• ٢٤ تموز/يوليو ٢٠٢٤ | ١٧ محرم ١٤٤٦ هـ
البلاغ

هل حكومة الأغلبية هي الحل الأمثل؟

محمود الربيعي

هل حكومة الأغلبية هي الحل الأمثل؟
نظرية إحلال البديل الكفوء محل الفاسد في عملية التغيير
إلغاء حلولية العنصر الفاسد في المنصب الإداري
إحلال العنصر الجيد والقضاء على حلولية العنصر الفاسد
ثورة إدارية
الحاجة الى هيكل إداري قوي يأخذ بنظرية الإحلال الجيد والتخلص من حلولية العنصر الفاسد
تحتاج الثورة الإدارية الى عاملين:
الأول: وقفة المسؤولين الشجعان المؤمنون بعملية التغيير.
الثاني: وقفة الجهاز الإداري المستند الى التأييد الشعبي الإداري من داخل الهيكل الوظيفي.
البحث عن العناصر النزيهة لإعداد جداول التغيير
إن كل من النقطتين الآنفتي الذكر تحتاج الى حالة إستنفار وتقصي للشخصيات الشعبية الوطنية الكفوءة من خارج الجهاز الحزبي لإختيار العناصر التي تتوفر فيها الكفاءة والنزاهة ممن لايستطيعون الوصول الى مواقعهم التي يستحقونها في عملية قيادة الهياكل الإدارية في الدولة وعلى كافة المستويات الأعلى والأدنى سواء في مواقع عسكرية أومدنية، وسواء في هرم الإدارة أو قواعد الهياكل الإدارية للأقسام والدوائر الفرعية والمديريات العامة ومايتفرع عنها.
إعداد جداول بالكفاءات تسبق شعار إحلال البديل الناجح قبل عملية التغيير
إن إعداد جداول حصرية بالأشخاص الكفوئين تحتاج الى قيادات إدارية متخصصة تدرس الحالات الهيكلية في كل إدارات الدولة بدأ من الوزارة وحتى المديرية والشعبة والقسم وكل مفاصل الهيكل الوظيفي مشتملة حتى على العناصر الخدمية كالسواق والمراسلين وصغار الموظفين بعد إعداد جداول بالفاسدين والمفسدين وبشكل يقتضي كل الضرورات الأمنية بعيداً عن التدخلات التي تمارسها الجماعات المتغلغلة في الجهاز الحاكم أو الجهاز الإداري.
العمل الجدي من أجل خلق وتفعيل نظرية إحلال البديل الناجح
إن الكثير من الوزارات والهياكل والهيئات في الدولة قد نخرها الفساد وعشعش فيها المفسدين حتى غدا من الصعوبة التغيير والتخلص من الحلوليين الفاسدين والمفسدين إذ نحتاج الى عملية إحلال البديل الناجح الذي يتمتع بالنزاهة والوطنية وإكسابه الحصانة داخل النظام الفاسد والمفسد.
نحتاج الى ثورة ضد الفساد المتخفي داخل الوزارات والدوائر المتبطة بها.
إن وزارات مهمة تشكو اليوم من الفساد ومنها وزارات الخارجية والمالية والتربية والدفاع والكهرباء والنفط بالشكل الذي خرج عن المألوف وخرج عن حدود المقاومة له وإيقافه، فلم يعد الأمر سهلاً، فنحن بحاجة الى هيكل إداري ناجح مخطط وكفوء قادر على الأخذ بنظرية الإحلال والإبدال والخروج من حالة الحلولية الفاسدة والمفسدة التي إخترقت أجهزة الدولة بالشكل الوبائي.
وزارة الخارجية مثلاً
فوزارة الخارجية في موضوع التعيينات تعتمد على التوافقات الحزبية بحيث سمح ذلك لكثير من العناصر البعثية والعرقية والطائفية التغلل في الهياكل الإدارية خصوصاً في السفارات الخارجية الأمر الذي أدى إلى إقصاء لكثير من الكفاءات التي ليس لها حول ولاقوة، فلا زالت طبيعة النظام البائد تحكم المشهد السياسي ولازال المسرح السياسي يكرر نفس مهزلة الدراما البعثية وبنفس العقلية تتحكم في إدارة الدولة.
نظرية الولاء (هذا من جماعتنا وذاك مومن جماعتنا!)  \ تلك النظرية المقيتة
ولايختلف الحال في أداء بقية الوزارات إذ يلعب العامل الحزبي والطائفي والقومي ونظرية الولاء (هذا من جماعتنا) سارية المفعول ولايمكن التخلص من شرنقة الفاسدين والمفسدين ولابد من حكومة الأغلبية السياسية أن تعمل على الإسراع في عملية التغيير النوعي بالإبدال وإحلال العناصر المهنية الكفوءة وقطع الفرص أمام العناصر الإنتهازية.
النظريات المتخلفة في الحكم والسلطة في عراق خال من الديمقراطية.
ونقول لله درهم لقد ضاع العراق بسبب هذه الفئات الضالّة وضاع حق المواطن الكفوء النزيه بين إستهتار الأحزاب والكتل وتطلعات العناصر الإنتهازية في عراق خالي من الديمقراطية بعد أن  إستبدلت الديمقراطية بالشراكة والتوافق.
العوائق التي تقف أمام النمو الإيجابي للعملية السياسية الديمقراطية: في إعتقادنا أن الشراكة في السلطة والتوافق بين السياسيين هما أخطر ماأفسد العملية الديمقراطية في العراق لأن السلطة سلمت بأيدي غير أمينة وغير منسجمة لا في الأهداف ولا في السلوك السياسي ولا في المنطق الوطني.
أولاً: حكومة الشراكة: لقد ثبت بالأدلة الواقعية القاطعة والموضوعية فشل الشراكة في الحكم والسلطة بين أقطاب القوميات والطوائف بل وحتى داخل القومية الواحدة والطائفة الواحدة ولابد من إسقاط نظرية الشراكة لأنها تعتبر فيروس سياسي في جسد العملية الديمقراطية لاتوفر الطريق للمهنية والكفاءة لتصدر المناصب القيادية في الدولة.
ثانياً: حكومة التوافق: وهذا أيضاً وسيلة لهدم النظام الديمقراطي حيث تحركت التوافقات بين أصحاب النظريات القومية الإستبدادية والنظريات الطائفية الإجرامية ولم تسمح لذوي الكفاءات والمهنيين من تسنم المناصب الإدارية في هيكل الدولة الإداري، لذلك أعتبرت نظرية التوافق فيروس آخر يضرب جسد العملية الديمقراطية ويعتبر ذلك خيانية للعملية الإنتخابية التي يتطلع الى المواطنين.
هل أن حكومة الأغلبية هي الحل الأمثل لمشكلة الحكم والسلطة في العراق؟
لاتعتبر حكومة الأغلبية حل شامل لمشكلة الحكم والسلطة في العراق رغم أنها الأسلوب المرحلي للوصول الى المهنية وإعتماد الكفاءة..  ففي ظروف سيئة من العمل السياسي وفي ظل إنحياز الكتل ورغبتها بالمشاركة والتوافق، ومع الصراع الدائر المستمر بين الفرقاء السياسيين لن يكون هناك إستقراراً يذكر في العراق دون الأخذ بنظرية الإحلال والإبدال للتخلص من حلولية العناصر الفاسدة داخل الهيكل الإداري للدولة وداخل الكتل والأحزاب التي على وجه العموم لاتتحلى بالأخلاق والمشاعر الوطنية كما لمسناها في الأداء.
الحل الأمثل لمشكلة الحكم والسلطة
لذلك فإن الحل الأمثل لحكومة الأغلبية هو النضال الدؤوب لإحلال الكفاءات والمهنيين والزج بها  الى مواقع الإدارة وتخلية دكاكين الوزارات من ساكنيها الفاسدين والمفسدين.
النضال السياسي والشعبي للإرتقاء الى حكم الكفاءة والمهنية
إننا نأمل أن تكون حكومة الأغلبية الطريق الى حكم الكفاءات وصعود الطبقة المهنية والعمل على رصد تلك الطبقة من خلال التخطيط المدروس وعلى يد أهل الكفاءة والمهنية والتقرب من تلك الطبقة بكافة الوسائل والطرق والبحث عنهم وما أكثرهم!  بعيداً عن مشروع الولاء (هذا من جماعتنا) وهذا خوش إنسان يسمع كلام( ) وميكول لا على كلشي أو هذا على كد إيدينة يقبل بالقليل ويسكت.
إفسحوا المجال يا أصحاب الكتل ويا أصحاب الأحزاب لوصول الكفاءت إن كنتم صادقين.
إسمحوا لكلّ الكفاءات مهما كان إنتمائها سواء أكان كردياً أو من دولة القانون أو المواطن أو متحدون أو التيار الصدري بل الحق كل الحق أن تأتي الكفاءات بطريق مشروع بعيداً عن الواقع السياسي للكتل والبحث عن الشخصية الكفوءة من خارج الكتلة ومن خارج الحزب والطائفة والقومية لاتختاروا السياسيين واختاروا المهنيين وأصحاب الكفاءة والنزاهة.
رصوا الصفوف ولاتتفرقوا
رصوا الصفوف أيها السياسيين  (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ*   وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
 وحققوا آمال شعبكم وحكم المستضعفين في الأرض واسمعوا لقول الحق وخالفوا أهوائكم وارجعوا الى وطنيتكم وحب الله وحب الخير والله ولي التوفيق.

ارسال التعليق

Top