وصفت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية عام 2011 بأنه عام الشجاعة العربية، مشيرة إلى أن ثمة مواقف بطولية شخصية كثيرة حدثت في المنطقة العربية لا يمكن لمن شاهدها وعايشها أن ينساها.
وأشارت صنداي تلغراف إلى ما وصفته بتصدي جماهير حاشدة من الشعب المصري في إحدى جمع يناير/كانون الثاني 2011 خارج مسجد قرب ميدان التحرير بالقاهرة لأعداد غفيرة تكاد تساويها في العدد من شرطة الأمن المركزي.
وقالت إن الشرطة اضطرت للانسحاب في المساء أمام زحف الجماهير، مما شكل لكمة قوية لنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي كان في سدة الحكم.
وأما ما جعل دموع مراسل الصحيفة تنهمر فتقول صنداي تلغراف إنه ليس الغاز المدمع، ولكنه منظر فتاة مصرية تدعى سهيلة (21 عاما) وهي تقف بثبات أمام حشد من الشرطة المركزية التابعة لنظام مبارك يقرب عددهم من 500 عنصر.
"الفتاة المصرية سهيلة وقفت بثبات أمام حشد من الشرطة المركزية التابعة لنظام مبارك يقرب عددهم من 500 عنصر وصرخت فيهم أن لا يطلقوا الرصاص أو قنابل الغاز على المتظاهرين السلميين".
إذ إن منظر الفتاة المصرية بحجابها الزهري وهي تقف متحدية الشرطة بمفردها وتصرخ في وجوههم بضرورة عدم إطلاق الرصاص وقنابل الغاز على المتظاهرين السلميين، يذكّر بالمتظاهر الصيني الذي تحدى الدبابة في ميدان تياننمن وسط العاصمة بكين.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى مشاهد أخرى متعددة وصفتها بالبطولية لمتظاهرين ثائرين في مصر وليبيا واليمن، وإلى الشعار الذي قال إنه تنقل بين الشعوب العربية الثائرة والمتمثل في القول "الشعب يريد إسقاط النظام".
وقالت صنداي تلغراف إن الربيع العربي الذي شهدته المنطقة العربية يعد نصرا لقوة الشعوب، وهو أعظم من ذلك النصر المتمثل في سقوط جدار برلين قبل عقدين من الزمان.
وأما ما يميز الانتصارات الشعبية العربية -وفقا للصحيفة- فكونها تمثل قوة شعوب مسالمة ثارت ضد أنظمة قمعية مستبدة مدججة بالسلاح، كالثورة ضد نظامي العقيد الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس السوري بشار الأسد.
كما أشارت الصحيفة إلى ضرورة الاعتراف بالدعم الغربي للشعوب العربية الثائرة، والدور الذي لعبه حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا، وخاصة عندما زحفت دبابات القذافي على الطريق الساحلي السريع إلى بنغازي شرقي البلاد.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق