قد يبدو الطفل كثير الحركة محبوباً من قبل المحيطين به، لما يثيره من ضحكات يطلقها الأهل والأقارب إذ يعتبره هؤلاء سلوكاً عادياً خاصة إذا ما كان الطفل يتمتع بقدرات عقلية متوازنة لا تدل على وجود اعاقة أو تشوه وهذا ما حير العلماء والأطباء الذين عجزوا عن تحديد أسباب دقيقة لهذا المرض، إذ لم تثبت الصور الشعاعية الدماغية والتشخيص وجود أي تلف بارز في الخلايا الدماغية كسبب للمرض، ولو وجد هذا التلف، إلا انّه ليس دليلاً ثابتاً على الاصابة وفق ما أثبتته الدراسات الأخرى.
ابراز الأسباب مجرد فرضية غير واضحة لم يؤخذ بها، وهناك مشاكل أخرى مؤثرة تجلت باضطرابات وخلل وظيفي أصيب بها الدماغ لاسيما النقاط الأساسية الخاصة بالتحصيل والتعلم، نتج عنها أداء حركي مفرط ونقص بالتركيز والانتباه ومن الفرضيات حول المرض والتي وضعها الأطباء كأسباب محتملة لمشاكل يتعرض لها الطفل في مرحلة الحياة الجينية كتعرض الأُم الحامل لسموم وصلت إليه بالدم والأوكسجين عبر المشيمة سواء من عادات سيئة تمارسها يومياً من تدخين وشرب كحول وادمان على المخدرات، ما يؤكد أن الطفل الذي أنجبته أم تدخن أكثر عرضة للإصابة بمرض الفرط الحركي وعدم التركيز والانتباه مقارنة مع طفل انجبته أم غير مدخنة.
من الفرضيات الأخرى حول إصابة الطفل بهذا الاضطراب السلوكي غير المتوازن تعرضه في نفس المرحلة لإصابات اشعاعية وكيميائية طالت الخلايا الدماغية، وساهمت في أضعاف أجزائها العصبية الخاصة بالتحصيل والتعلم، لذلك يعتبر تعرض الحامل للتصوير الشعاعي داخل المستشفيات، وتناول العقاقير كيميائياً أولى المرشحات لولادة طفل سوف يعاني في المستقبل من اضطرابات وصعوبات التعلم بسبب إصابته بأداء حركي مفرط، ونقص في التركيز والانتباه إلى جانب حصول ولادة مبكرة كسبب للإصابة بالمرض حين يخرج الطفل إلى الحياة قبل أوانه وتكامله كلياً.
كما ويربط الأطباء معاناة الطفل من الأداء الحركي المفرط، والنقص بالتركيز والانتباه بما يتناوله من غذاء فاندفاع الأم ولا سيما العاملة إلى تحضير الوجبات السريعة من الأغذية المعلبة لهو دليل قاطع على وجود الاصابة عند الطفل بسبب احتواء هذه المعلبات على مواد حافظة (كاتيرامين والمنوصوديوم) تلك المادتين اللتين تخترق سمومها الأوعية العصبية الدماغية، وتخلق حاجزاً في وجه العناصر الغذائية الضرورية في تنمية وتغذية النواقل العصبية لا سيما الغنية (بالزنك) المتوفر فيالسمك والضروري لرفع مستوى الذكاء عند الطفل، وهذا الاختراق يؤدي إلى انسدادها وتلفها، كما وان اعطاء الطفل أغذية حاوية على مواد ملونة قد توجد نفس الاضطراب ما يفرض على الأم اعطاء الطفل الأغذية الطبيعية الغنية بالفيتامينات والمعادن بعيداً عن تقديم المعلبة منها.
ومن الأسباب الجوهرية التي عمل الأطباء على اثباتها كسبب للإصابة عامل الوراثة، فقد أثبتت الدراسات الخاصة بعلم الجينات الوراثية انّ الأداء الحركي المفرط والنقص في التركيز والانتباه يعود لأسباب جينية وراثية يحملها الطفل إذا ما غابت العوامل المسببة السابقة الذكر، وغالباً ما يعاني منه التوائم ويستند الأطباء في تثبيت السبب الوراثي هذا إلى دراسة شاملة وموسعة تطال كل أفراد الأسرة، فإذا ظهر الداءالحركي المفرط المصحوب بعدم التركيز بصورة ملفتة بافراط واخفاق في التحصيل العلمي بين الجميع فذلك يؤكد وجود خلل في التوازن الجيني.
يبرهنه الافراط الحركي القابل للتحول إلى مرض سلوكي خطير يترجمه الطفل بعدوانية وانحراف وانخراط في مجمع فاسد.
ارسال التعليق