- الكاريكاتير.. مسار صعب:
الكاريكاتير بالطبع هو جزء لا يتجزأ من الثقافة بصورة عامة، ولأنّ الثقافة العربية تمر بفترة ضمور ملحوظ لكونها تأتي في أدنى مراتب اهتمامات المجتمع العربي لأسباب وعوامل متعددة ذاتية وموضوعية في مقدمتها تفشي الأمية بنسبة كبيرة، والافتقار إلى الأجواء الصحية التي تمكنها من التعبير عن واقعها بقدر مطلوب من الحرية، تكون كل الأجناس الأخرى للثقافة العربية، وليس الكاريكاتير وحده، انعكاساً حقيقياً لواقع الحال الجاثم على صدر هذه الثقافة، على أن هذا لم يمنع الكاريكاتير العربي رغم صعوبة الأحوال والظروف من شق مساره الصعب بالأنياب والأظافر، معاندا بإصرار وتحد لكسر حلقة التدجين المفروضة عليه، ولتقديم اعمال إبداعية بشهادة فنانين أجانب، لا تقل ابتكاراً ومهارة عما يقدم في المعارض وينشر في الصحف الأجنبية المنتشرة عالمياً. هذا رغم الفارق الكبير في الهامش الديمقراطي الذي يتنفس فيه الكاريكاتير هناك ورغم غياب محفزات التشجيع، بل ورغم محاولات الإقبار التي تحيط بالكاريكاتير العربي من كل جانب. - علاقة الرسم الكاريكاتيري بالمسرح: علاقة الرسم الكاريكاتيري بالمسرح مثل علاقته بكل الفنون الأخرى التي يمتزج فيها العمل الفني بالسخرية المرسومة، وكلما ظفت هذه العلاقة توظيفاً ذكياً وجيِّداً تصبح إبداعاً قائماً بذاته. ولعل أقدم علاقة للكاريكاتير بالمسرح تعود إلى حقبة المسرح اليوناني القديم عندما كان الممثلون يرتدون أقنعة مرسومة بشكل كاريكاتيري لتقديم عروض مسرحية ضاحكة. وقد لاحظنا كيف تحولت تلك العلاقة اليوم إلى دمى فنية كاريكاتيرية تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة من خلال تقمصها لملامح مشاهير المشهد السياسي وغيرهم.- الكاريكاتير.. فن اختصار الكلام:
فن الكاريكاتير هو لغة بحد ذاته، لذلك فهو في غنى عن أية لغة أخرى مضافة، ومما يميز لغة الكاريكاتير جماليتها الرائقة وقدرتها الفائقة على التكثيف والاختزال مما لا تستطيعه أي لغة أخرى. إنّ الرسم الكاريكاتيري الذي بلا تعليق تسهل قراءته حتى على غير المتعلم وفي أي مكان من بلدان العالم، بينما يحتاج الرسم الذي يحمل تعليقا إلى معرفة اللغة التي كتب بها هذا التعليق. كما أنّه ينبغي أن نعترف بأنّ التعليق الكاريكاتيري ليس أمراً سهلاً لأنّه يحتاج إلى حس ساخر لا يتوافر للعديد من رسامي الكاريكاتير. ففي العديد من الأعمال الكاريكاتيرية المرفقة بالتعليق القصير أو الطويل وهي لكبار رسامي الكاريكاتير العالميين نعثر على ذكاء لماح وقدرة خاصة تفوق في العديد من اأحيان روعة الرسومات التي لا تحمل أي تعليق. وهو ما لا يعني أن كل رسم ناجح هو بالضرورة ذلك الذي من دون تعليق.مقالات ذات صلة
ارسال التعليق