لوثر سايفرت/ ترجمة: د. محمّد أسكيف
◄«دع العمل القاسي واعمل بمهارة وذكاء»
من حكم رجال الأعمال في أمريكا
لقد باتت مسألة تنظيم الوقت في الأعوام الأخيرة موضع جدل ومحط انتقادات متزايدة، وراجت في الأوساط الإعلامية عناوين من شاكلة: «التخلص من جنون السرعة» أو «وباء التسابق مع الزمن» أو «ارمِ بكراس تنظيم الوقت بعيداً».
وقد أخذت بعض الشعارات الجديدة مثل «انزع فتيل السرعة» أو «ابحث عن زمنك الذاتي» أو «اعط الأمر حقّه من الوقت لتحافظ على رونقه وجماله» تفرض نفسها كشعارات مميزة للبيئة الزمنية المعاصرة.
ينص ميثاق «جمعية تأخير الزمن» على تعهد أعضاء الجمعية بالالتزام بإمساك اللسان عن كثرة الكلام وترويج الدعوة إلى التأمل والتفكير...
كذلك فإنّ «جمعية الوجبة البطيئة» تعمل على محاربة ظاهرة الوجبات السريعة التي تفرغ الطعام من مضمونه، وهي تستقوي في حربها هذه بكلّ ما يتوفر لها من تنوّع المذاق والنكهات الطبيعية في مختلف مدارس الطبخ المحلية والعالمية.
وقد بات كتاب «اكتشاف البطء» للكاتب ستين نادولني واحداً من أعلام الكتب المميزة لبيئتنا الزمنية المعاصرة: يكتشف بطل الرواية – وهو رجل يعاني من بطء خلقي في حركاته الإرادية – يوماً بعد يوم إنّ إيقاع السلحفاة الذي يلازمه منذ ولادته ليس بمشكلة معيقة بقدر ما هو ينبوع طاقة وإبداع لا حدود لمخزونه.
هل يعني ذلك حقّاً أنّ تنظيم الوقت قد أمسى اليوم أمراً رثاً عفا عليه الزمان؟ بالتأكيد لا! إنّ مجمل ما تقدم يعكس تحوّلاً ملحوظاً في النظرة المعاصرة لمسألة تنظيم الوقت، ولكن دون أن ينقص من أهمية تلك المسألة.
إنّ إدارة الوقت مطلوبة اليوم – سواء كواحدة من تقنيات العمل أو كطريقة إلى النجاح أو كأسلوب في إدارة الحياة اليومية – أكثر من أي وقت مضى.
إلّا أنّ الإدارة الجديدة للوقت ينبغي أن تستوعب جملة من المنطلقات والمضامين الجديدة التي تتجاوز في كثير من الأحوال حدود القاعدة التي تقوم عليها إدارة الوقت التقليدية.
السرعة ليست كلّ شيء!
تمثل إدارة الوقت نتاج آليتي تفكير مختلفتين ومتضاربتين تماماً:
· إدارة الوقت كآلية لإدارة السرعة.
· وإدارة الوقت كوسيلة للتعامل مع البيئة الزمنية المحيطة بغية تحقيق المزيد من التوازن في التعاطي مع الوقت.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق