العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله
◄لو كان الناس على شكل واحد، لما استطعنا أن نبني الحياة في حاجاتها المتنوعة.
- تنوّع الطاقات:
من بين القضايا التي أكَّدها القرآن الكريم في مسألة الصلاح والفساد في النظام الإنساني، مسألة التنوّع في الطاقات. فالناس ليسوا طاقة واحدة، وليست هناك أيّة مساواة بين الناس، فيما يملكه أي فرد من الطاقة التي تمثّل حاجة الآخرين إليها، بل هناك تنوّع بين الناس على مستوى درجاتهم في جانب الوعي الفكري، فالناس يختلفون في مستوى وعي العقل في إدراكاته للأمور، وفي جانب الحركة العملية، فهناك التنوّع في الأعمال التي تمثِّل حاجات الناس.
حتى الحرب، عندما يفكر الناس في الحرب انطلاقاً من ضروراتهم، فإنّ من الطبيعي جدّاً أن يتنوّع الأشخاص الذين يديرون الحرب في خبراتهم، إن كان من خلال جانب التخطيط العسكري في حركة المواجهة للعدوّ، أو في السياسة التي تحيط بالواقع الحربي، أو في الأسلحة التي يملك هذا خبرة فيها ويملك ذاك خبرة أخرى، أو ما إلى ذلك مما يتعلق بالرصد الأمني والنتائج الإيجابية التي قد تحصل من خلال الحرب عندما يربحونها، أو النتائج السلبية التي تحصل عندما يخسرونها. فلولا هذا التنوّع لما أمكن أن تحصل أي حرب، لأنّ الحرب ليست مجرد سلاح تجرّبه، ولكن الحرب تمثل حركة معقّدة في أكثر من مجال، يتبادل فيها الناس الخبرات، ويتكاملون من أجل أن يمثلوا هذه الهيكلية في كل مفرداتها...
وهكذا عندما ندرس المسألة العلميّة، فنحن نعرف أنّ الله سبحانه وتعالى أراد للناس أن يأخذوا بأسباب العلم في كلِّ ما يحتاجونه من خطوط العلم ممّا تتوقّف عليه أوضاعهم، ويستقيم به نظامهم. فلو كان الناس يمثّلون علماً واحداً لما استطاعوا أن يصنعوا للحياة نظامها في المفردات التي تحتاجها، فالمفردات العلمية تمثّل هذا النوع من الوحدة التكاملية التي يتكامل فيها الناس كلٌّ بحسب خبرته، ما يوحِّد جهدهم في هذا البناء الإنساني للحياة، ولذلك تنوعت التخصصات العلمية وتطوّرت؛ لأنّ الناس كلما أخذوا بعلم انكشفت لهم حاجة جدية لتأسيس علم آخر، ولذلك رأينا أنّ الحاجات تتطوّر، والحاجة – كما يقولون – أم الاختراع؛ لأنّ الحاجة تفرض عليك أن تبحث تفكر وتنتج.. وهكذا عندما نواجه كل الأمور الحياتية، فنحن لا نستطيع أن نعمِّر الكون في كل أوضاع العمران، إلا بتنوّع الطاقات، سواء كان العمران بيتاً تريد أن تسكنه، أو قلعة تريد أن تحصّنها، أو جسراً تريد أن تبنيه، أو ما إلى ذلك من كل ما يحتاجه الإنسان في هذه المفردات الحياتية، إنها بحاجة إلى عدة تخصصات، وإلى عدة خبرات..
وهذا ما أكّده القرآن الكريم في قوله تعالى رداً على ما كان يثيره المشركون ضد محمد (ص) عندما أرسله الله تعالى بالرسالة، وكانوا يقولون. كما بيّن القرآن ذلك: (لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (الزخرف/ 31)، إذ كانوا يشيرون إلى شخصية محترمة، تملك بعض المعرفة في المسألة الدينية، فكانوا يقولون: لماذا لا يرسل الله هذا الرجل العظيم الذي يملك موقعاً متقدماً عظيماً في المجتمع، ولماذا يستبدله بهذا الرجل اليتيم الذي لا يملك مالاً، ولا أي موقع اجتماعي متقدم؟! لأنّ المسألة عندهم في قضية الرسالة أنها تخضع للموقع الاجتماعي في ما يأخذ به الناس من تقويم الأشخاص، ولكن الله سحبانه وتعالى بحكمته هو الذي يحدد الشخص الذي يحمل الرسالة، من خلال ما يملكه من عقل، وما ينفتح به على الناس من محبة ورحمة، وما يملك من خصائص للشخصية التي يستطيع من خلالها أن ينفذ إلى قول الناس وقلوبهم وحياتهم، ويجسِّد الرسالة في شخصه ليكون قرآناً متجسداً إلى جانب القرآن المقروء أو المسموع.
هنا يعلّق الله سبحانه وتعالى على هذا الموضوع، فيقول تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ) (الزخرف/ 32)، إنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي يمنح الكون والإنسان الرحمة، سواء كانت متمثلة في هذه النِعَم التي يفيض بها على الناس، أو كانت في رسول يمنحه الله تعالى القيادة الروحية والرسالية والحركية والإنسانية التي تجمع في شخصيتها كل ما يملأ الحياة الإنسانية وعياً،ويجعلها تعيش الرحمة التي تفيض على قول الناس وقلوبهم. قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء/ 107)، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران/ 159)، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة/ 128). فالله سبحانه وتعالى هو الذي يقسِّم الرحمة، فالكون رحمته، والإنسان مظهر رحمته، والنظام الذي أنزله من خلال وحيه؟ وأرسل به رسله هو خط رحمته، وقد جاء في الآية الكريمة قوله تعالى: (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنْفَاقِ...) (الإسراء/ 100)، في إيحاء دقيق للبخل الإنساني من خلال الذاتية التي يعيش فيها الإنسان في دائرة الضيق في العطاء في نظرتها إلى الآخر ومسؤوليتها عن حاجاته، الأمر الذي يمتنع فيه الإنسان عن تقسيم خزائن رحمة الله بعدالة وانفتاح لو أوكلها الله إليه ولاحتفظ بها لنفسه.
- الرحمة الإلهية:
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ) (الزخرف/ 32)، إنّ الله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يملك الرحمة، وهو الذي يملك تقسيمها على كل ما تحتاجه الحياة، وعلى ما يحتاجه الإنسان في الحياة، وهو الذي يحرك الرحمة من خلال حكمته، فهو الذي يوزِّع الرزق، فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، وهو الذي يوزّع المطر على الأرض هنا وهناك، وما إلى ذلك (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ) ليحدّدوا لله تعالى من الذي يرسله، ومن الذي لا يرسله. إنّ الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى، قال تعالى (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الأنبياء/ 23).
ثمّ يؤكد القرآن الكريم هذه السُنّة الكونية المنفتحة على النظام الإنساني في تنوّعاته، وعلى التقسيم الخيري والفكري في واقع الناس. (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (الزخرف/ 32)، فالله سبحانه وتعالى أعطى لكل نفس ما تحتاجه من الرزق، أياً كانت تلك النفس، سواء كانت تسكن في أعماق الأرض أو في أعالي السماء أو في سهول الأرض وما إلى ذلك، وذلك بحسب الحكمة في توزيع الحاجات، فقد يبسط الرزق هنا، وقد يقدره هناك، في نظام دقيق ليس فيه أيُّ خلل، وإذا كانت هناك بعض المعاناة في الرزق هنا وبعض المعاناة هناك، فإنّ هذه المعاناة تمثِّل جزءاً من حركة النظام ، باعتبار أن هذا العالم هو عالم المحدود، فلا تحصل على شيء من السعة إلا وفي داخله شيء من الضيق، ولا تحصل على شيء من الراحة إلا وفي داخله شيء من التعب، وهذا لا يحتاج إلى كثير من الفلسفة ليكتشفه الإنسان، فلو درس الإنسان كل واقعه في كل ما يتحرك فيه، وكل ما يأكل وما يشرب وما يلبس وما يتعلم، فإنّه لا يستطيع أن يحصل على الراحة إلّا بالتعب، ولا يستطيع أن يربح شيئاً إلا ليخسر شيئاً آخر؛ قد يخسر صحته، وقد يخسر ماله، وقد يخسر من منامه، لأن عالمنا محدود، والله سبحانه وتعالى وحده هو المطلق.
وربما نستحضر المثل في توضيح الفكرة، فنحن الآن نجلس في هذه القاعة، وقبل أن تبنى هذه القاعة كان الهواء أكثر والنور أكثر، ولكن الحماية من الحر والبرد كانت أقلّ، يعني أنّه لا يمكن أن يجتمع في ساحة مقفلة الهواء كله والنور كله، وفيها الحماية كلها؛ لأنك عندما تربح شيئاً فلابدّ أن تخسر شيئاً آخر، وهذا شيء واقعي، وذلك أن تتعلّم أنك عندما تسهر الليالي، فإنك تخسر شيئاً من عينيك، وتخسر الكثير من راحتك، وما إلى ذلك، ولهذا فالحياة كلها هكذا. فلا يقولنّ أحدكم إنا نعيش هذه الدنيا، وفي الدنيا زلازل وبراكين وفيضانات ورياح عاصفة وكل ما يدخل في النظام الكوني، فإنك تربح من ذلك الكثير، وتخسر منه الكثير، ففي النتائج السلبية في هذه الظواهر الكونية المثيرة للمأساة في الخراب والدمار والموت، نتائج إيجابية في تأثيرها على ظواهر طبيعية أخرى مما يستفيد منه الناس في قضاياهم الحيوية.
وقد أكّد الله سبحانه وتعالى هذا التقسيم الفكري في قوله تعالى: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). ومن الطريف جدّاً أنّ الإمام علي (ع) سأله شخص وهو يستبعد أن يحاسب الله تعالى الناس كلهم على صعيد واحد مع هذا العدد الهائل في الكثرة، والناس يعدّون بمئات المليارات منذ أن خلق الله تعالى الإنسان، إلى أن يرث الأرض ومن عليها، قال: "كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟" وكان جواب الإمام علي (ع) حاضراً: "كما يرزقهم على كثرتهم". انظر كيف أنّ الله سبحانه وتعالى يرزق الإنسان في كلِّ مواقعه، والحشرات والطيور، وما إلى ذلك.. في اللحظة نفسها، كذلك يحاسب الله تعالى الناس على كثرتهم، وأنتم تقيسون قدرة الله بقدرتكم، وتخضعون الله تعالى للزمن، وللطاقات التي تملكونها، والله سبحانه وتعالى هو الذي لا حدَّ لقدرته، ولا حدّ لطاقته، وما إلى ذلك.
- قيمة الفوارق الفردية:
(نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) (الزخرف/ 32)، فإننا عندما ندرس الناس، نجد أنهم ليسوا درجةً واحدة، وهناك من هم في المنطقة العليا، وهناك من هم في المنطقة السفلى، وليست المسألة هنا أن إيحاءات هذه الآية تتصل بالجانب الطبقي، بمعنى أنّ الله سبحانه وتعالى رفع بعض الناس فوق بعض درجات، بحيث إنّه جعل الناس طبقات في مستوى القيمة، أي هناك بعض الناس أرفع عند الله تعالى لأنهم يملكون مالاً، أو لأنّهم يملكون خبرةً، أو لأنهم يملكون قوة، إذاً المسألة ليست مسألة الدرجة في دائرة القيمة التي تميّز الأشخاص وتجعلهم في المواقع العالية عند الله سبحانه وتعالى، ولكن الدرجات هي التي تتنوَّع طاقات الناس فيها من خلال أن أحدهم أعلم من الآخر، فالذي يتميّز بالعلم في موقع متقدم هو أعلى درجةً من الذي لا يتميز بهذا المستوى، وهكذا من كان يملك الخبرة فإنّه يعلو درجة على الذي لا يملك الخبرة، ومن يملك القوة يعلو على الذي لا يملك القوة، وهكذا في ما يملكه الناس من الطاقات التي يتميز بها فريق عن فريق آخر.
وهذا ما نستفيده من قوله تعالى في هذه الآية: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا) (الزخرف/ 32)، يعني ليسخّر بعضهم بعضاً، لأن من الطبيعي جدّاً أنك عندما تملك علماً لا أملكه، فإنّ من الطبيعي أن أسخّرك، فإذا كنت أملك مالاً وذاك يملك علماً، فأنا أسخّر من يملك العلم ليخدمني في حاجاتي الاقتصادية، كما هو يسخّرني من أجل الاستفادة مني في حاجته الاقتصادية، بحيث إنّ الشخص الذي يريد أن يبني بيتاً، فإنّه يستفيد من هذا التنوّه بين الذي يملك خبرة البناء، أو الذي يملك خبرة الهندسة، أو الذي يملك المال ويريد أن يبني بيتاً ومن الطبيعي أن يسخّر هؤلاء ليقوموا بأعمالهم نتيجة هذا التنوع، فلو كان الناس كلهم بنّائين أو كلّهم لهم الخبرة نفسها، أو كان كلهم يملكون كمية المال ذاتها فلا أحد يستطيع أن يسخّر الآخر، إنما هو هذا التنوع، باعتبار أن تنوع الحاجات وتنوع الطاقات يجعل فريقاً يسخّر فريقاً آخر، وهذا هو ما ينظِّم الحياة، لأنّ الناس لو كانوا على شكل واحد، لما استطعنا أن نبني الحياة في حاجاتها المتنوعة، وهذا أمر نعرفه في حياتنا نحن، وهناك بيت شعر مشهور:
الناسُ للناسِ من بدوٍ ومن حضرٍ *** بعضٌ لبعض وان لم شعروا خدمُ
فالشخص الذي عنده أملاك واسعة، هو خادم للفلّاحين والبنّائين والعمال، لأنه يقدم لهم ما يحتاجونه في حياتهم من مال، وهم خدم له باعتبار أنهم يهيئون له حاجاته. فلا يوجد في الدنيا شخص يعتبر سيداً بشكل مطلق، والآخر يكون عبداً بشكل مطلق. حتى الملك الذي هو أعلى سلطة في البلاد، هو خادم للناس، يقدم لهم ما يحتاجون منه، وفي المقابل الناس في ما يحتاجه، وهذا هو الذي يركز عليه الله سبحانه وتعالى، بحيث إنّه رفع بعض الناس على بعض درجات، حتى يسخّر بعضهم بعضاً في ما يملكه، وفي ما يحتاجه من الآخر، على أساس أنّ النظام الإنساني كما هو النظام الكوني، مبني على التكامل في تنوّع الطاقات من خلال هذا التقسيم في خبرات المواقع الإنسانية في اختصاص كلّ شخص بطاقة يحتاجها الشخص الآخر في حركة مشاريعه في أبعادها المتنوعة، ولولا ذلك لهلك الناس ولخرب الكون، باعتبار أنّ المساواة بين الناس في ذلك يؤدي إلى فقدان الفرصة في التوازن في بناء الحياة في حاجاتها المترابطة في الرباط العضوي النوعي. وقد ورد في حديث عن الإمام علي (ع): "إنّ الناس إذا استووا هلكوا".
- تكامل الحياة:
(لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا)، يعني ليسخّر كل واحد من الناس في حاجاته، من يملك أمر تلبيتها، بحسب ما لديه من مال، أو من جهد، أو من موقع، وهذه سنّة طبيعية في الكون، فإن أحداً ليس مستغنياً عن أحد، وكل شخص مسخّر للآخر، بحيث تصبح الحاجة التي تفرض التسخير أمراً نسبياً لا مطلقاً، فكل واحد يحتاج الآخر من خلال نسبة معيّنة من الحاجة في هذا المجال. وعندما ندرس التجربة الإنسانية، نجد أنها أثبتت أنّ تساوي الجميع على صعيد واحد ليس أمراً واقعياً، حتى في الجماد، وحتى في النبات، وحتى في الحيوان، فلا يوجد هناك تساوٍ، لكن هناك التنوع، وهناك التكامل في ذلك كله، وهذا هو واقع النظام الذي جعله الله سبحانه وتعالى في الحياة، وهو تنوع الناس من خلال تنوّع الخبرات والطاقات، والله سبحانه وتعالى يريدنا أن نقتنع بأنّ هذا هو واقع الحياة؛ أنّ الناس يحتاجون بعضهم بعضاً، وأن أحدهم يفضل الآخر بطاقاته، ولكن القيمة كلّ القيمة ليست في ما تملكه من مال، أو ما تملكه من طاقة، ولكن القيمة هي في علاقتك بالله سبحانه وتعالى. قال تعالى: (وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (الزخرف/ 32)، مما يتنافسون فيه ويتفاضلون، مما يجعلون له حدوداً فاصلة، وحواجز عازلة يعزل فيها بعضهم بعضاً، وقيماً زائفة، لأن كل ما في الدنيا لا يمثِّل قضية المصير، إلا من خلال علاقته بالله سبحانه وتعالى؛ والتي تمنح الإنسان القيمة كل القيمة، والرفعة كل الرفعة قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات/ 13).►
المصدر: كتاب (الندوة/ سلسلة الحوارات الأسبوعية بدمشق/ ج14)
ارسال التعليق