• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أخطاء أبنائنا.. كيف نتعامل معها؟

أسرة البلاغ

أخطاء أبنائنا.. كيف نتعامل معها؟
◄أبناؤنا – أوّلاً وقبل كل شيء – بشر، يخطئون ويصيبون، وهم – كما نحن – لهم أخطاؤهم كما لنا أخطاؤنا، وهم – كما كلّ الناس – يحبّون مَنْ يُقدِّر ضعفهم ويراعي غضاضة عودهم، ورقّة مشاعرهم، وقلّة تجربتهم في الحياة ونقص ثقافتهم العملية والشرعية. كونهم أبناءنا لا يبيح لنا أن نتعسّف في محاسبتهم على أخطائهم، كما لو كنّا نحسبهم ملائكة أو أقرب إلى ذلك.. نعم، ذلك يدفعنا أكثر إلى مساعدتهم على تجاوزها لأنّهم – في النتيجة – مسؤوليتنا، كما هم مسؤولية أنفسهم. هذه طريقة مقترحة للتعامل بشكل مختلف مع أخطاء أبنائنا عسى أن تنفع في تجنيبهم بعض المزالق، أو عدم تكرار الوقوع فيها: 1-    أن لا نبدو أمامهم (معصومين) لا نخطئ، فهذه (الفرية) سريعاً ما تكتشف فلا يعود لنصائحنا ومواعظنا قيمة، بل تنقلب إلى (ضدّ القيمة)! 2-    أن نعترف بأخطائنا أمامهم إذا أخطأنا لنقدِّم بذلك المثل الحيّ عن أنّنا بشر خطّاؤون وخير الخطّائين التوّابون. 3-    أن لا تكون (العقوبة) هي التي تقفز إلى الصدارة عن صدور الخطأ، بل (الشفقة) على هذا الذي لم يتدرّب على (التوازن) في حال اختلّت الأرض تحت أقدامه، أن (نقيله عثرته) كما ورد في الأدب النبويّ والإمامي. 4-    أن نمونه بالتعليمات الضرورية والعاصمة والمخفّفة من الوقوع في الأخطاء، شيء إيجابي وجيِّد ونافع؛ لكن يجب أن ننظر إليه كما اللاعب في ميدان المباراة، فقد يزوّده المدرّب بتعليمات قيِّمة؛ لكن للساحة والميدان ظروفهما، خاصة وأنّ هناك طرفاً آخر يشارك في اللعبة، فالمحاسبة يجب أن لا تنصب على عدم الالتزام بالتعليمات أو تنفيذها بحذافيرها، بل على الثغرات الموجودة فيها، أو المستجدات التي لم نراعها أو نحسب حسابها. (ملاحظة مهمة.. عملية التربية ثنائية ومزدوجة: أخطاء.. وتصحيح للأخطاء، وصوابات.. وتعزيز للصوابات بالثناء والمكافأة). 5-    من المناسب أن نُدخل في ثقافة أبنائنا (وعيهم الداخلي) أنّ الخطأ له وجه إيجابي.. إنّه يشكِّل رافداً مهماً من روافد ثقافتهم الحياتية، فهم يتعلّمون من أخطائهم أضعاف ما يتعلّمونه من صواباتهم.. المهم: كيف أستفيد من رصيد أخطائي لتقليصه، فهو الرصيد الوحيد الذي لا يراد له أن يزداد!! 6-    أخطاؤنا يفترض أن تدخل في بناء شخصيتنا السلوكية.. فهي مؤشرات على ضعفنا.. نحن بشر والمنزلقات في طريقنا كثيرة، فيجب أن نعترف بأنّ لدينا نقاط ضعف، فنتواضع أكثر، ونخضع للتعلم والمشورة أكثر. 7-    أخطاء الغير – خاصة الذين في مثل سننا – دروس ثمينة بالنسبة لنا، فالعاقل –والحديث للأبناء كما هو للآباء – مَن يتعظ من تجارب غيره، كما يتعظ من تجاربه. إزدراء أصدقائي بأحدهم لأنّه يكذب أو يغش، أو يعتدي، أو يسرق، أو يفحش، يفترض أن يجنّبني أن أكون في الموقف ذاته، لا أن أكون أعمى أرى الجدار شاخصاً أمامي؛ لكنّني مع ذلك أرتطم به.. فإذا شجّ رأسي وسال دمي، فلا ينبغي أن ألوم الجدار لأنّه وقف في طريقي! 8-    لنترك لهم أيضاً يقترحون سبل الخروج من المآزق والأخطاء والمشاكل، دعهم أوّلاً هم يطرحون الحلّ المناسب لخطأ ما.. هذا تدريب عملي لكي يعالجوا المواقف في حينها ومواقعها وبإرادة ذاتية.. لنكن الملاذ الأخير. 9-    سؤالك لإبنك أو إبنتك المخطئين قبل الدخول في مناقشة أسباب الخطأ: ألا ترى أنّ هذا خطأ؟ وإقراره (أو إقرارها) بذلك، هو نصف العلاج.. لأنّه تشخيص، والتشخيص يساعد في إيجاد ثلاثة أرباع المعالجة أحياناً. 10-                        يفضّل أن تُشخّص الأخطاء مبكراً، وتعالج أوّلاً بأوّل، فالمحاسبة على خطأ قديم، تماماً كفتح جرح قديم يسبب آلاماً ونزفاً. نعم، عند المعاودة يمكن أن يكون القديم مثلاً يستشهد به. هذه بعض الأفكار أو الآراء السريعة المجرّبة عسى أن تنفعنا في التعامل مع أخطاء أبنائنا وبناتها.►

ارسال التعليق

Top