي:-
السؤال الأوّل:
سيرين قبيسي من الشارقة، تسأل عما إذا كانت هناك قواعد خاصة باستخدام خدمات هاتف الـ"بلاك بيري"، على غرار الـ"إتيكيت" الخاص بـ"فيسبوك" والرسائل الإلكترونية؟
يجيب المرزوقي، إنّ مشهد إنهماك مستخدمي الـ"بلاك بيري" في تصفح رسائلهم على الجهاز طيلة الوقت يثير الإزعاج حتماً، لاسيما إذا حدث الأمر أثناء وجودهم مع الأصدقاء أو في إجتماع عمل. ويتابع المرزوقي مشيراً إلى أنّ ثمة سلوكيات معينة تجب مراعاتها لدى إستخدام خدمة الرسائل والدردشة عبر الـ"بلاك بيري" (BBM) منعاً لإحراج الآخرين، مثل وجوب الإمتناع عن تفقد الـ"بلاك بيري" في أماكن العبادة، والجنازات والعزاء، وصالات السينما والإجتماعات والمؤتمرات، والأماكن السياحية كالمتاحف والقاعات والصالات الرياضية.
ويَعتبر المرزوقي "أنّ الدخول في دردشة إلكترونية عبر الـ"بلاك بيري" أثناء الإنتظار في أحد الطوابير كالمصرف يعد أمراً غير لائق، لاسيما إذا كان ذلك يؤدي إلى إعاقة تقدم الطابور. ويقول: "إنّ الأولوية دائماً تكون للشخص الموجود أمامك وليس الشخص الموجود على الطرف الثاني من الهاتف"، مضيفاً أن "مقاطعة كلام الشخص الموجود معك للرد على رسالة نصية ما، يُعتبر تصرفاً معيباً". كذلك يرى المرزوقي أن "قراءة رسالة وصلت على جهاز "بلاك بيري" من دون الرد عليها، يعد فعلاً غير لائق، لأنّ الطرف الآخر سيعلم عندها أنك قرأت الرسالة بالفعل من دون أن تكلفي نفسك الرد عليها". ويشير المرزوقي إلى "ضرورة عدم الرد على الرسائل النصية أثناء تناول الطعام". كما يشدد على "عدم إرسال رسائل نصية إلى مستخدمي الهاتف، الذين يضعون أماكن وجودهم في خانة التعريف الخاصة بهم، مثل "في إجتماع" أو "في السينما" أو "أقود السيارة"، وذلك إحتراماً لهم أو خوفاً على سلامتهم في حال قيادة السيارة".
ويوضح المرزوقي أنّه "يجب الإنتباه عند إرسال رسائل ذات طابع إخباري محلي، عدم بعثها إلى الأشخاص الموجودين على لائحة المعارف في الخارج، لأنّها قد لا تعنيهم. مثلاً، لا يمكن إرسال رسالة نصية تفيد بوجود زحمة سير في الشارع الفلاني لشخص يعيش في بلد آخر". ويتابع المرزوقي معدداً مجموعة من القواعد التي يجب الإلتزام بها لدى إستخدام الـ"بلاك بيري" أو أي جهاز آخر، ومنها:
- ضرورة إغلاق الـ"ماسنجر" عند الإنخراط في جلسة عمل أو جلسة إجتماعية، منعاً لإحراج الآخرين.
- عدم نشر أيّة رسائل مسيئة أو خادشة للحياء.
- عدم إستخدام صور خادشة في خانة التعريف الشخصي، لأنّها تعكس شخصية المستخدم في أذهان الآخرين.
- تجنب الرسائل في أوقات متأخرة أو غير مناسبة.
- عدم إستخدام تعابير لا معنى لها ولا تهم الآخرين مثل "رأسي يؤلمني" لأنّه لا يعني الآخرين.
السؤال الثاني:
إيمان حمود من دبي، تسأل عن كيفية الطلب من الشخص الذي تحدثه على الهاتف التوقف عن مضغ طعامه أو علكته بأسلوب لائق ومن دون أن يؤثر طلبها في سير الأعمال معه؟
يأسف خبير الـ"إتيكيت" محمد المرزوقي "لوجود أشخاص لا يدركون أنّ التحدث على الهاتف، والقيام بأشياء غير مناسبة في الوقت ذاته، "مسألة غير لائقة وقد تسبب الإزعاج للآخرين"، ويقول: "مثلاً، قد لا يجد البعض أي حرج في التحدث على الهاتف من داخل الحمام أو أثناء تناول الطعام أو خلال قيادة السيارة، وقد يستمرون في ذلك حتى عندما يطلب منهم الطرف الآخر تأجيل المكالمة لوقت آخر". يضيف: "في حال لاحظت أن محدثك غير مدرك إنزعاجك من مسألة مضغه الطعام أو العلكة، على الرغم من سؤالك له عما إذا كنت تتصلين به في وقت غير مناسب، بكل بساطة قولى له: "لا أستطيع التركيز، لذا أفضل أو أعاود الإتصال بك لاحقاً، بعد أن تنتهي من تناول الطعام أو الإنتهاء من العمل الذي تقوم به، كي يتسنى لنا التركيز على الموضوع". هنا يمكنك تحديد الوقت الذي ستعاودين فيه الإتصال به، وفي هذه الحالة على محدثك أن يقرر ما إذا أراد فعلاً تأجيل المكالمة الهاتفية إلى يوم آخر، أو وضع طعامه جانباً ومتابعة حديثه بهدوء".
السؤال الثالث:
محمد حسون من سوريا ومقيم في أبوظبي يسأل عن "إتيكيت" الجلوس لدى القيام بزيارة الآخرين إذ إنّه غالباً ما يشعرل بالإرتباك لعدم معرفته في أيّ مقعد يجلس لدى دخوله صالة الجلوس؟
يجب المرزوقي: "على الضيف ألا يستعجل في الجلوس لدى دخوله دار مضيفة، بل عليه أن ينتظر هذا الأخير حتى يرشده إلى مقعده، وعندما يفعل ذلك عليه الإلتزام بالجلوس على المقعد الذي اختاره له صاحب البيت. أمّا في حال ترك لك المضيف حرِّية إختيار المقعد، عندها، وجب عليك عدم الجلوس في أهم مقعد في الدار، أي ذلك الذين يكون في الصدارة، تفادياً للإحراج الذي قد يصيبك لو كان هناك مدعو آخر ذو شأن مهم وطلب منك أن تترك المكان له". ويَعتبر المرزوقي أن "عليك أن تختار مكاناً عادياً من باب التواضع، وفي حال رأى صاحب الدار أن مكان المقعد لا يليق بك، فإنّه حتماً لن يقبل بالأمر وسيختار لك مكاناً آخر". كذلك، ينبه المروقي إلى "عدم إختيار الجلوس في مكان يتيح لك رؤية بقية غرف المنزل، كالجلوس قُبالة مرآة أو باب، فقد يكون هناك أشخاص آخرون في البيت ويرغبون في التنقل بين غرفة وأخرى من دون يشعروا بالإحراج".
ويشدد المرزوقي على "أهمية طريقة جلوس الأشخاص في مقاعدهم، لاسيما في الإجتماعات أو اللقاءات الرسمية، إذ يجب أن يبدو الجالس متنبها لما يجري من حوله، وأن تكون جميع حواسه حاضرة للرد على أي سؤال ممكن أن يوجه إليه أو الترحيب بأي ضيف جديد، ولا يجوز أن يبدو شبه مستلق في مقعده أو سارحاً بنظره أو محدقاً إلى السقف او الفراغ".
السؤال الرابع:
أُم محمود من الأردن ومقيمة في دبي، تسأل عن كيفية الرد بأسلوب لائق على الشخص الذي يسألها عن سنها أو ثمن قطعة ملابس اشتريها مؤخراً أو أي شيء آخر تملكه؟
يجب المرزوقي، "في السؤال الأوّل"، يمكن ذكر سن كبيرة جدّاً مع الضحك، ومن ثمّ السكوت وتغيير الموضوع، أو الرد بالقول "أنا كبيرة بما يكفي لأحكم على الأمور بشكل جيِّد"، أو القول ببساطة: "فوق 25 سنة"، على سبيل المثال من دون تحديد العمر الحقيقي. أمّا بالنسبة إلى السؤال عن ثمن الأشياء، فيمكن التهرب بلباقة من الرد، من خلال التظاهر بأنّك تحاولين تذكر ثمن الشيء المعني لكنك لا تستطيعين، أو القول إنّ الغلاء أصبح لا يطاق والمعيشة مكلفة جدّاً، فلا داعي للتحدث في النقود حتى لا نصاب بالإحباط، ثمّ غيِّري الموضوع. وأبسط رد هو القول إنّك لا تتذكرين كم دفعتِ مقابل شرائه.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق