• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

رسالة إلى الوطن

جبران صالح علي حرمل

رسالة إلى الوطن

 

داري ياقبلة الحب وأعظم  ‍
ترابك الطاهر طيبي  ‍
يسري في دمي ولب عظامي  ‍
يمنت يامنبر الحب ولحنه  ‍
والله ياسيد الكون وأزيد  ‍
مجدك بأفاق المعالي قد تسامى  ‍
وسل المعالي عنا إننا يمنا  ‍
شعارنا الحب وحكمتنا  ‍
واليوم أيتها السعيدة أنظر  ‍
وأفلت من شفتاك الابتسامة  ‍
كما تقهقر عن الركب أنتي  ‍
وفاش الداء فيك وأزبد  ‍
ولاتسئل فجراحك أكثر وأكثر  ‍
وأوشك ما في الأعماق ينضب  ‍
دون رحمة وبكل شهية  ‍
وعن التراث وكل نادر كان لك  ‍
وعن الشعب وحقه لاتسئل  ‍
فآه بصعوبة ينفثها بنهاره  ‍
هموم أشعلت الرأس وقارا  ‍
آه كم يضطرم الحر ويصرخ  ‍
وبخيراتك قلة تلهو تنعم  ‍
قتلوا كل طموحاً فيك وبات ‍
قتلوا كل جميلاً وتليد  ‍
نزعوا من الطفولة براءتها  ‍
وطني ياروحي والروح غالي 
لابد من صنعاء بالأمس قالوا 
وكل يوم أسمع حين تشكو  ‍
كيف لي أصمت والصمت  ‍
كيف لي أصمت أو يهنأ لي مرقد  ‍
واصطبر فيسوع لا محالة أتي 
ياسيدي ومهبط روحي  
ويهواك سرمد سأظل أسطع 
وأن تكن من دهرك الجائر مُضني  ‍

  أحبك وحب هواك أعْذًب
  كلما غبت فاح لا يعرفُ غيْهَب
  وأحشائي من بُعد شدْوك تلهب
  حرفي غير كافي فيك حين أكتب
  إنك في فؤادي عشقاً مُجَلبَب
  زهواً وغدا للأرض كوكب
  صيت في الكون قد شع وأطرب
  شهد الهُدى سمقَت فكراً ومَشرَب
  الحزن بعينيك كما بسماك تَوثّبْ
  وغدا نهارك للتعاسة أقرب
  ودب الضعف وبأحفادك الزمان تقلب
  جور فساد وبأمعاك الفقر أعشَب
  وخيرات صدرك ما انفكّتْ لتُسْلَب
  وحوله الذئاب هم من حدق ليشرب
  نفطك غازك تذهب هناك حيث تذهبْ
  لست أدري كيف من الشرق تغرب
  فالفأس شعاره منها يقتات ويحطب
  ولياليه هموم هي على حاله أصعب
  وغدا الشاب قبل أوانه منها أحدب
  فساد... جور...ومخالب تنهب
  والشعب شمال جنوب جائع يتعذب
  منك وعنك الأماني  أهرب
  بتروا كل لساناً للفصاحة أقرب
  يا ويح قلبي كم هو الموت أرحَب
  كيف لاأشكوا كيف لاأغْضَب
  واليوم ماذا أحكي وأكتب
  وأرى شعبك كل ساعة يتعذب
  عند الحر من الموت اصعب
  وأنت تنفث الآهات متعب
  فالحق وأن طال الجور فينا يتغلب
  ناسكٍ في محرابك يترنم مؤدب
  أنت لي ولكل عاشق الحُضنُ والأب
  فديار العُرب أجمع تنضح علقم ومُخَرَب




 

ارسال التعليق

Top