عبدالله علي الأقزم
تكاثرَ الهمُّ في صدري فأنطقني
بين المرايا بقايا ظلِّكِ العاتي
لم تُكتَشفْ فيكِ إلا ألفُ عاصفةٍ
بلهاءَ مقصدُها هدمي و إسكاتي
إلى متى أنتِ أمراضٌ تُلاحقـني
و لا تُعشعشُ إلا في التفاتاتي
و أنتِ في الهمِّ طعنٌ لا يُفارقُني
ما دامَ ظلُّكِ يمضي في اتِّجاهاتي
كم ذا أحطَّمُ مرَّاتٍ على قلقٍ
بين الفواصلِ أو بين العباراتِ
هل ترسميني كألفاظٍ مُقطَّعةٍ
و ما لها مهربٌ بين السِّياقاتِ
هذي ضحاياكِ أحلامٌ ممزقةٌ
و ما احتواها سوى رسمي و فرشاتي
كيفَ التخلُّصُ مِن دربٍ يُقيِّدني
و خطوتاهُ هما بحري و مرساتي
أنا المركَّبُ مِنْ أوجاعِ نائمةٍ
أنا المفتَّتُ في مرسومِها الآتي
أنا المعذَّبُ في تبيانِ سيِّدةٍ
أنا المشتَّتُ بين الذاتِ و الذاتِ
أنا المغيَّبُ عن إيقاظِ أشرعةٍ
أنا المُرحَّلُ عن إحياءِ مشكاتي
أنا المهمَّشُ في نصِّ الهوى و أنا
في مفرداتِـكِ أُرمَى للتَّعاساتِ
مَن لا يرى الحبَّ كشفاً في عوالِمِهِ
فكلُّ ما فيهِ يُدعَى لانهياراتِ
و أَّنتِ ما بين ألوانِ مُدَمِّرةٍ
لا تُتقنينَ سوى رسْمِ المصيباتِ
متى تفيقينَ مِنْ غيبوبةٍ عزفتْ
مِن وحيِ ظلمِكِ ألحانَ انكساراتي
ما كنتُ منكِ سوى فكرٍ يُسَافرُ بي
ما بين شيئينِ بين الذئبِ و الشاةِ
قرأتُ كلَّكِ سكِّيناً يُمزِّقني
و كلُّ ما فيهِ فتحٌ في عذاباتي
و كلُّ ما فيهِ آلامٌ تحاورني
و عالمُ الآهِ يغلي في جراحاتي
هل صرتُ منكِ بقايا لا تُعالجني
إلا إذا جئتُ مِنْ نبعِ النهاياتِ
حيثُ النهاياتُ لمْ تنهضْ مآذنُها
إلا لتحكيَ شيئاً عن معاناتي
أنا التصدُّعُ لا هدمٌ سيهزمني
و ذلكَ الحبُّ يبني لي كياناتي
الحبُّ ليس رواياتٍ نذوبُ بها
إنْ لم نعايشْهُ في نفيٍ و إثباتِ
الحبُّ أكبرُ مِنْ لفظٍ نُردِّدُهُ
و فهمُ ما فيهِ فهمٌ للسَّماواتِ
قدْ تكشفُ الأحرفُ السَّوداءُ عن قمرٍ
وجودُهُ بين هاتيكَ النِّفاياتِ
سأقلبُ الهمَّ معراجاً أُديرُ بهِ
مِنْ ذلكَ الفكرِ نبضاً للإراداتِ
سأقلبُ الجرحَ أزهاراً تُعيدُ معي
معنى الحياةِ لذاكِ العاطرِ الآتي
سأقلبُ الطعنَ أشعاراً مغرِّدةً
و منشدوها زهورٌ في عباراتي
سأقلبُ الليلة الظلماءَ بسملةً
تسيلُ بالحبِّ عذباً في مناجاتي
ما أجملَ الحبَّ رقراقاً على لغةٍ
تفيضُ بالمسكِ مِنْ ذاتٍ إلى ذاتِ
لا يُنتقى الدُّرُّ إلا ضمنَ أسئلةٍ
تُذيعُ أحرفُها أحلى الإجاباتِ
ارسال التعليق